قبل إعلانه رسمياً عبر وسائل الإعلام المختلفة خلو الحج من أية أمراض وبائية ومعدية بدقائق التقته «الرياض» خلال جولاته التفقدية تحدث معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع مع «الرياض» فتناول الحديث الجهود المباركة التي بذلتها الوزارة الوقائية والإسعافية والعلاجية والمشاريع التطويرية والخطط المستقبلة إلى جانب خطط الطوارئ والتعامل مع الحالات الحرجة كما تطرق اللقاء إلى التعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للتصدي لأية مستجدات طبية لا سمح الله فإلى تفاصيل الحديث: ٭ نالت الجهود التي بذلتها وزارة الصحة الاستحسان والإشادة من الجميع حكومة وشعباً وحجاجاً.. متى تبدأ استعداداتكم للحج القادم؟ - إنفاذا لتوجيهات ولاة الأمر - يحفظهم الله - القاضية بتقديم أفضل رعاية وعناية لحجاج بيت الله الحرام فإن وزارة الصحة شأنها في ذلك شأن كافة قطاعات الدولة - أعزها الله - تحرص على وضع هذا التوجيه موضع التنفيذ.. فما يكاد ينتهي موسم الحج في منتصف شهر ذي الحجة من كل عام حتى يبدأ الاستعداد لموسم الحج الجديد وذلك بتحليل ما تم في الحج المنتهي للتو للتعرف على الإيجابيات والتوسع فيها وتلمس السلبيات وتلافيها ويتم تجنيد كل الطاقات والإمكانات والاستعداد والتحضير والتجهيز للحج التالي وذلك من خلال لجان الحج الصحية. ٭ ما هي الأبعاد الرئيسية لخطة الحج الصحية؟ - تتركز خطط الحج الصحية في العمل على توفير أفضل مستويات الرعاية الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي لضيوف الرحمن والعاملين عن خدمتهم من المواطنين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة لحمايتهم وحماية المملكة ومواطنيها من الأمراض المعدية والوبائية بمشيئة الله تعالى وينفذ ذلك وفق خطة صحية متكاملة وهي خطة ذات بعدين رئيسين: أولاً: البعد الوقائي: ويستهدف حماية المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن من حجاج وزوار ومعتمرين من الأوبئة والمحافظة على بيئة صحية سليمة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة.. كما يتضمن البعد الوقائي جانب التوعية الصحية التي تمتد فيها جهود الوزارة إلى الحجاج في أوطانهم وقبل وصولهم إلى المملكة وذلك عن طريق وزارة الخارجية وسفارات خادم الحرمين الشريفين في كافة الدول الإسلامية وكذلك عن طريق وزارات الصحة في تلك الدول حيث يتم تزويدهم بمواد التوعية الصحية المقروءة والمسموعة والمرئية التي تقوم الوزارة بإعدادها بعدة لغات وكذلك يتم بث مواد التوعية الصحية في وسائط النقل البرية والجوية والبحرية التي تقل الحجاج إضافة على توعية الحجاج داخل المملكة.. في منافذ الدخول البرية والجوية والبحرية.. وفي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. ثانياً: البعد العلاجي: والمتمثل في منظومة متكاملة من المستشفيات والمراكز الصحية التي هيئت لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة.. وكذلك في منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية وعلى الطرق التي يعبرها الحجاج. ٭ إن وجود أكثر من مليونين ونصف المليون من الحجاج في مكان واحد وفي فترة زمنية واحدة يشكل تحدياً وهاجساً كبيراً.. فكم كان عدد المستشفيات والمراكز الصحية التي هيئت لخدمة ضيوف الرحمن؟ - هيأت الوزارة ما مجموعه «5320» سريراً لخدمة الحجاج مباشرة بمستشفيات مكةالمكرمةوالمدينةوالمنورة والمشاعر المقدسة موزعة على «21» مستشفى.. وهي كما يلي: بالعاصمة المقدسة «7» مستشفيات مجموع أسرتها «1914» سريراً.. قابلة للزيادة إلى «2239» سريراً.. هذا بالإضافة إلى تهيئة «86» مركزاً صحياً لخدمة الحجاج.. كما تم توفير «5» مراكز صحية داخل الحرم المكي الشريف وقد صممت كمراكز طوارئ لتقديم خدمات إسعافية للمرضى والمصابين داخل الحرم المكي الشريف الذي يصعب نقلهم إلى المستشفيات بسرعة كافية لإنقاذ حياتهم ويتم تكثيف العمل بها خلال موسمي الحج والعمرة. بالمشاعر المقدسة يوجد «7» مستشفيات مجموع أسرتها «1490» سريراً.. قابلة للزيادة إلى «1967» سريراً.. فضلاً عن «46» مركزاً صحياً في مشعر عرفات و«30» مركزاً صحياً في مشعر منى بالإضافة إلى «6» مراكز صحية للطوارئ على جسر الجمرات وكذلك مركزين صحيين في مجزرة المعيصم. بالرغم من ان الحجاج لا يمكثون سوى سويعات محدودة في مشعر مزدلفة فإن الوزارة جهزت بهذا المشعر «6» مراكز صحية في أبعاد مقننة تخدم المشاة من الحجاج. أما طيبة الطيبة فتقدم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن مباشرة من خلال «7» مستشفيات تضم بين ثناياها «1114» سريراً تقدم كافة الخدمات الطبية في مختلف التخصصات.. بالإضافة إلى «137» مركزاً صحياً منها «32» مركزاً صحياً داخل المدينةالمنورة و«98» خارج المدينة والطرق المؤدية إليها و«7» مراكز صحية موسمية لخدمة الحجاج فضلاً عن تجهيز «487» سرير ملاحظة حول الحرم النبوي الشريف.. ولله الحمد كانت نسبة انشغال المرافق ضعيفة مقارنة بما تم توفيره وتهيئته من أسرة لاستقبال المرضى من الحجاج. ٭ وماذا عن العاملين في حج هذا العام من الأطباء والممرضين والفنيين والإداريين؟ - تم تجنيد «9600» موظفاً من مختلف فئات القوى العاملة المدربة ذات الكفاءة من الفئات الطبية والفنية والإدارية للمشاركة في مستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة. كما تمت مشاركة «600» طالب من طلاب السنة النهائية بالمعاهد والكليات الصحية لدعم الخدمات الطبية المقدمة لضيوف الرحمن.. هذا بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من الاستشاريين من داخل وخارج المملكة وهيئة التمريض وفنيي التخدير المؤهلين للعمل بأقسام العناية المركز والطوارئ والتخدير بمستشفيات العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة وهم: 23 استشاري عناية مركزة، و10 استشاريي تخدير، و10 استشاريي طب الطوارئ، و71 تمريض عناية مركزة، و15 أطباء زمالة في طب الطوارئ من السعوديين. ٭ ما المغزى الحقيقي من استقطاب الوزارة لبعض تخصصات الاستشاريين من داخل وخارج المملكة؟ - تهدف وزارة الصحة من توجهها للاستفادة ببعض التخصصات في الأقسام الحرجة - عناية مركزة - طوارئ - تخدير، من أساتذة الجامعات والاستشاريين من داخل المملكة وخارجها للمساهمة مع طاقم وزارة الصحة لرفع مستوى الأداء بالمرافق الصحية بالمشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة والإشراف على برنامج تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة لتقييم ورفع مستوى الأداء المعمول به من خلال هذه المرافق والاستفادة القصوى منهم في مستشفيات العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة لتقديم الخدمات الطبية وذلك من خلال مباشرة علاج المرضى وتدريب العاملين في هذه التخصصات. ٭ صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان.. شعار جميل تبنته الوزارة العام الماضي.. ماذا يعني استمرار الوزارة العمل تحت هذا الشعار؟ - إن الاهتمام الذي توليه الوزارة بصحة ضيوف الرحمن يأتي ترجمة لتوجيهات ولاة الأمر - يحفظهم الله - بإيلاء صحة الحجاج عناية فائقة خلال تأديتهم لمناسك الحج، ومنذ دخولهم أراضي المملكة وحتى مغادرتها عائدين إلى أوطانهم سالمين غانمين بإذن الله وإن هذا جزء من الرسالة التاريخية التي شرف الله بها المملكة في خدمة الحرمين الشريفين. وإن الدعم والمساندة الكبيرة والمستمرة التي تحظى بها وزارة الصحة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني تشكل أبرز العناصر المهمة التي ساعدت على الحفاظ على سمة التجدد الدائم في خدماتها الشاملة والمتكاملة حتى استحقت موقع الريادة والتميز في مجالات الصحة الوقائية والعلاجية على حد سواء. وذلك بما يترجم رؤية الوزارة التي تتلخص في الحرص على التفوق المستمر في تقديم خدمات ذات جودة عالية يحتذى بها محلياً وإقليمياً ودولياً. كما أن موسم الحج يشكل أحد التحديات الكبيرة التي تواجهها وزارة الصحة كل عام، وتجند لها كل طاقاتها البشرية والتقنية، وقد استمرت الوزارة هذا العام في تطبيق شعار «صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان» لكي يختزل مجمل الخطط الاستراتيجية التي نفذتها الوزارة هذا العام لتقديم منظومة خدمات صحية وقائية وعلاجية متكاملة للحجاج منذ وصولهم الأراضي المقدسة وخلال تأدية مناسك الحج، وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم.. حيث نجحت الوزارة في تفعيل البرامج الوقائية ونظم المراقبة الصحية والإعلام والتوعية الصحية وتطوير المراكز الصحية الدائمة والموسمية المنتشرة في مختلف المواقع التي تشملها مناسك الحج في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة.. وكذا العمل في ذات الوقت على زيادة السعة السريرية للمستشفيات وتطوير الخدمات العلاجية. ورفع كفاءة الخدمات الإسعافية وخدمات الطوارئ إلى جانب استحداث برنامج التوعية الدينية للتعامل مع المسائل الفقيهة المرتبطة بالحجاج المرضى المنومين في المنشآت الصحية التابعة للوزارة في المشاعر المقدسة. ٭ كيف تم التعاون بشكل خاص بين الوزارة ومنظمة الصحة العالمية في المسائل المتعلقة بالأمراض المعدية المتوقعة؟ - يتم التعاون بين الوزارة والمنظمات الصحية الدولية المختلفة ومنها منظمة الصحة العالمية للوقوف على الوضع الوبائي العالمي أولاً بأول ويعتبر التعاون بين الوزارة والمنظمة في مجال وقاية الحجاج من الأمراض الوبائية المتوقعة ذا طابع مميز حيث يتم ذلك عن طريق: - تزويد الوزارة بالمعلومات والمستجدات العالمية حول الأمراض المعدية أو ظهور أوبئة بكافة بلدان العالم التي يفد منها الحجاج. - تزويد الوزارة بالمطبوعات الدورية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية. - مساعدة الدول التي يفد منها الحجاج قبل قدومهم لأداء مناسك الحج أو العمرة وقد تم تعميم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية على جميع الحجاج وكذلك لحجاج الداخل والمقيمين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والعاملين بالحج. ٭ تحدثت الصحف مؤخراً عن تقديم خدمات الطب الميداني لحجاج بيت الله الحرام في أماكن تواجدهم.. فهل لمعاليكم أن تحدثونا عن جهود الوزارة في هذا المجال؟ - حرصت الوزارة ضمن خطة الحج الصحية على الاهتمام والتركيز على الطب الإسعافي الميداني لإسعاف الحالات الحرجة والإسعافية في أماكنها وخاصة وسط الزحام وقد خاضت الوزارة هذه التجربة منذ عام 1417ه حيث تم البدء باستخدام الدراجات الإسعافية ثم طورت التجربة إلى الاستعانة ببعض العربات. الكهربائية كالتي تستخدم في الملاعب الرياضية، وفي موسم حج عام 1421ه تمت الاستعانة بعدد (5) سيارات اسعاف صغيرة الحجم عالية التجهيز بها طاقم طبي متميز في الخدمات الإسعافية والطوارئ وبعد نجاح هذه الفكرة من واقع التجربة الميدانية بسرعة نقل الحالات الحرجة الى المستشفيات لتلقي العناية الفائقة.. وقد تم الاستمرار هذا العام في دعم مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة بعدد (155) سيارة اسعاف منها (80) سيارة اسعاف كبيرة و(75) سيارة اسعاف صغيرة يعمل عليها (75) فرقة طبية متجولة على مدار الساعة لتصل الى المرضى لإسعافهم في مواقعهم وحتى نقلهم الى اقرب مستشفى.. وكان نصيب منطقة المدينةالمنورة (10) سيارات اسعاف كبيرة مزودة بالتجهيزات الطبية و(10) سيارات اسعاف.. ايضاً مزودة بكادر طبي ذي كفاءة عالية. ٭ يشعر كثير من الناس بالخوف الشديد من انتشار الأمراض المعدية.. فما هي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للوقاية من هذه الأمراض؟ - احب ان أطمئن الجميع بأن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات الوقائية لدرء مخاطر انتشار اي وباء بين الحجاج - لا قدر الله - وتتمثل هذه الإجراءات بعدة امور اشرافية وتنفيذية ومنها ما يلي: تقوم الوزارة بمتابعة الأوبئة في جميع دول العالم ومنع قدوم الحجاج من اي دولة يثبت وجود وباء بها يشكل خطراً على الحجاج. وتم تعميم استخدام اللقاح الرباعي للحماية من الحمى المخية الشوكية وقامت المملكة بتوفير كميات كبيرة من هذا اللقاح لحجاج الداخل والمقيمين بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والعاملين بالحج كما ذكرت سابقاً. ويتم اعطاء كل حجاج دول معينة جرعة واحدة من عقار السيبروفلوكساسين للتخلص من جرثومة الحمى المخية الشوكية التي قد توجد في الحلق عند الدخول للمملكة. وتم وضع خطة متكاملة للوقاية من والتعامل مع الأوبئة لا سمح الله. وتم تجهيز مختبرات بالعاصمة المقدسة بأحدث الوسائل للكشف عن الجراثيم التي يمكن ان تسبب اوبئة. وتم تشكيل لجنة علمية بالحج من الاستشاريين في الأمراض المعدية ومن مهام هذه اللجنة المرور على جميع المرضى المنومين للتأكد من عدم وجود بوادر لأي اوبئة - لا سمح الله -. ٭ ما هو دور وزارة الصحة في تنفيذ خطط الطوارئ بالحج والتعامل مع الحالات الطارئة التي تحدث في مناطق الازدحام مثل جسر الجمرات وممر المشاة الذي يبدأ من عرفات مروراً بمزدلفة ووصولاً الى منطقة منى؟ - شاركت وزارة الصحة جميع الجهات ذات العلاقة في الإعداد ووضع خطة الطوارئ الصحية للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث بموسم الحج - لا سمح الله - بعد اعتمادها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجان الحج العليا اضافة الى بعض الخطط الخاصة بالوزارة. ويشمل دور الوزارة في تنفيذ خطط الطوارئ في تقديم الخدمة الطبية الفورية العاجلة وفرز وتصنيف ضحايا الكوارث حسب بطاقات الفرز الدولية وإدارة الأعمال الطبية في موقع الإخلاء الطبي وتوفير الفرق الطبية المستعملة من اطباء وهيئة تمريض وفنيين بالإضافة الى المشاركة في نقل المعايير داخل الإخلاء الطبي بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر طبقاً للبطاقات الفرز الدولية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وتقديم العلاج للمصابين بالمرافق الصحية بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة وبفضل من الله يشهد موسم الحج خلال المواسم السابقة وحتى الآن إلى حالة تستدعي الطوارئ وقد أعدت الوزارة إلى جانب خطة الطوارئ للتعامل مع حالات الأمراض المعدية والوبائية خطط طوارئ إضافية أهمها خطة الاستعدادات بجسر الجمرات نظراً لما لوحظ في الأعوام الأخيرة من حدوث اكتظاظ الحجاج عند رمي الجمرات مما قد يتسبب في حدوث حالات دهس وسقوط بين الحجاج - لا سمح الله - وتعتمد هذه الخطة التي تنفذها الوزارة منذ الحج عام 1419ه على التواجد الميداني بجوار جسر الجمرات من خلال فرق طبية بكامل مستلزماتها وسيارات إسعاف صغيرة مجهزة. خطة طوارئ ممر المشاة: واستمراراً لجهود الوزارة في التعامل مع الحالات الطارئة قامت الوزارة بتنفيذ خطة طوارئ للتعامل مع الوضع الذي يفرزه ازدحام الحجاج الشديد في ممر المشاة الذي يبدأ من منطقة عرفات ماراً بمزدلفة إلى أن يصل منطقة منى وذلك تحسباً لحدوث حالات انزلاق للحجاج وخاصة عند هطول الأمطار مما ينتج عنه حالات دهس ويراعى في هذه الخطة التركيز على منطقة المشعر الحرام بمزدلفة نظراً لتواجد أعداد كبيرة من الحجيج في هذه المنطقة وكذلك مراقبة ومتابعة الوضع ميدانياً من خلال الفرق الطبية الميدانية وسيارات الإسعاف الصغيرة لعلاج ونقل الحالات المرضية. كما نفذت الوزارة خطط طوارئ بالمنطقة المركزية والساحات المحيطة بالمسجد الحرام تحسباً لأي طارئ - لا سمح الله - مع الاستفادة من المراكز الإسعافية داخل الحرم وخطة طوارئ أخرى لمواجهة الأمطار والسيول وخاصة بمنطقة المشاعر المقدسة يتم خلالها التدخل السريع للعلاج الميداني وتوفير الخدمات الطبية في أماكن تواجد الحجاج ولإيجاد مستشفيات بلدية ومناطق إيواء في حالة تعرض أي مرفق صحي لسيل وأمطار تحقيق الاستفادة من خدماته وهناك خطة طوارئ أخرى بمنطقة جبل الرحمة نظراً لتدافع أعداد كبيرة من الحجاج فوق الجبل وتحسباً لحالات التساقط من فوق الجبل حيث تعمل الوزارة على تمركز بعض الفرق الطبية في منطقة الجبل مع الوضع في موقع الحدث. وقد هيأت الوزارة بعض المراكز الصحية التي تقع على الخطوط الرئيسية المحورية المؤدية لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لتحويلها إلى مراكز طوارئ لتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية الطارئة وتدعيمها بالقوى العاملة والتجهيزات اللازمة. ٭ كيف تعاملت الوزارة مع الحجاج الذين تم تنويمهم بالمستشفيات لأي عارض؟ - الخطة الصحية في الحج تتميز بالبعد الإنساني حيث ان من ضمن أولويات الوزارة أن يتم تمكين الحجاج المرضى من أداء مناسك الحج الذي أتوا من أجله بالتفويج من منى إلى عرفات ومن هناك إلى منى.. ثم مكةالمكرمة وزيارة المدينةالمنورة إن كانت صحتهم تسمح بذلك.. حيث قامت الوزارة بتجهيز سيارات خاصة وتكوين فرق طبية تضم أطباء وممرضين تم تزويدهم بالأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لمرافقة هؤلاء الحجاج المرضى إلى المشاعر لأداء مناسكهم ثم إعادتهم بعد ذلك إلى المستشفيات بمكةالمكرمة أو جدة لاستكمال علاجهم حتى يمن الله عليهم بالشفاء ليعودوا بعد ذلك إلى بلدانهم سالمين غانمين فائزين بأداء فريضة الحج إن شاء الله تعالى وبالفعل قامت الوزارة هذا العام بتصعيد ما يتجاوز (300) حاج منومين في مستشفيات العاصمة المقدسة عند الساعة الرابعة من عصر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وتصعيد (54) حاجاً يتلقون العلاج اللازم في مستشفيات مشعر منى وتابع يقول: قامت وزارة الصحة بتأمين (29) باصاً لتصعيد الحجاج إلى عرفات لأداء مناسكهم وسيكون معهم فرق طبية متخصصة مشيراً إلى أن هناك (15) حاجاً تم تصعيدهم إلى عرفات كانوا منومين في مستشفيات المدينةالمنورة. ٭ هل اشتملت الاستعدادات التي اعتمدت لموسم الحج هذا العام على إدراج خطة للطوارئ خصوصاً للحجاج القادمين من تلك المناطق التي أشارت منظمة الصحة في تقاريرها بأن الكوليرا على سبيل المثال قد اكتشفت منها بعض الحالات حتى الآن؟ - يهدف البرنامج الوقائي للحج بشكل عام إلى حماية موسم الحج من حدوث أوبئة بالأمراض المعدية أو الوبائية أو انتقال لها بشكل غير معتاد.. ويم تنفيذ البرامج عبر استراتيجيات مختلفة منها المتابعة الدقيقة والمستمرة للوضع الوبائي العالمي للأمراض الوبائية وتقييم الوضع ودراسة احتمالات تأثيره على موسم الحج ومن ثم اختيار الأنشطة اللازمة والتداخلات الوقائية للحيلولة دون ذلك، وللوزارة خبرة تراكمية جيدة في هذا الصدد من خلال متابعة الأوبئة العالمية خلال السنوات الماضية والتحسب لها. وفيما يخص الأحداث الراهنة فبالإضافة إلى متابعة الوضع العالمي في المناطق المتأثرة على وجه الخصوص، وقد تم تكثيف أعمال مناظرة القادمين للحج من تلك الدول لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة تجاه الحالات المشتبهة في جميع المنافذ، كما تم تنشيط أعمال المراقبة الوبائية تجاه الأمراض المعدية خلال موسم الحج من خلال شبكة للمراقبة الوبائية بكافة مستشفيات مناطق الحج وسيطبق ذلك أيضاً في المشاعر لاحتواء أي حالات قد تظهر - لا سمح الله - من تأثيرات تلك الكوارث في موسم حج.. ولله الحمد لم تظهر أية حالة للإصابة بمرض وبائي خلال فترة الحج. ٭ على خلفية الأحداث المؤسفة التي حدثت في موسم حج العام الماضي بجسر الجمرات هل أعدت ونفذت الوزارة خطة إضافية للطوارئ بهذه المنطقة؟ - نظراً لما لوحظ في الأعوام الأخيرة وخاصة العام الماضي من حدوث اكتظاظ الحجاج عند رمي الجمرات مما قد يتسبب ذلك في حدوث حالات دهس وسقوط بين الحجاج - لا سمح الله - أفردت الوزارة خطة طوارئ خاصة بجسر الجمرات بالإضافة إلى الخطط العامة للطوارئ. واعتمدت هذه الخطة على التواجد الميداني بجوار جسر الجمرات من خلال تواجد (20) فرقة طبية بكامل مستلزماتها وسيارات إسعاف صغيرة مجهزة كما تحرص الوزارة على التعاون التام مع جميع الجهات ذات العلاقة لتوحيد الجهود المبذولة في التعامل مع أي حدث (لا سمح الله).. كما تم إنشاء ست مراكز صحية في منطقة الجسر لاستقبال أية حالة - لا سمح الله. ٭ لاحظ الجميع التغطية الإعلامية المتميزة لخدمات الوزارة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.. فما هي أبرز الخطوات التي اتخذتها الوزارة في هذا المجال؟ - تبذل الوزارة جهوداً حثيثة لتقديم أفضل الخدمات الصحية وتوفيرها على أرقى المستويات لضيوف الرحمن وتحرص الوزارة على أبرز المنجزات الصحية التي وفرتها الدولة للحجاج من خلال تكثيف التغطية الإعلامية لهذه المنجزات الصحية حيث تم وضع خطة إعلامية شاملة تهدف إلى تركيز الضوء على هذه المنجزات والتعريف بها ونشر الوعي الصحي من خلال وسائل الإعلام المختلفة حيث تضمنت الخطة نشر العديد من المطبوعات والكتيبات التوعوية والإعلامية إضافة إلى تجهيز مركز إعلامي متكامل بمستشفى منى العام لتسهيل مهمة الصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام المختلفة وتزويدهم بالتقارير الصحفية والأخبار عن نشاطات الوزارة وخدمات مرافقها الصحية التي وفرتها لضيوف الرحمن. ٭ ذكر معاليكم موسم حج العام الماضي 1425ه وبصفتك تشارك لأول مرة في أعمال الحج وأنت على رأس الهرم الصحي بالمملكة ان مشاركتكم كانت بمثابة مراقب للأداء للوقوف على الأخطاء ومعالجتها والإيجابيات لدعمها.. ما الجديد الذي قدمتموه هذا العام لتجويد الأداء ورفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن؟ - استحدثت وزارة الصحة خلال موسم حج هذا العام العديد من الخدمات حيث أنشأت مستشفى ميدانياً في مركز الشميسي لتقديم خدمات صحية فورية ومتكاملة للحجاج خلال حركتهم على الطريق بين مكةالمكرمةوجدة مزودا بكافة الأجهزة والمستلزمات الضرورية التي تمكنه من تقديم خدمات علاجية ميدانية متكاملة على أيدي كفاءات طبية ماهرة في العديد من التخصصات.. ويمثل المستشفى هذا إحدى حلقات توجه جديد اتبعته وزارة الصحة خلال موسم حج هذا العام هو نشر العديد من المراكز الصحية على الطرق الرئيسية بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومدينة جدة. وكما يعلم الجميع فإن توجه حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الصحة وفي مضمار اهتمامها بصحة الحجيج منذ دخولهم أراضي المملكة العربية السعودية و حتى مغادرتها، يركز في المقام الأول على ضرورة أن يلقى الحاج العناية الطبية الكاملة وفي الوقت المناسب وفي كل المواقع التي تشملها مناسك الحج وزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.. حيث أصبح الآن في متناول الحجاج على الطريق بين مكةالمكرمة والمدنية المنورة الحصول على خدمة المراكز الصحية المنتشرة على الطريق لهذا الغرض. وإن وزارة الصحة استناداً إلى الخبرات المتراكمة لديها تدرك أن كثافة الحجيج في المشاعر المقدسة يمثل أحد العناصر التي يمكن أن تحول دون حصول الحاج على الخدمة الصحية اللازمة في الوقت المناسب الأمر الذي استدعى انتشاراً كثيفاً للمنشآت الصحية في كافة المواقع في المشاعر المقدسة.. ووزارة الصحة تركز بالدرجة الأولى على ضرورة أن يحصل الحاج على العناية الطبية اللازمة في الوقت المناسب لذلك فقد تم تشييد منشآت صحية كثيرة وتجهيزها بأحدث التقنيات الطبية وبالكفاءات البشرية المؤهلة تأهيلاً عالياً وان هذا جزء من الرسالة التاريخية الجليلة التي شرّف الله بها هذه البلاد وأهلها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما. كما استحدثت وزارة الصحة هذا العام خدمة (الخط الساخن) للرد على استفسارات وأسئلة الحجيج من مختلف مناطق المملكة وهو عبارة عن خط هاتفي يقدم خدمات إرشادية وتوعوية للحجيج عبر الهاتف وهذا يجسد حرص الوزارة على الارتقاء بمستوى وسائل إيصال الخدمات الصحية لتوازي التطور النوعي والكمي الذي شهدته الخدمات في موسم حج هذا العام. وكان هذا الخط يعمل على مدار الساعة قدم خدمات المشورة الوقائية والتوعية الصحية من طاقم متخصص يضم طبيباً ومرشداً وغرفة عمليات كما يقدم خدمات طبية ميدانية بتوجيه طواقم الإسعاف إلى مواقع الحالات الملحة وكذا الإرشاد إلى أقرب المنشآت الصحية المنتشرة في مختلف النقاط المركزية في المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة ومدينة جدة وعلى الطرق التي تربط بين هذه المدن. ٭ ما هي أهم المشاريع المستقبلية التي تنوي الوزارة انشاءها لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام؟ - تعتزم وزارة الصحة انفاق ما يربو على خمسمائة مليون ريال لبناء منشآت صحية جديدة في المشاعر المقدسة، سيخصص منها أربعمائة مليون لبناء مستشفى جديد يحل بديلاً لمستشفى منى الوادي وفي موقعه.. ومائة مليون لبناء برج طبي في موقع مستشفى منى العام.. وذلك لدعم المنشآت الصحية العاملة على خدمة الحجيج في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تضع نصب أعينها في المقام الأول تقديم خدمات شاملة ومتكاملة بما فيها الخدمات الطبية الوقائية والعلاجية اللازمة في مواقع مناسك الحج وهذا جزء من الرسالة التاريخية الجليلة التي شرّف الله بها المملكة العربية السعودية والمتمثلة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما.