المذنبات عبارة عن أجسام ثلجية ضخمة تتكون من نواة أو رأس وذيل. ويعتقد بعض العلماء أن نواة المذنب تتكون من فتات الصخور والغبار الملتصقة ببعضها، وتتخللها المسام بحيث تجعلها ذات نسيج إسفنجي أشبه بالطفوح البركانية الأسفنجية، والتي تحتوي على تجاويف نتيجة لخروج الغازات منها. أما ذيل المذنب فهو شريط طويل من الغازات تتبع النواة في اتجاه معاكس للشمس. ونظراً لوجود الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان والنشادر بالإضافة على غازات أخرى، فإن النواة تصبح ساخنة عند الاقتراب من الشمس. وتنطلق الغازات إلى ذيل المذنب على شكل نافورة مضيئة في السماء. ولعل من أشهر المذنبات مذنب هالي الذي ظهر لآخر مرة في عام 1986م. وعندما يقترب مذنب هالي (Halley's Comet) من الأرض في عام 2061م، فقد يكون العلماء في انتظاره في الفضاء لاستغلاله أو لامتطائه إلى أبعد المناطق في المجموعة الشمسية. ويعتقد الفلكي كارل ساجان في إمكانية استخدام المذنبات للسفر في الفضاء، ويضيف قائلاً: إن المذنبات عبارة عن أجسام جليدية صلبة يمكن ركوبها للتجول في الفضاء، ولكن من الأفضل الانتظار حتى يكمل المذنب دورته حول الشمس التي تقوم بإذابة الثلوج وتشكيل ذيل طويل للمذنب يمتد لملايين الكيلومترات في الفضاء. ويقول ساجان: "أنصح بأن يكون اللقاء في نقطة بالقرب من المشتري" فعند اقتراب المذنب من هذا الكوكب العملاق تكون الثلوج قد تجمدت مرة أخرى ويستعيد المذنب مرة أخرى استقراره. ويضيف ساجان: إن المذنبات هي محطات وسطى في الفضاء، كما أنها توفر كل الضروريات اللازمة التي يحتاجها الرواد عند القيام بجولة حول المجموعة الشمسية. فالماء المتجمد يمكن أن يوفر مياه الشرب وإنتاج الأكسجين للتنفس بالإضافة إلى وقود الصواريخ. كما تحتوي المذنبات على الذرات العضوية اللازمة للزراعة والهندسة البيولوجية وعلى خامات المعادن اللازمة للصناعة. ويعتقد ساجان أنه قد يأتي يوم من الأيام نستطيع فيه تغيير مدارات المذنبات وتثبيتها بالقرب من الأرض وذلك لاستخراج محتوياتها من المعادن والمواد الصالحة للاستغلال، أو يمكن تحويل المذنبات إلى مركبات فضائية وتوجيهها إلى كواكب أخرى. إنها أفكار وتخيلات يمكن أن تصبح حقيقية خلال العقود القادمة أو ربما بعد قرن واحد من الزمان.. علم ذلك عند الله. [email protected]