هكذا هي سياسة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن تنشد الحكمة والروية في كل شؤونها وعلاقاتها وتعاملها مع الاخرين، تعلن منهجها وسياستها للجميع كمبدأ وسياسة تقوم على شرع الله روحاً ومنهجاً، تستقي تعاليمه من الكتاب والسنة في كل امورها الدينية والدنيوية، والحكمة وتقدير المصالح ودرء المفاسد من مقاصد التشريع وشأنه بيد ولي الامر المستأمن على الرعية، ولأن الصبر جزء من الحكمة جاء التعامل مع الاحداث فأمهل المارق وأُنذر واعطي الفرصة ليعود الى رشده الى ان وصلت درجة الصبر الى الحد الذي يخشى منه ان يعتبر ضعفاً للسلطة او قوة للمارق فكان الحسم في الارهاب بقطع كل رأس او ذنب يتخذه سلوكاً وممارسة، وكان الحسم الدبلوماسي تجاه من يعبث بأمن البلاد ويحاول الغدر والخلل، كما جاء قبل ذلك الحسم العسكري في عاصفة الحزم ضد قوى الشر والاعتداء والخيانة. إن قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران مبرر باعتدائها وتدخلها في شأن غيرها وهو فضيحة دبلوماسية امام دول العالم لا تستطيع ايران وعملاؤها المستأجرون او حلفاؤها الوهميون من المداراة او الإنكار ولو اعلامياً او كذباً لان ذلك يستحيل امام العالم المفتوح اعلامياً وسياسياً فلم يعد هناك ما يمكن ان يخبأ او يُخدع به المتلقي ايا كان موقعه او جنسيته، لذا مع قطع العلاقات جاء التأييد العربي والعالمي بكافة صوره واشكاله الى حد قطع مماثل للعلاقات من اشقاء في المنطقه، وسحب السفراء والتمثيل الدبلوماسي سيلحقه قطع اقتصادي وخدمي لان وقف العمليات التجارية والبضائع فيه تفعيل لفداحة الموقف وتأجيج لمصالح داخلية لم تقدر او تُحترم من قبل قادة الارهاب في ايران، وعلى الجهات الرسمية في وزارة التجارة والجمارك في المملكة ودول الخليج عامة ان تمارس المقاطعة التجارية مع ايران ولا تسمح بدخول المنتجات الايرانية سواء مباشرة او عن طريق دول اخرى في المنطقة او خارجها فلا يكفي الحظر في الموانئ المتاخمة لايران بل في كل الموانئ الجوية والبرية والبحرية مهما كان مصدرها ونقطة عبورها. لقد كان لتوقيت قطع العلاقات اثر ايجابي على الجميع داخلياً وخارجياً وكان لابد ان يكون في ذلك الوقت بالذات بحكم الاحداث المتسارعة ورسائل الاستشعار المتوافقة مع ما يخطط له من قريب او بعيد، فهناك تراكمات وممارسات إرهابية وليس حدثاً بعينه، وإن تنفيذ حكم الله في 47 شخصاً دينوا بالمشاركة في الارهاب والاعتداء قولاً وفعلاً على الآمنين هو حكم الله فيهم وفي من يعمل عملهم.. والله الهادي الى سوى السبيل.