أظهرت وثائق وعشرات المقابلات عن تمكن عدد من اعضاء الميليشيات الشيعية في العراق من الالتحاق بقوات الشرطة العراقية وعن قيامهم بتنفيذ عمليات قتل طائفي باسم القانون. واثار سوء استعمال السلطة شبح الانتقام المنظم الذي تقوم به عناصر الشيعة من بين افراد قوات الشرطة العراقية من الهجمات التي يقودها متمردون بقيادة السنة راح ضحيتها آلاف الشيعة الذين تعرضوا للاضطهاد تحت حكم صدام حسين وفي ذات الوقت تقوض جهود الولاياتالمتحدة في تحقيق الأمن والاستقرار وتدريب وتسليح قوات الأمن العراقية وهو الشرط الرئيسي للادارة الامريكية لسحب قواتها من العراق. وتم اكتشاف مئات الجثث في الانهار ومواقع طمر النفايات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وعلى جانب الطرق وفي الاودية والصحراء في الاشهر الاخيرة. وتشير اصابع الاتهام الى ضلوع المليشيات الشيعية العاملة ضمن قوات الشرطة العراقية في القيام بهذه الفظائع كما تشير كذلك الى المتمردين السنة الذين استهدفوا الشيعة المدنيين وقوات الأمن العراقية وحتياستهدفا العرب السنة المتعاونين مع القوات الامريكية او الحكومة العراقية. وتثبت ثلاجة حفظ الجثث في بغداد وصول عشرات الجثث اسبوعياً بعضها مكبلة الايدي باصفاد الشرطة. وقد قامت جماعة علماء المسلمين وهي جماعة سنية بجمع مكتبة من صور تشريح جثث وقوائم بمئات المفقودين والقتلى من السنة وتسجيلات الكترونية بشهادات اشخاص يقولون بأنهم كانوا شهوداً على سوء معاملة افراد من الشرطة ينتمون للميليشيات الشيعية لمعتقلين سنة. وكان مسؤولون امريكيون قد ابدوا قلقهم من عمليات اعدام غير شرعية في العراق ولكنهم احجموا حتى وقت قريب عن تسمية العناصر المارقة في الشرطة ب«فرق الموت» وهومصطلح يحمل في طياته اشارات الى فرق شبه عسكرية دعمتها الولاياتالمتحدة وقتلت الالاف من المدنيين خلال الحروب الاهلية الامريكية اللاتينية في السبعينات والثمانينات. غير ان المستشارين العسكريين الامريكيين في العراق يقولون بأن المصطلح ملائم ويوافق المفتش العام بوزارة الداخلية العراقية على وجود عمليات اعدام خارج العدالة نفذتها قوات الوزارة. وقال المفتش العام نوري نوري «هنالك جماعات تقوم بهذه الاعدامات - نعم هذا صحيح» وقد تمت مقابلة اكثر من اربعين شخصاً لفائدة هذا التقرير بما فيهم دبلوماسيون وجنرالات امريكيون عاملون في العراق وسياسيون عراقيون ورئيس المخابرات في وزارة الداخلية العراقية والمفتش العام للوزارة وقائد وحدة مغاوير شرطة خاصة وضباط شرطة عاملون وسابقون وعاملون بثلاجة حفظ الجثث في بغداد وناشطون في مجال حقوق الانسان. ورغم انه لا احد يعرف على وجه الدقة كم عدد اعضاء الميليشيات الذين تم استيعابهم في قوات الشرطة الا ان الشهود وصفوا عمليات الاعتقال والتعذيب غير الموثقة التي قام بها افراد الشرطة. وقال اثنان من الشهود انهم كانوا حاضرين عندما توفي عدد من المعتقلين. وكانت القوات الامريكية قد اقتحمت مركز احتجاز سري تابع لوزارة الداخلية العراقية جنوب بغداد يشرف عليه مسؤولو استخبارات في الشرطة على علاقة بفيلق بدر الشيعي صاحب العلاقة بإيران. وقد سجل المعتقلون بالمركز قائمة باسم 18 معتقلاً تعرضوا للتعذيب حتى الموت بالموقع. وقد اكد مسؤول امريكي صحة القائمة وقدمها لوزارة العدل العراقية للتحقيق. وقد حصلت لوس انجلوس تايمز على نسخة من القائمة لاحقاً. ويحقق العسكريون الامريكيون فيما اذا كان ضباط الشرطة العراقيون الذين عملوا بالسجن السري قد تلقوا تدريبهم على يد خبراء التحقيقات الامريكيين. وورد في تقرير عمليات الشرطة في 18 اغسطس الموجه لوزير الداخلية العراقي الذي لديه علاقات بميلشيات بدر اسماء 14 من السنة العراقيين جرى اعتقالهم في عملية دهم لحي الاسكان ببغداد تمت قبل الفجر. وبعد ستة اسابيع على ذلك التاريخ اكتشفت جثثهم قرب الحدود الإيرانية وهي في حالة تحلل وتفسخ. وظهرت على جميع الجثث علامات التعذيب وجميع الايدي في الاصفاد وقد تم اطلاق النار عليها ثلاث مرات في مؤخرة الرأس وفقاً لشهادة المسؤؤلين عن ثلاجة حفظ الموتى في بغداد. وقال دبلوماسي غربي في بغداد اشترط عدم ذكر اسمه بأنهم سمعوا مراراً قصصاً عن دهم الشرطة لمنازل واعتقال مدنيين عراقيين عشوائياً غالبيتهم من المسلمين السنة وعن اختفائهم وعلى ظهور جثثهم على بعد محافظتين او ثلاث. وقد اكد رئيس المباحث بوزارة الداخلية العراقية علي حسين كمال تقرير الاعتقالات وقال بأن بيان جبر تلقى مذكرة بهذ الخصوص. واضاف بأن مسؤولي الوزارة لايعرفون من قتل المعتقلين واقر بحدوث التجاوزات غير انه اكد بأن الوزارة لاتقر عمليات القتل والتعذيب. وقال نوري بأنه يحاول التحقيق في سوء معاملة الشرطة للمعتقلين ومحاسبة الضباط المسؤولين. وكان وزير الداخلية العراقي السابق فلاح النقيب الذي اعيد تشكيل قوات الشرطة العراقية خلال فترة وزارته (يونيو 2004 حتى مايو 2005) قد اعترف بوقوع اخطاء صاحبت عملية تجنيد رجال الشرطة العراقية حيث تمت العملية على عجل وان استيعاب افراد الميليشيات الشيعية في الشرطة قد اضر بالوضع الأمني في البلاد. وقال مسؤولون عراقيون وامريكيون بأن «فرق الموت» تنشط بصورة كبيرة في بغداد حيث تهيمن العناصر الشيعية على القوة. وقادت عمليات الميليشيات الشيعية الى اعادة تشكيل احياء بكاملها حيث ادت الى نزوح مئات العوائل السنية من المناطق المختلطة التي تغلب عليها العناصر الشيعية في شمالي شرقي بغداد كما تقول مصادر عسكرية امريكية وزعماء السنة العرب. وقالوا بأن هذه الميليشيات عازمة على الانتقام من السنة العرب بسب الهجمات التي يشنها المتمردون ضد الشيعة. (لوس انجلوس تايمز)