واصل الأهلي عروضه القوية ونتائجه المميزة التي بدأ بها موسمه الحالي وتوجها ببلوغ نهائي مسابقة كأس ولي العهد للعام الثاني على التوالي على حساب جاره الاتحاد بنتيجة 1-صفر حمل توقيع فهد الحمد. وكان الأهلي توج قبل أسبوع أيضا بلقب "بطل الشتاء" إثر تصدره القسم الأول للدوري السعودي لكرة القدم بالمشاركة مع الهلال برصيد 33 نقطة من دون خسارة. وعلى الرغم من أن الترشيحات كانت تصب في مصلحة منافسه التقليدي الاتحاد عطفا على الغيابات الكبيرة التي عانى منها الفريق قبل مباراة "الديربي" إلا أنه نجح في قلب التوقعات وتعامل مع مجريات المباراة بذكاء وحقق الهدف المنشود وهو الفوز والتأهل للنهائي. ووجد مدرب الفريق السويسري كريستيان غروس نفسه أمام واقع مرير قبل المباراة بعد أن تأكد غياب أكثر من عنصر مؤثر أمثال الظهير العصري المصري محمد عبدالشافي الذي يعد أحد مفاتيح اللعب ومنطلق الهجمات، وهداف الفريق المهاجم السوري عمر السومة الذي يعول عليه كثيرا لحسم المباريات، ومايسترو الوسط حسين المقهوي الذي بات علامة فارقة في تركيبة الفريق فضلا عن غياب المحترف اليوناني فيتفا. ولم تتوقف الإصابات عند هذا الحد بل تفاقمت أثناء المباراة بتعرض أسامة هوساوي ومهند عسيري وفهد حمد لإصابات متفاوتة ولم يتمكنوا بسببها من إكمال المباراة، ولكن البدلاء نجحوا في القيام بالأدوار المناطة بهم وقدموا مباراة كبيرة أثبتوا من خلالها أن الفريق يتمتع بدكة بدلاء قوية وأي لاعب قادر على القيام بدور الأساسي. وعلى الرغم من ظروف الإصابات التي بعثرت أوراق المدرب الداهية غروس إلا أنه عرف كيف يتعامل مع مجريات المباراة التي لم يكن خلالها فريقه الأهلي الطرف الأفضل، فالمدرب اعتمد على إغلاق مناطقه الخلفية وضيّق المساحات أمام مصادر القوة في الاتحاد وحقق الأهم عندما خطف هدف الفوز مع نهاية الشوط الأول وحافظ عليه حتى نهاية المباراة مسجلا نجاحا جديدا أكد من خلاله أنه مدرب يجيد قراءة المباريات ويعرف كيف يتعامل مع منافسيه ويحقق أمامهم مبتغاه. ويتطلع الأهلي الذي تواجد في نهائي مسابقة كأس ولي العهد قبل هذه المرة 12 مرة سابقة كانت أعوام 1957 و1958 و1970 و1974 و1998 و2002 و2003 و2004 و2006 و2007 و2010 و2015 واستطاع من خلال تلك النهائيات التتويج باللقب ست مرات من بينها تتويجه بأول وآخر نسخة إلى جانب التتويج أعوام 1970 و1998 و2002 و2007، إلى التتويج باللقب السابع في تاريخه والثاني تواليا ورفع رصيده من البطولات في سجله الذهبي المرصع بالبطولات والكؤوس المختلفة. وويرى القائمون على الأهلي أن فترة التوقف الحالية جاءت في الوقت المناسب كون اللاعبين بحاجة ماسة للراحة لالتقاط الأنفاس واستشفاء المصابين وإبعاد بقية اللاعبين عن الإرهاق الذي بدأ ينال منهم في الآونة الأخيرة نتيجة كثرة المشاركات سواء مع المنتخب أو مع الفريق. ويأمل مسيرو الفريق أن تشهد المرحلة الثانية جاهزية جميع اللاعبين سيما وأن الفريق سيحارب على أكثر من جبهة، فهو يتطلع للاستمرار في صدارة الدوري بحثا عن اللقب الذي غاب عنه لأكثر من ثلاثين عاما، والتتويج بلقب كأس ولي العهد فضلا عن مشاركته في دوري أبطال آسيا وكذلك مشاركته في مسابقة كأس الملك، وهذا يتطلب عملا كبيرا من الجميع. واقتربت إدارة النادي عن الإعلان عن أولى صفقاتها في "الميركاتو" الشتوي بعد أن قطعت شوطا طويلا في المفاوضات التي أحاطتها بسياج من السرية، وأكد نائب رئيس النادي عبدالله بترجي أنهم أنهوا مفاوضاتهم مع لاعبين اثنين أحدهما كخيار أول والثاني كبديل له وتم الاتفاق على النواحي المالية معهما ولم يتبق سوى الموافقة النهائية لنادييهما وفي حالة التوصل لأي اتفاق حول المبالغ المالية التي سيتقاضاها أي من الناديين سيتم الإعلان عن اللاعب الجديد الذي سيحل بديلا عن السويدي نبيل بهوي. وقد أبدت جماهير الأهلي سعادتها البالغة بالمستويات والنتائج التي حققها فريقها خلال الفترة الماضية وأكدت أن فريقها يسير بخطى ثابتة وواثقة وقادر على تحقيق تطلعات "مجانينه" في ظل العمل الدؤوب الذي تقوم به إدارة النادي وإحساس اللاعبين بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم ورغبتهم في إضافة المزيد من الإنجازات، مشيرة إلى أنها ستقف خلف فريقها وستدعمه بقوة في الفترة المقبلة التي تعتبر مرحلة حصاد.