الأصل في العناية بالجروح أن تكون مغطاة بضمادة معقمة وغير لاصقة للمحافظة على تلك الجروح نظيفة ودافئة ورطبة. ويشكل علاج الجروح واحدا من أبرز التحديات التي يواجهها الأطباء حول العالم، ويلجأ الجراحون غالباً إلى التكنولوجيا الحديثة، وطرق مستندة لأفضل الوقائع والممارسات للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها مع الجروح المزمنة. وقد نقلت التكنولوجيا المتقدمة سلسلة من الطرق لعلاج الجروح مثل: استخدام طريقة العلاج المتنقل القائم على شفط السائل وتفريغ الهواء من الجرح للمساعدة على التئامه، وهذه الطريقة بدأت عام 1995 كطريقة تكميلية لعلاج الجروح، وتم استخدامها على نطاق واسع لعلاج الجروح وخاصة القدم السكري وهذه التقنية تساعد في تكوين نسيج جديد غني بالشعيرات الدموية حديثة التكوين، كما تقلل الرطوبة من موت الخلايا بسبب الجفاف، وتصغير حجم الجرح وتقريب أطرافة تبعاً لذلك، وتقليل التجمعات البكتيرية في الجرح، وذلك عن طريق ازالة السوائل الزائدة، والتي تمنع التئام الجروح، وهذه التقنية اثبتت فعاليتها في سرعة التئام الجروح التي لا تلتئم باستخدام أساليب العلاج التقليدية. ويتكون الجهاز من أربعة أجزاء: غيار معقم من خلايا الأسفنج المفتوحة توضع داخل فراغ الجرح لامتصاص الإفرازات، وأنبوب توصيل بين الجزء السابق والجهاز، وجهاز التفريغ الذي يولد الضغط السالب الذي يصل عن طريق الأنبوب إلى الجرح، وأخيرا أشرطة لاصقة تلف حول الجرح للحفاظ على الضغط السالب. يخلق هذا الجهاز بيئة فريدة لتعزيز عملية التئام الجروح ونمو أنسجة سليمة بسرعة بعد أسابيع قليلة من العلاج بعد التغلب على العدوى. ويمكن الاستفادة التامة من التقنية في تحقيق فوائد منها: تقليل فترة العلاج للجرح وفترة الإقامة في المستشفى، تقليل الحاجة إلى التدخل الجراحي المستمر، تحقيق أعلى درجات الالتئام والنتائج في وقت أقصر من الطرق الاعتيادية، القدرة على التعامل مع الجروح الصعبة، تقليل التكلفة العلاجية، والتقليل من حالات بتر الأرجل لجروح مرضى السكر، وذلك في حالات القدم السكرية، بحسب الدراسات الموثقة. علماً بأن هذه التقنية يمكن الاستفادة منها بفاعلية في معظم أقسام الجراحة وبالأخص جراحة العظام، التجميل، جراحة الصدر، الأوعية الدموية، الجراحة العامة، قسم الجروح، جراحة القدم السكرية، والعناية بالقدم وفي كافة اقسام المستشفى الموجود بها مرضى يعانون من التقرحات السريرية. ووجد الباحثون أن الجروح التي عولجت بجهاز الشفط السالب التأمت بشكل أسرع واحتاجت عددا أقل من الزراعات الجلدية من التي عولجت بالضمادات العادية، وقال الباحثون في شركة (كاينتك كونسيبتس) المصنعة، أن الجهاز يستخدم في الأصل لمعالجة التقرحات الضاغطة والخسارة النسيجية الرضية (وهي التي تحدث نتيجة رضة أو كدمة) وينشط نمو نسيج جديد. كما وجد الباحثون في المركز الطبي بجامعة كالفورنيا أن هذا الجهاز قلل أيضا تعداد البكتيريا في الجروح، الأمر الذي يقلل خطر الانتنانات والالتهابات.. ووجد الباحثون بعد متابعة 61 مريضا عولجوا بجهاز الشفط السالب أو بضمادات تقليدية، وتلقى معظمهم زراعات جلدية لمعالجة الحروق، أن 3% فقط منهم والذين عولجوا بجهاز الشفط احتاجوا لزراعات جلدية متكررة، مقارنة مع 19 % من الذين عولجوا بالضمادات التقليدية، مشيرين إلى عدم حدوث أي مضاعفات مرافقة لجهاز الشفط. يوفر جهاز الشفط السالب تبريدا سريعا للجروح والذي يعمل على إنهاء المشكلة التي يعاني منها الجراحون على مستوى العالم في علاج التقرحات بعد الجراحة وخاصة اصابة أمراض القدم السكري واصابات الحروق واصابات حوادث السيارات، وبعد إزالة الأمراض السرطانية والتقرحات السريرية، يعتبر هذا الجهاز نقلة نوعية في علاج الجروح بكافة انواعها. وينصح الأطباء بضرورة تواجد مثل هذه التقنيات الحديثة، كما أن التوجه العالمي الطبي هو باتجاه التقنية واستخداماتها والتي نرجو أن تتوفر في جميع مراكزنا لمصلحة مرضانا ولصحة أفضل بإذن الله. * قسم التمريض - عيادة الجراحة