مع تقدم العلم أصبح العلاج في الأمراض المستعصية لا يقتصر على العقاقير الطبية والعمليات الجراحية بل تجاوز إلى أبعد من ذلك باستخدام العلم والتكنولوجيا، والعلاج بالأوكسجين تحت تأثير الضغط العالي وهو من أهم هذه المظاهر وهو علاج طبي يساعد الجسم على الشفاء الطبيعي عن طريق استنشاق ما نسبته 100 % من الأوكسجين في محيط غرفة خاصة بحيث يكون الضغط ما بين 1.0 بار إلى 1.5 بار وبذلك يكون مستوي الأوكسجين عالياً ما يعادل 15 ضعفاً للمستوى الاعتيادي، ويستخدم لعدة أمراض ويكون مرفقاً مع خطة علاج متكاملة، وفي الحالات الطبيعية ينتقل الأوكسجين في الجسم عن طريق كريات الدم الحمراء ولكن في علاج الHBO فإن الأوكسجين يذوب في كل سوائل الجسم كالبلازما وسوائل الجهاز العصبي المركزي والعقد اللمفاوية والعظام وكذلك يصل الأوكسجين إلى الخلايا التي تصل إليها الدورة الدموية أما لضعفها أو انسدادها. قبل البدء في العلاج يجب عمل فحوصات: كتخطيط القلب واختبار قوة الرئة وعمل أشعة لها، وفي حالة أن العلاج بسبب مرض في الأذن فإنه يجب فحص قوة السمع قبل البدء في العلاج، وبعد الشروع فيه بخمس جلسات، كما يتعين النظر إلى الأذنين بواسطة الميكروسكوب، وقياس الضغط للأذن الوسطى وكذلك قياس ضغط الدم ومتابعة عدد دقات القلب طوال مدة العلاج وخصوصاً أثناء الجلسة الأولى، ومراقبة تنفس المريض طوال الجلسة وإذا كان العلاج يخص الجروح فإن الجرح يجب أن يكون نظيفاً والغيار جديداً وكذلك الاستحمام قبل المجيء للمستشفى، ولسلامة المريض عليه تجنب وضع مساحيق تجميل أو عطور أو مزيل الرائحة أو وضع الباروكة، ومن الضروري جداً عدم شرب الدخان أثناء الجلسات أوتناول المشروبات الغازية قبل عمل الإجراء بأربع ساعات على الأقل، لأنه يتعارض مع نقل الأوكسجين بين خلايا الجسم، كما أنه يجب تناول وجبة طعام خفيفة قبل عمل الجلسة في كل مرة والمحافظة على سكر الدم متوازناً، وكذلك هناك عدة أدوية يتعين تناولها قبل البدء في المعالجة لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج وتؤخذ بوصفة من الطبيب وهي بنزوديازيبين ودايفنهايدرامين وكلاريتين وفيتامين ه (E )، وهناك دواعٍ لاستعمال العلاج بالأوكسجين وعلى رأسها الجروح المزمنة، ويزداد الأمر صعوبة إذا كان المصاب يعاني من ارتفاع في نسبة الكليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم، كما يعالج فقر الدم الشديد والخراج الدماغي ومرض تخفيف الضغط وتسمم أول أوكسيد الكربون كذلك الاصابات الهرسية والتي تحدث نتيجة التصادم، وفقد السمع المفاجئ، والغرغرينا، والتهاب العظام والجلد التي تسبب موت الأنسجة، وتلف الأنسجة ما بعد الاشعاع، وفقدان النظر المفاجئ غير المصحوب بألم، والانصمام الهوائي أو الغازي والتهاب الأذن الوسطى المزمن، والحروق الحرارية، والشلل الدماغي، والتصلب المتعدد (وهو تحت الدراسة). وبالنسبة للأثار الجانبية المحتملة فإن (HBO) يعتبر إجراءً آمناً بشكل عام، واحتمالية حصول آثار نادرة جداً، ولكنه كأي علاج له بعض الآثار الجانبية مثل غشاوة في النظر وقرب النظر المؤقت أو التهاب الأذن الوسطي أو انخفاض السكر في الدم، ما قد يؤدي إلى تشنجات وذلك إذا كان السكر غير متحكم به عند معدلات طبيعية، أيضا قد يشعر المريض بألم في الجيوب الأنفية، كما يجدر الإشارة إلى أنه يوجد موانع لعمل العلاج بالأوكسجين تحت الضغط العالي مثل استرواح الصدر (الصدر المثقوب) الذي لم يعالج وكذلك موانع نسبية مثل أدوية المعالجة الكيماوية. * قسم التمريض – عيادة الجراحة