عادة ما تصاحب امراض الاذن الوسطى اضطرابات حادة تقلق المريض وتجعله يسرع الى الطبيب المختص فآلام الاذن لاتطاق وهي توقظ المريض من نومه وتمنعه من القيام بعمله وتؤدي الى اضطراب حياته اليومية وتعطيل نشاطاته المختلفة وللاذن الوسطى اهمية خاصة فالى جانب نقلها الموجات الصوتية من غشاء الطبلة الى الاذن الداخلية تقوم بموازنة الضغط داخل الاذن مع الضغط الجوي الخارجي عن طريق (نفير او ستاش) اما اتصالها بالحنشاء فيجعلها قريبة من الدماغ واغشيته واجزاء مهمة اخرى من الرأس وهذا يفسر لنا سبب الآلام الشديدةالتي تصيب الرأس وتؤثر سلبا في صحة وحياة المريض ولمعرفة المزيد عن امراض الاذن الوسطى اسبابها.. طرق علاجها تحدثنا الى الدكتور فضل ايهاب لمزيد من المعلومات وقد اوضح لنا مشكورا أن امراض الأذن الوسطى تؤدي الى اضطراب آلية السمع وينتج ذلك عن حدوث اضطراب في جهاز نقل الاصوات الى الاذن الباطنة كما ان اتصالها ايضا بالبلعوم والدماغ يجعلها تؤثر او تتأثر بهما فتنقل اليهما المرض او تسبب فيهما اعراضا او على العكس تأخذ عنهما ذلك والنافذة الوحيدة لفحص الاذن لفحص الاذن الوسطى هي غشاء الطبلة لذا فان لفحصه بمنظار الاذن دورا مهما في تشخيص امراض الاذن الوسطى ولهذا من الافضل ان نبدأ الحديث بالقاء الضوء على امراض طبلة الاذن الوسطى فطبلة الأذن الوسطى قد تتعرض للانثقاب كما قد تتعرض للالتهابات التي تعيق اهتزازها ونقلها للموجات الصوتية. انثقاب غشاء الطبلة: ينتج هذا الانثقاب عن اسباب مختلفة منها: أ. ادخال جسم دقيق في الاذن بقصد تنظيفها حيث يشعر المرء بوخزة الم بسيطة. ب. الانفجارات الشديدة خلال الحروب فيتعدى تأثير هذه الانفجارات غشاء الطبلة ليؤدي الى انخلاع العظيمات او اذية الاذن الباطنة. ج . التعرض لصفعة قوية براحة اليد. د . التغيير السريع في الضغط الجوي كالذي يحدث اثناء الهبوط السريع في اثناء الطيران والذي يتسبب عادة بالالم. ه . الالتهابات القيحية التي تبدأ بالاذن الوسطى او التي تنتقل اليها من التهابات البلعوم او اللوزتين. تلتئم الثقوب الرضحية عادة تلقائيا وعفويا ولا تتطلب الا استعمال.. الاذنية وعدم ادخال الماء الى الاذن الخارجية اما اذا كان الثقب كبيرا فيستحسن عندئذ اللجوء الى العمل الجراحي وقد يتم شق غشاء الطبلة كجزء من المعالجة الجراحية لتفجير القيح او السائل المصلي المجتمع داخل الاذن الوسطى وذلك بعد تخدير هذا الغشاء.. او بعد التخدير العام. التهاب الطبلة الفقاعسي: ينتج عادة عن الحماشة الراشحة التي تصيب الجدار الوحشي لغشاء الطبلة مكونة فقاعات مليئة بالسائل المصلي الدامي فيشكو المريض من الم شديد ثم تنفجر الفقاعات بعد ايام ويخرج من الاذن سائل مصلي دموي تشفي هذه الحالة تلقائيا بعد ايام وتعالج عادة بالمسكنات واحيانا بالمضادات تفاديا لحصول اي التهاب جرثومي ثانوي. من اهم امراض الاذن الوسطى: انسداد نفير او ستاش: الاذن الوسطى هي اكثر اجزاء الجسم تعرضا لخمج كونها مفتوحة من خلال القناة السمعية التي تصلها بالبلعوم والتي تؤمن دخول الهواء اليها محققة الضغط المتعادل على غشاء الطبلة اما انسداد النفيرفيمنع دخول الهواء اليها محققة الضغط المتعادل على غشاء الطبلة اما انسداد النفير فيمنع دخول الهواء الى الاذن الوسطى مما يزيد الضغط في داخلها ويسبب بالتالي احساسا بثقل داخلي في الأذن ونقصا في السمع. ومن اهم اسباب انسداد النفير: 1- التهاب الجيوب الانفية والتهاب اللوزتين والزكام و.. التي تسد فوهة النفير خصوصا عند الاطفال وتمتد العدوى الى الاذن عن طريق هذه القناة مما يستوجب عدم اغلاق المنخرين عند العطس او التمخيط مثلا لئلا تدفع المواد المعدية نمو هذه القناة وافضل طريقة لتنظيف الانف هي في اغلاق منخر واحد عند نفخة الاخراج مايحتويه من اوساخ والاطفال هم اكثر تعرضا لالتهاب الاذن الوسطى من الكبار وذلك لقصر القناة السمعية لديهم. 2- التهاب المجاري التنفسية العليا: كالتهاب القصابي وامراض الحساسية التي تؤدي الى احتقان الانف مع ماتسببه من وذمة في الغشاء المخاطي حول فتحة نفير او ستاش في البلعوم. 3- وجود اخماج في الاذن الظاهر قد تنتقل الى الاذن الوسطى بسبب ثقب الطبلة. 4- اورام البلعوم الانفي خصوصا عند المسنين. يؤدي انسداد النفير الى منع دخول الهواء الى الاذن الوسطى وحصول ضغط سلبي نسبي في جوفها مما يؤدي الى انسحاب غشاء الطبلة نحو الداخل وبالتالي الى عدم اهتزاز الغشاء جيدا عند وصول الاصوات اليه فيشعر المريض بثقل في الاذن ونقص في السمع يصحبه احيانا الم بسيط وترتكز المعالجة على مداواة الاسباب كاستئصال النوابت المسببة عند الاطفال ومعالجة التهاب البلعوم والحساسية وقد يفيد ايضا القيام بحركتي (فلسلفا) او (بولبيشر) اي نفخ الهواء في احد المنخرين بواسطة اجاصة مطاطية خاصة مع سد المنخر الآخر في الوقت نفسه والطلب من المريض ترديد الحرف (ك) مما يزيد من ضغط الهواء داخل البلعوم الانفي ويجبر النفيرعلى الانفتاح كما يمكن ايضا وصف القطرات الانفية المزيلة للاحتقان. @ التهابات الاذن الوسطى: قد تصاب الاذن الوسطى بالتهاب مصلى او قيحي كما قد يكون الالتهاب القيحي مزمنا او حادا. الالتهاب المصلي: عندما تطول مدة انسداد النفير يؤدي ذلك الى الضغط السلبي في الاذن الوسطى والى حدوث رشح مصلى فيها فيشعر المصاب بثقل في الاذن ونقص في السمع واذا لم تتم المعالجة فيكثف السائل المجتمع داخل الأذن الوسطى ويصبح لزجا مما يؤدي الى زيادة في درجة السمع وتكمن المعالجة في مداواه سبب اسنداد النفير اذا امكن وذلك باستئصال النوابت او معالجة التهاب البلعوم او الحساسية واحيانا يلجأ الاختصاصي الى شق الطبلة ورشف السائل الموجود ووضع انبوب على شكل زر يبقى معلقا في غشاء الطبلة ويساعد على تهوية الاذن الوسطى لمدة من الزمن تبلغ احيانا عدة اشهر. الالتهاب القيحي: يكون حادا او مزمنا: الالتهاب القيحي الحاد كثيرا ما يحدث عند الاطفال وتسببه الكوارث العقدية والعنقودية وفيروسات النزلة الوافدة وتصل هذه الجراثيم الى الاذن الوسطى عن طريق النفير واحيانا عن طريق الدم. يحدث عادة التهاب الاذن الوسطى القيحي الحاد بعد التهاب الانف والبلعوم وخصوصا بعد التهاب المجاري التنفسية العليا عند الاطفال كالحصبة والحمى القرمزية. تبدأ الامراض بالم بسيط يتزايد تدريبيا ليصبح مبرحا مما يدفع الطفل الى البكاء المستمر ليلا ونهارا ويترافق عادة مع الاسهال والقيء ونقص السمع. الالتهاب القيحي المزمن: في هذه الحالة يكون غشاء الطبلة مثقوبا ويسيل من خلاله القيح بصورة مستمرة او منقطة وتقسم هذه الحالة الى نوعين: النوع السليم ويكون فيه الثقب مركزيا في الغشاء ويترافق هذا النوع عادة مع سيلان قيحي ويحصل بعد التهاب المجاري التنفسية العليا او بعد دخول الماء الى الاذن في اثناء السباحة ويكون هذا السيلان عديم الرائحة او خفيفا. النوع الخبيث ويكون فيه الانثقاب جانبيا ويترافق مع السيلان القيحي المنتن الرائحة واحيانا مع الورم الكولسترولي وتكون المعالجة دائما جراحية. تبدأ الاعراض السريرية اذا بالسيلان القيحي المستمر او المنقطع من الاذن ولكن من غير الم اما حدوث الالم العميق في الاذن المصابة بالالتهاب القيحي المزمن فينتج عادة عن احتباس القيح فيها ونلاحظ دائما وجود نقص في السمع واحيانا طنينا في الاذن. تتم المعالجة تحت الاشراف الطبي عادة برشف الافرازات القيحية من الاذن ثم باستعمال الصادرات الموضعيةعلى شكل قطرات وكذلك لابد من معالجة البؤر الخمجية في المجاري التنفسية العليا ومنع المصاب من ادخال الماء الى الاذن ومن السباحة ونصحه بسد الاذن بسدادة خاصة. ان عدم معالجة التهاب الاذن الوسطى القيحي المزمن قد يؤدي الى العدوى نحو الاذن الباطنة فتسبب بالتهاب اليه ونحو الدماغ حيث تتسبب بالتهابا السحايا ونسل العصب الوجهي لذلك يجب ان نهتم جيدا بالتهابات الأذن وعدم اهمالها والاسراع في معالجتها خصوصا ان عدوى لاذن الوسطى قد تنتقل نحو الاذن الباطنة فتؤدي الى اضطراب في التوازن. واخيرا هناك مرض وراثي وهو تصلب الاذن الوسطى: وهو مرض تحولي تنشب فيه قاعدة الركاب في النافذة البيضية وذلك نتيجة بؤرة في محفظة الآلية العظمية تتطلب هذه البؤرة كما تطور المرض شاملة قاعدة الركاب بحيث يصعب انتقال الاهتزاز الصوتية نحو الاذن الباطنة وكما ذكرنا هو مرض وراثي يصيب الاناث اكثر من الذكور يبدأ التحول في سن الشباب مابين العشرين والثلاثين حيث ينقص السمع التوصيلي من غير سبب ظاهر ويزداد تدريجيا لايمكن معالجة هذه العلة دوائيا بل جراحيا عبر عملية تصنيع الركاب فيتم استئصال الركاب واستبداله بقطعة اصطناعية تصل بين النتوء الطويل للسندان والنافذة البيضية مما يؤمن وصول الاهتزازات الصوتية الى الاذن الباطنة وتبلغ نسبة نجاح هذه الجراحة حوالي 95%.