يشهد قسم العلاج بالأوكسجين في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة إقبالاً واسعاً، بعد النجاحات المرموقة التي حققها في علاج العديد من الأمراض. ووصف رئيس مركز العلاج بالأوكسجين تحت الضغط العالي الدكتور عماد العريشي هذه التقنية الطبية ب«الثورية»، واعتبرها «إحدى أهم إنجازات الطب البديل للقرن ال21»، لما تنطوي عليه من مميزات لا تتوافر في طرق العلاج التقليدية. وحول الآلية العلاجية بالأوكسجين تحت الضغط العالي، قال العريشي: «يعتمد العلاج بالأوكسجين تحت الضغط العالي على تطبيقات قانون هنري في الفيزياء، فكلما ارتفع الضغط الجوي تزداد كمية الغاز المذاب الملامس للسوائل، وبما أن السوائل تشكل 70 في المئة من جسم الإنسان، فإن زيادة الضغط الجوي في غرفة العلاج يزيد من ذوبان الأوكسجين في جسم المريض ما بين 10-15 مرة، أكثر مما هو عليه في الحالات العادية. وبذلك يصل الأوكسجين إلى خلايا وأنسجة الجسم المختلفة، كالبلازما والسائل الشوكي والعيني واللعاب والسائل الدماغي والسائل الخلوي وكل الوظائف الحيوية للجسم. فيعيد إليها نشاطها المعتاد، ويحفز عملية تكاثر الخلايا في مناطق الجروح، وكذلك عملية تكوين أوردة وشرايين دقيقة جديدة، لا سيما في المناطق التي تكون فيها التروية ضعيفة أو شبه منعدمة، كما أنه يقوي مناعة الجسم بتقوية نشاط الخلايا الدفاعية والمناعية، ويقلل من عملية التخثر في الدم بتثبيط تجمع الصفائح الدموية، وتثبيط عملية التصاق الكريات البيضاء بجدار الأوعية المتضررة». وعن الأجهزة المستخدمة في العلاج يقول العريشي: «إن الجهاز المستخدم في هذا النوع من العلاج يعرف ب(غرفة زيادة الضغط)، ويتم العلاج فيها بإدخال المرضى مع الممرض المرافق داخل الغرفة، ومن ثم يتم إغلاقها، وزيادة الضغط الجوي بداخلها بحسب الدرجة التي تتطلبها الحالة ويقررها الطبيب، ثم يثبت على رأس المريض غطاء بلاستيكي، يتم ملؤه باستمرار بغاز الأوكسجين الصافي بنسبة 100 في المئة ليتنفسه المريض، ويخضع المريض أثناء الجلسات العلاجية لمراقبة دقيقة ودائمة لضغطه ونبضه وتنفسه. وبهذه الطريقة تتم فيزيائياً إذابة كميات هائلة من غاز الأوكسجين الصافي في الدم، قد تصل إلى نسبة 2000 في المئة، وهذه الكميات الهائلة تنتشر في جميع سوائل الجسم، ما يؤدي إلى تنشيط العمليات الفسيولوجية ويعيد للخلايا حيويتها ونشاطها».