أحسنت القاهرة؛ وجمهورها العاشق للشعر؛ استقبال الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي حل ضيفاً على مصر، حيث شارك في فعاليات مؤتمر اتحاد الكتَّاب المصريين الذي انعقد أخيراً في القاهرة تحت عنوان «الكاتب والمستقبل: اتحاد كتاب مصر في ثلاثين عاماً» بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على تأسيس الاتحاد. جاءت مشاركة سميح القاسم في مؤتمر اتحاد الكتاب متزامنة مع الاحتفال بميلاده السادس والستين، فهو من مواليد شتاء عام 1939. وقد ألقى سميح القاسم؛ الذي استقبله الجمهور المصري بترحاب كبير وتصفيق متتالٍ؛ كلمة الكتّاب العرب في المؤتمر في مقر جامعة الدول العربية، كما شارك في أمسية شعرية بمقر اتحاد الكتاب مع الشعراء المصريين فاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة وأحمد سويلم. ودعا سميح القاسم في لقائه بالجمهور المصري إلى ضرورة تحلي المثقفين والمبدعين العرب بالصبر والتفاؤل لكي يمتلكوا القدرة على تغيير أنفسهم؛ ومن ثم تغيير الواقع من حولهم إلى الأفضل، وتغيير نظرة العالم إلى العرب والمسلمين. وأكد سميح أن قضايا كبرى من قبيل الحرية والعدالة الاجتماعية والقومية العربية والوحدة لا يمكن أن تنتهي أو تموت، وأن على المثقفين دوراً في تفعيل هذه القضايا على طول الخط. وسميح القاسم واحد من أبرز شعراء فلسطين والعالم العربي، وقد ولد في مدينة الزرقاء الأردنية، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة، وانشغل بالنشاط السياسي قبل أن يتفرّغ للإبداع الأدبي. وقد تعرض سميح القاسم للسجن أكثر من مرة، كما وُضع رهن الإقامة الجبرية بسبب قصائده ومواقفه السياسية. ومن أعماله الشعرية: «مواكب الشمس»، «أغاني الدروب»، «دمي على كتفي»، «دخان البراكين»، «سقوط الأقنعة»، «ويكون أن يأتي طائر الرعد»، «رحلة السراديب الموحشة»، «طلب انتساب للحزب»، وغيرها. يشار إلى أن مجلة اتحاد الكتاب المصريين «ضاد» قد احتفت بالشاعر سميح القاسم في عددها الأول الذي صدر في المؤتمر، حيث أعد الباحث الدكتور عبد البديع عراق دراسة بعنوان «سميح القاسم: البريد لا يصل إلى الرامة»، كما نشرت المجلة نصاً مطوّلاً جديداً للشاعر سميح القاسم بعنوان «هيرمافروديتوس».