عندما بدأت الكتابه في هذه الصحيفة العملاقة في يناير عام 2014 كنت ولازلت افكر في القارئ الكريم (هل قراءته للمقالات التي تطرح في هذه الزاوية ستضيف شيئا جديد ومفيد له ولمعلوماته وهل ستحاكي ما يدور في خلده وتطرح ما يجول في خاطره، بل هل تستحق هذه المقالات ان يخصص لها القارئ ما يقارب الدقيقتين من وقته الثمين كل اسبوع لقراءتها؟). كل هذه التساؤلات اضعها في الاعتبار قبل كتابة اي مقال سواء كان المقال تثقيفيا عن التسويق الرياضي او الادارة الرياضية كتخصص، او مقال رأي يناقش إحدى القضايا الرياضية، فالمقال اضافة الى انه يقدم رأيا أو معلومة، هو ايضاً يعتبر من وجهة نظري وسيلة تواصل بين الكاتب والقارئ، وهذا التواصل لم يعد أحادي التوجه من طرف واحد كما كان سابقاً، بل اصبح تواصلا ثنائي التوجه بين الطرفين، الكاتب يكتب المقال والقارئ يرد بتعليق، والفضل بعد الله يعود في ذلك للتقنية وتطورها المذهل الذي اتاح للقارئ التفاعل مباشرةً مع الكاتب من خلال اضافة تعليقه على المقال، كما اتاحت للكاتب فرصة التعرف على آراء القرّاء وتعليقاتهم وفي بعض الاوقات تقييمهم لما يطرح. شخصياً احرص على قراءة التعليقات حتى وان كان عددها قليلا لأنها بالنسبة لي تعكس تفاعل القارئ مع المقال وتوضح سلبيات المقال ان وجدت كي يتم تلافيها مستقبلاً، كما ان التعليقات الايجابية من قبل القارئ تعطي الكاتب دفعة معنوية وحماس اكبر في المقالات المقبلة، لذا انصح زملائي الكتاب بعدم تجاهل تعليقات القراء فهي وقود مهم يحتاجه كل كاتب. على الجانب الآخر انصح كل قارئ يريد ان يعلق على اي مقال ان يجعل من تعليقه قيمة مضافة للمقال وان يراعي امور عدة اهمها الاحترام المتبادل مع الكاتب ومع القرّاء الآخرين مهما اختلفت الآراء. اختم بقصة حدثت عندما كتبت احد المقالات قبل عدة اشهر، وكان المقال يتحدث عن تباين بعض قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه مع الاندية، وشهد المقال تعليقات كثيرة كل شخص ادلى بدلوه حول الموضوع ولكن المؤسف ان بعض التعليقات اخذت منحى آخر، إذ طغت الميول والتعصب على النقاش واستمر اثنان من القراء في النقاش الذي وصل للسخرية ومنها للتراشق، صحيح ان النقاش وكثرة الآراء يسعدان الكاتب ويحفزانه ولكن النزول في مستوى الطرح يؤرق الكاتب ويجعله يعيد حساباته في بعض المواضيع التي قد تثير القرّاء وتزيد درجة التعصب. * ادارة وتسويق رياضي