لم يتجاوز الانقلابيون عقدة تحديد الرئيس وممثل الوفد لهم في الجولة الثانية من التشاور مع الشرعية اليمنية للخروج بآلية تنفيذية ملزمة لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 تحت مظلة الأممالمتحدة، ليكرروا بذلك تجربة فاشلة للمشاورات الأولى بجنيف 1، ما يجدد المخاوف حول مدى جدية ممثلي المخلوع والحوثي والتزامهم للخروج من الأزمة اليمنية بحل سياسي. وبحسب مصادر "الرياض" التزمت الحكومة الشرعية بكل المعاهدات والمواثيق التي قطعتها أمام الأممالمتحدة فحددت أسماء ممثليها والرئيس الذي يمثل الوفد، مبدية حسن النوايا، كما أعلنت قيادة التحالف العربي في اليمن، أن مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن تدخل حيز التنفيذ، الساعة الثانية عشرة ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وتستمر لمدة 7 أيام، مع احتفاظها بحق الرد في حال حدوث أي اختراق للهدنة. وأكدت قيادة التحالف على "الاستمرار في دعم الشعب والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح الجهود بالمشاورات للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة ويساعد الحكومة على التصدي لمهامها وواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار والتفرغ لمكافحة الإرهاب". الانقلابيون عالقون في عقدة رئيس الوفد.. والأممالمتحدة تُحيط الجلسات بالسرية لضمان نجاحها وحرصا من الأممالمتحدة على انجاح الجولة الثانية في التشاورات، الزمت الطرفين بتوقيع ميثاق شرف بعدم الحديث مع أي وسيلة اعلامية أو التصريح بما يحصل داخل قاعة الاجتماعات التي اقتصر السماح بالدخول فيها على 24 شخصا، نصفهم يمثلون الحكومة الشرعية والنصف الآخر يمثل الانقلابيين، إلى جانب الأشخاص المصرح لهم بالدخول من الأممالمتحدة. وبحسب المصادر فإن وقائع الجلسة الأولى التي كانت عبارة عن جلسة اجرائية اعتيادية مرت بإيجابية وبسلاسة، وقد أعلنت الأممالمتحدة أن محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن انطلقت تحت رعايتها أمس في مكان بسويسرا لم تعلن عنه. وتأتي المشاورات التي بدأت في سويسرا وترعاها الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة، وتسعى إلى التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار والسعي إلى تحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم. وقد حصلت "الرياض" على جدول أعمال المحادثات السرية وهو كالتالي: * إطار العمل العام لعودة اليمن إلى عملية الانتقال السياسي السلمي والمنظم، انطلاقا من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار 2216، بهدف بناء خريطة طريق متفق عليها بالخطوات والمعالم وتسلسلها الزمني في المجالات التالية: - التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام. - الانسحاب المتفاوض عليه للقوات العسكرية والاتفاق على إجراءات أمنية مؤقتة. - التعامل مع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. - استعادة سيطرة الحكومة على مؤسسات الدولة واستئناف عملها بصورة كاملة. - استئناف الحوار السياسي. * إجراءات بناء الثقة والخطوات الفورية التي تفضي إلى منافع إيجابية ملموسة للشعب اليمني، وتشمل: - الإجراءات الفورية لتحسين الوضع الإنساني. - الإجراءات الفورية لإنعاش الاقتصاد. - إطلاق المعتقلين. - وقف إطلاق النار بشكل محلي حيثما أمكن، كخطوة أولية نحو إعلان وقف إطلاق النار على المستوى الوطني. على أن يكون لهذه الاجراءات آلية زمنية عاجلة، ورقابة على تنفيذها. * خطط تنفيذية لإطار العمل العام: - المعالم الرئيسية والأطر الزمنية. - آلية حل الخلافات. - دور الأممالمتحدة. - دور الأطراف. - آليات الرقابة والتدقيق. * الخطوات المقبلة التي تلي المفاوضات: - تاريخ ومكان وصيغة المحادثات المقبلة. - تشكيل مجموعات عمل لدعم التوصل لاتفاق شامل. - تتناول مجموعات العمل، الاحتياجات الاجتماعية الملحة في الفترة المقبلة، بما في ذلك إعادة البناء والتعافي الاقتصادي، والحفاظ على مؤسسات الدولة وتحسين أدائها. * سيلقي كل طرف بياناً قبل الانتقال إلى جلستي عمل، يجب أن تصادق على نتائجهما جلسة عامة. * سرية المحادثات: - تعقد المحادثات في جلسات مغلقة من دون تغطية إعلامية، أو وجود أطراف ليست جزءا من الوفود، باستثناء أعضاء فريق الأممالمتحدة. - سيتم منع وسائل الإعلام من الدخول إلى مقر المحادثات، باستثناء إمكانية التقاط الصور عند الافتتاح، وفي أوقات أخرى يحددها المبعوث الخاص. - يتم التواصل في مضمون عملية المحادثات مع وسائل الإعلام عن طريق المبعوث الخاص حصرياً، بالتشاور مع الأطراف المتحاورة بشأن المعلومات المقرر إخطارها للصحافة، ووسائل الإعلام. - تمتنع الوفود والأطراف المرتبطة بها والمراقبون عن أي تعليق للصحافة أو وسائل الإعلام الاجتماعي. - لا يجوز إمداد وسائل الإعلام أو أطراف خارج المحادثات بأي مواد أو وثائق تم تبادلها مع أو بين الأطراف المتحاورة. - يقتصر الوجود داخل مقر المحادثات، على الأعضاء الممثلين لكلا الوفدين، ومكتب المبعوث الخاص والخبراء الذين يدعوهم المبعوث الخاص. وتم تحديد الوفود المشاركة في الاجتماع وهي: - المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد. - فريق الأممالمتحدة الاستشاري. - فريق الحكومة، ويسميه الرئيس عبد ربه منصور هادي. - فريق الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي، ويقوم بتسميته: عارف الزوكا، الأمين العام للحزب، ومحمد عبدالسلام الناطق باسم حركة "أنصار الله" المعروفة بالحوثيين، بصورة مشتركة وكفريق واحد. - يتألف كل فريق من 7 مفاوضين و5 مستشارين لكل وفد. - يحق للمبعوث الخاص إشراك أعضاء أو مستشارين إضافيين، بالاتفاق مع كلا الوفدين. - لكل طرف حرية اختيار أعضاء وفده، ويجب أن يتمتع الوفد بكامل الصلاحية للتفاوض على اتفاقات ملزمة، وأن يضم أفرادا على دراية كافية، وخبرة في مسائل الترتيبات الأمنية والحوار السياسي، والقضايا الإنسانية التي سيتم تناولها في المفاوضات. - على كل وفد إشراك ما لا يقل عن امرأتين في قوامه، وقد يدعو المبعوث الخاص، توافقا نسويا لإرسال ممثلين عنه، للمشاركة في المحادثات. - قد يشكل المبعوث الخاص، بالتشاور مع الوفود، لجانا أو فرق عمل للنظر في مسائل محددة.