الحوار مع منى واصف له نكهته الخاصة فهي فنانة عريقة أسست مدرسة فنية خاصة بالأداء والحضور الفني والثقافة والتواضع والتعب الجميل.. منى واصف التي تميزت بادوارها الدرامية في موسم هذا العام من خلال تجسيدها لعدة شخصيات في مسلسلات «عصي الدمع» و«بكرا أحلى» و«أمهات» و«الشمس تشرق من جديد» و«حاجز الصمت» بدت عندما التقتها ثقافة اليوم بدمشق متفائلة الى حد بعيد بالوان حياتها المختلفةونظرتها للماضي والمستقبل.. لنتابع : ٭ سألناها في البداية عن نظرتها للمنافسةالدرامية العربية في شهر رمضان المبارك؟ تقول : - منذ عشرة أعوام وشهر رمضان المبارك يعد مهرجاناً حقيقياً للأعمال الدرامية التي تتنافس خلاله لتقديم أعمال مميزة تحظى بمشاهدة الجمهور ضمن ظاهرة فنية جميلة ومشجعة لتقديم أعمال أكثر جودة وتميزاً، وهذه المنافسة الدرامية التي تعرض على الفضائيات العربية تزيد من نوعية هذه الأعمال وتحفز شركات الإنتاج لتقديم الأفضل، والمنافسة الدرامية في هذا العام شهدت تطوراً كبيراً عما كانت عليه في السابق حيث لاحظنا تنافساً قوياً بين الدراما السورية والخليجية وتراجعاً في سوية الأعمال المصرية. ٭ وعن سبب التراجع برايها؟ - الدراما المصرية تعاني منذ زمن من أزمة النجم الواحد، حيث نرى أن أغلب الأعمال المصرية في الآونة الأخيرة تكون مفصّلة لممثل واحد دون غيره يكون قطب العمل ومحوره مع تهميش وتحجيم الممثلين الآخرين، مما أوقع الدراما المصرية في مأزق خطير جعل المشاهدين ينفرون منها ويملّون من تكرار ظهور ذلك النجم أو الممثل على عكس الدراما الخليجية والسورية . ٭ وكيف تقيم نجاحات الدراما الخليجية؟ الدراما الخليجية هذا العام حققت نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، ومسيرة الدراما الخليجية وتطورها كمسيرة وتطور الدراما السورية بخطوات بطيئة ولكنها ناجحة ومدروسة بشكل دقيق. ٭ أفهم من كلامك أن الدراما الخليجية قد تشكل في الأعوام القادمة منافساً قوياً للدراما السورية. - أكيد وهذا شيء واضح من سوية ونوعية الأعمال الخليجية التي قدمت مؤخراً وهذا شيء جميل ويدعو للفخر والاعتزاز، لأن ازدياد المنافسة بين الأعمال الدرامية العربية يساعد على طرح أعمال جيدة للمشاهدين، وبالتالي خلق أجواء جميلة ومميزة على العمل الدرامي وتسويقه وعرضه على الشاشات العربية . ٭ قدمت خلال شهر رمضان المبارك عدة أعمال عرضت جميعها في وقت واحد ألا تخشين أن تؤثر إحدى هذه الأدوار على غيرها؟ - أبداً لأنني حاولت انتقاء شخصيات مختلفة ومتغايرة، وتختلف عن بعضها البعض شكلاً ومضموناً وهي شخصيات متنوعة ولا تشبه بعضها البعض «فأم نذير» في مسلسل «بكرا أحلى» يختلف عن «آنا الزهرية» في «عصي الدمع» وتختلفان عن «حكمت خانم» في «الشمس تشرق من جديد» وتختلف أيضاً عن الشخصيات المتعددة لدور الأم في مسلسل «أمهات» ولا أخفيك الأمر أن عرض هذه الأعمال بوقت واحد وأداءها بسنة واحدة شكل تحدياً حقيقياً لي لواثبات نفسي وقدرتي على العطاء والأداء، وقد سعدت بمشاركتي في هذه الأعمال لغنى الشخصيات التي قدمتها ولاختلافها عن الأدوار السابقة التي قدمتها في السنوات الماضية شكلاً ومضموناً . ٭ ولكن هناك من يؤكد أنك فنانة تعشقين التحدي؟ - ربما أحب التحدي ولكنني لا أحب الكلام، فأنا فنانة قليلة الكلام كثيرة العطاء، والكلام وحده للجمهور وللنقاد الحقيقيين.