اختتمت الدورة التاسعة من «معرض دبي للطيران 2005» أعمالها بنجاح، أقل ما يقال عنه أنه متميز، برغم العديد من النواقص التي وعدت حكومة امارة دبي بتجاوزها في العام 2009، أي حين يتم الانتقال الى ارض المعارض في جبل علي، حيث ستكون مساحة العرض والمواقف تتيح اجراء تنظيم يسهل على العارضين والزوار والاعلاميين تغطية كافة جوانب العروض بشكل اكثر تميزا وفاعلية. وكان قد شهد معرض دبي الدولي للطيران هذه السنة تواجد عدد كبير من رجال الامن والجيش والشرطة، واجراءات تفتيش دقيقة تحسبا لأي طارئ أمني، اضافة الى تواجد أفراد من الجيش الامريكي الذي تواجد في الساحة الخارجية بمقربة من الطائرات العسكرية المعروضة، وكانت هذه الاجراءات المشددة فوق العادة تحسبا لأي طارئ. من جهة أخرى شهد هذا الحدث الدولي الرائد في قطاع صناعة الطيران المدنية والعسكرية، والذي استمر لخمسة ايام واختتم أمس الخميس، توقيع اتفاقيات وصفقات بلغت قيمتها الاجمالية 21,3 مليار دولار امريكي، لتكون بذلك الدورة الاكبر أيضا من حيث حجم الصفقات منذ انطلاق الحدث عام 1989، حيث يقام هذا المعرض في دبي مرة كل عامين. وكانت آخر الصفقات التي تم توقيعها تلك التي أبرمها الكابتن محمد خشمان الرئيس والمدير التنفيذي للشركة الأردنية للطيران وشركة «سيبرد افييشن» من الأردن، وبموجب هذه الاتفاقية، قامت «سيبرد» ببيع طائرتي استطلاع من طراز «سيكر أس بي 7-360» بقيمة 500 ألف دولار أمريكي للشركة الأردنية للطيران. ويذكر أن سمو الامير فيصل بن حسين مسشتار العاهل الأردني لشؤون القوات المسلحة كان قد زار المعرض يوم الاربعاء الماضي وتفقد الجناح الأردني وبقية اجنحة المعرض، معربا سموه عن بالغ استحسانه للمستوى الذي وصلت اليه دبي في تنظيم المعارض وبالذات هذا النوع من المعارض التذي يتطلب قدرات تنظيمية وتقنية عالية للحساسية المتمثلة به من حيث نوعية الضيوف والزوار والصناعات المعروضة، كما اشاد سموه الى عمق روابط التعاون بين المملكة الأردنية ودولة الامارات العربية المتحدة. وكان للصفقة الأردنية أهميتها حيث إنها سمحت لشركات متخصصة في تقنيات الاستطلاع للدخول في سوق الشرق الاوسط، وقال عن ذلك جيل لاتور نائب الرئيس التنفيذي لشركة «سيبرد آفييشن»: «نحن سعداء بالمساعدة التي قدمتها لنا الشركة الأردنية للطيران في دخول السوق الاقليمي بشكل سريع، ونحن على ثقة تامة بأن هذه الاتفاقية ستكون بداية لاتفاقيات أخرى نعتزم ابرامها»، هذا وتعتبر «سيبرد افييشن» أحد اهم الشركات المتخصصة في صناعة طائرات الاستطلاع المنخفض التكاليف. هذا وسجل المعرض أكبر صفقة كانت من نصيب «طيران الامارات» بشرائها 42 طائرة بوينج طراز 777 بلغت قيمتها 35,7 مليار درهم اماراتي، مع احتفاظها بحق بحقوق شراء 20 طائرة أخرى، على أن تتسلم طيران الامارات أول طائرة من هذه الطلبية في العام 2007، وسوف يتواصل تسليمها حتى العام 2012، في حين كانت الشركة الوطنية السعودية للخدمات الجوية «ناس» قد وقعت اكبر اتفاقية بين نظيراتها من الشركات السعودية المشاركة في المعرض، حيث وقعت صفقة مع شركة إيرباص لشراء 10 طائرات من طراز إيرباص 318 (إيليت) خمسة منها في الوقت الراهن وخمسة اخرى اضافية كخيار مستقبلي، وبلغت قيمة الصفقة الاجمالية 500 مليون دولار أمريكي. من جهتها اعلنت شركة «فيرز اند اكزبيشنز» المنظمة لمعرض دبي للطيران 2005، بأن المعرض استقطب اكثر من 35 الف زائرا متخصصا وذلك بزيادة قدرها 7 الاف زائر عن دورة عام 2003 و5 الاف زائر عن دورة عام 2001، وقالت فرجينا كيرن رئيس مجلس ادارة شركة «فيرز اند اكزبيشنز» أن الازدياد في عدد الزوار ما هو الا دليل على: «النمو والتطور المستمر لقطاع الطيران في منطقة الشرق الاوسط والمناطق المجاورة»، كما اكدت الشركة المنظمة بأن الدورة العاشرة من معرض دبي للطيران والذي ستعقد في الفترة ما بين 11-15 نوفمبر 2007 ستشهد تنظيم جناح خاص يُعنى بقطاع التصميم الداخلي للطائرات. وقالت اليسون ويلر مديرة القسم الجوي في شركة «فيرز اند اكزبيشنز»: «لقد قمنا بدراسة مكثفة ومناقشات موسعة مع أعضاء من هذا القطاع الذين يرون بأن هذا الجناح المتخصص يعكس الطلب المتزايد من قبل الطيران التجاري والخاص من منطقة الشرق الاوسط والهند، وتعتبر هذه الخطوة دليلا واضحا على أن معرض دبي للطيران يشهد تطورا مستمرا لتوفير خدمات تتماشى مع متطلبات شركائنا في قطاع صناعة الطيران». ولقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا من مختلف الجهات العاملة في مجال التصميم الداخلي للطائرات، وقال ماركو تونوتشي، مدير مبيعات المنطقة في شركة «آفيوانتريورز»: «نرحب بهذه المبادرة التي نتوقع مساهمتها في دعم صناعة التصميمات الداخلية للمركبات الجوية من خلال التركيز بشكل أكبر على هذا الجناح المتخصص»، وأضاف تونوتشي: «يبلغ حجم سوق مقاعد الطائرات في منطقة الشرق الأوسط حوالي 500 مليون دولار أمريكي». وقد ساهم جناح المركبات الجوية التي لا تحتاج الى قائد وجناح انظمة وحلول المحاكاة والتدريب في معرض دبي للطيران 2005 في تعزيز معدل الطلب على المشاركة في الحدث إلى جانب استقطاب المزيد من العارضين والزوار. هذا واستقطب معرض دبي للطيران 726 شركة عارضة من 46 دولة و15 جناحا وطنيا فضلا عن مشاركة اكثر من 100 طائرة في قاعة العرض الخارجية. وشهد المعرض نموا بنسبة 25٪ مقارنة مع الدورة الماضية والتي تم تلبيتها مع اضافة القاعة المركزية في مركز معارض مطار دبي الدولي. كما شهد المعرض طوال ايام الاسبوع الماضي عروضا جوية تعكس مدى التقنية العالية التي وصلت اليها صناعة الطائرات على مستوى العالم، وشهد العرض تنافسا قويا بين الطائرة المريكية (اف - 15) ذات المقعد الواحد والطائرة السوفييتية الروسية التحديث (ميغ 29) وذلك في الاستعراض الجوي والحركات الاعتراضية التي ابرزت الامكانيات التنافسية بين الطائرتين الحربيتين والتان عكستا سيطرتهما على الاجواء من بين العديد من الطائرات العسكرية المنافسة الأخرى، كما شهد العرض تحليقا لأكبر طائرة ركاب مدنية في العالم وهي ايرباص 380 بشعار طيران الامارات، كما استعرضت الولاياتالمتحدة بطائرة (بي - 52) القاذفة العسكرية الاضخم على مستوى العالم معلنة سيطرتها على سوق القاذفات الجوية حتى العام 2035 على اقل تقدير، بالغرم من ان هذه الطائرة دخلت الخدمة عام 1955، واجري عليها العديد من التعديلات منذ ذلك الوقت، هذا وشهد العرض الجوي عروضا جوية مبهرة من قبل فريق الطيران الفرنسي «باتروي دو فرانس» الذي قدم عروضا بهلوانية رائعة رسمت لوحات فنية في الهواء وكان من نصيبها الاستحسان والثناء الكبيرين من قبل كل الزوار. هذا وقبل الاختتام كان قد قدم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي، جوائز للعارضين مؤلفة من سبع فئات لأفضل منصات عرض. كما قدم سموه جائزة لفريق «باتروي دو فرانس» تقديرا للعروضها الجوية الرائعة، وكان الفائزون بجائزة أفضل منصة عرض في معرض دبي للطيران 2005 هم: بوينغ من أمريكا، و«بي.ايه.اي» من أوروبا الغربية، «سوخوي» ممثلة لروسيا وشرق اوروبا، و«جوردان» عن آسيا والمحيط الهادئ، و«كي.ايه.اي» كأفضل جناح وطني، والجناح الألماني، وحصلت «اي.ايه.دي.إس» على أفضل منصة عرض بشكل عام.