قال الرئيس الصيني شي جين بينغ امس إنه من المهم ان تضع محادثات المناخ في باريس الفروق الاقتصادية بين الدول في الاعتبار وان يسمح للدول المختلفة بتطوير حلولها الخاصة لمشكلة الاحتباس الحراري العالمية. وتصر الصين دوما على ان الدول المتقدمة عليها ان تتحمل المسؤولية الأكبر عن ارتفاع درجة حرارة الارض وان الاقتصادات الناشئة يجب ان تعطى حرية أكبر لتطور نفسها. وقال شي للمشاركين في قمة باريس التي ترعاها الاممالمتحدة "من المهم احترام الاختلافات بين الدول خاصة الدول النامية." الى ذلك شهدت العاصمة الصينيةبكين امس أسوأ ضباب دخاني حتى الآن هذا العام ، حيث سجلت مستويات لتلوث الهواء تزيد 20 مرة عن الحدود المأمونة على المستوى الدولي. وكانت السلطات في بكين قد أعلنت الأحد إنذارا من الضباب هو الأعلى مستوى هذا العام ، والذي يستمر حتى غدا الأربعاء ، ونصحت سكان العاصمة البالغ تعدادهم 20 مليون نسمة بالبقاء في المنازل. وأفاد مؤشر جودة الهواء في السفارة الأميركية ،والمعتاد الاستشهاد به، والمعني بالجزيئات التي تقل عن 5ر2 ميكرومتر بأن التلوث بلغ 596 ميكروغرام لكل متر مكعب في السادسة صباح امس بتوقيت بكين . وجدير بالذكر أن أقصى حد يومي موصى به من منظمة الصحة العالمية للجزيئات هو 25 ميكروغرام في كل متر مكعب. وتشكل الجزيئات العالقة في الهواء خطرا شديدا على الصحة نظرا لأنه من الممكن أن ترسخ عميقا في الرئتين. وأبقت بكين على التحذير "البرتقالي" من التلوث وهو ثاني أعلى المستويات امس فأغلقت طرقا سريعة وعلقت أو أوقفت أعمال بناء ونصحت سكانها بعدم الخروج. وقالت وزارة الحماية البيئية في الصين الأحد إن التلوث الخانق كان بسبب طقس "سيء". وتزداد الانبعاثات فوق شمال الصين أثناء الشتاء مع تشغيل أنظمة التدفئة في المدن علاوة على أن بطء حركة الرياح يعني أن الهواء الملوث لا ينقشع. وفي بكين حيث يعيش 22.5 مليون شخص ارتفع مؤشر جودة الهواء في بعض أنحاء المدينة امس إلى 500 وهي أعلى قراءة ممكنة له. وعند المستويات الأعلى من 300 يُنصح السكان بعدم الخروج وفقا لإرشادات الحكومة. وبالنسبة لسكان بكين فإن الهواء الملوث يجعلهم يتنفسون بصعوبة. وقال تشانغ هنغ وهو مهندس يبلغ من العمر 26 عاما "في ظل هذا الطقس ترى أن الضباب الدخاني يغلف كل بكين بالكامل... ومع كل نفس وعند الاستيقاظ في كل صباح ستشعر بعدم ارتياح في حلقك على وجه الخصوص." وقالت شانغ جين (33 عاما) وهي أم مقيمة في بكين انها تأمل أن يبذل مزيد من الجهد من أجل معالجة مشكلة التلوث. وأضافت "آمل ذلك. أنا شخصيا أتصور أن الخطوة الأولى يمكن أن تكون أن نعرف سبب مشكلة التلوث هذه. وما إذا كان له علاقة بالسيارات أو بالمصانع فربما أمكننا فرض قيود على المركبات أو نتعامل بشكل ما مع المصانع." ويُسَلط الهواء الملوث الخطير الضوء على التحدي الذي يواجه الحكومة فيما تسعى لمحاربة التلوث الذي يُسببه حرق الفحم لتوليد الكهرباء كما يثير تساؤلات بشأن قدرتها على جعل الاقتصاد الصيني صديقا للبيئة بينما تنطلق محادثات المناخ في باريس هذا الأسبوع. وتوجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى باريس ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الأميركي باراك أوباما لدفع محادثات المناخ التي تستمر أسبوعين. وقال مكتب الحماية البيئية في بكين الأحد إنه طلب من المصانع الحد من إنتاجها أو تعليقه كما أوقف أعمال البناء في العاصمة. وذكرت الوزارة أن عدد المدن المتضررة من التلوث الشديد وصل إلى 23 مدينة على مساحة 530 ألف كيلومتر لكن موجة باردة تبدأ يوم الأربعاء قد تؤدي إلى تحسن الوضع.