ينصح الأطباء الأمهات حديثات التوليد بالنهوض ومباشرة المشي في أقرب وقت ممكن لإبعاد خطر حدوث جلطات دموية قد تكون فتاكة. فقد اكتشفت دراسة واسعة دامت 30 سنة أنه رغم أن حدوث مثل هذه الجلطات أمر نادر إلا أنه أكبر بأربع مرات عند النساء الحوامل واللاتي وضعن مواليدهن حديثاً. وقد راجع الباحثون ملفات طبية تعود للمدة من 1966 إلى 1995 وتخص 50,000 امرأة حامل عشن في أولمستد كاونتي، مينسوتا، حيث تم جمع معطيات لاستعمالها في مشروع مراقبة صحية طويلة الأمد. وركز الباحثون على الجلطات الدموية في شرايين السيقان (تعرف باسم احتقان في الشرايين العمقية) والجلطات التي انفصلت واستقرت في الرئات وتعرف باسم (انسدادات في الجهاز التنفسي). وتبين أن حدوث خثرات الشرايين العميقة وانسدادات الجهاز التنفسي كان ضئيلاً- 105 حالة فقط حدثت خلال الثلاثين سنة- إلا أن المشكلة مثيرة للقلق لأنها غالباً ما تكون قاتلة إذا حدثت. وقال الدكتور جون هايت، المشرف على الدراسة التي نشرت في منشور «مدونات الطب الباطني» أنه في حوالي ربع حالات انسدادات الجهاز التنفسي بشكل عام العارض الأول والوحيد هو الموت. وعندما قارن الباحثون بين مجموعات عمرية مماثلة اكتشفوا أن النساء الحوامل اللاتي وضعن أطفالهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية هن أكثر احتمالاً بأربع مرات للتعرض لمشاكل الجلطات الدموية تلك من غير الحوامل. وكانت كافة النساء تقريباً في الدراسة من العرق الأبيض ولذلك قال الباحثون أن استنتاجاتهم قد لا تنطبق على النساء من الأعراق الأخرى. وفي مقال منشور إلى جانب الدراسة قال الدكتور ريتشارد لي من جامعة نسيوسورك ستيت في بافلو إن الانسدادات الرئوية تجاوزت كافة أسباب وفيات الأمومة خلال السنوات العشرين إلى ثلاثين سنة الماضية. وأشار الدكتور غاري هانكينز، طبيب التوليد ورئيس الكلية الأميركية للتوليد والأمراض النسائية، أن الكلية عاكفة على وضع إرشادات حول الموضوع. ومن هنا فإن النصيحة الكبرى التي يمكن إسداؤها لكافة الأمهات الحديثات هي: انهضن من الفراش وابدأن المشي في أقرب وقت ممكن. وللنساء اللاتي لديهن عناصر الخطر- مثل السمنة وتاريخ الجلطات والبقاء مدة طويلة في الفراش في مرحلة الحمل- قد يفكر الأطباء استعمال كمادات (ضغط) السيقان في المستشفيات من أجل تسهيل جريان الدم. ولاتأتي أدوية تمييع الدم على رأس لائحة الحلول الممكنة لأنها قد تؤدي إلى تعقيدات محتملة ومنها النزيف الحاد. وقال هانكينز: «يجب إبقاء أدوية التمييع لمجموعة صغيرة جداً... أولئك اللاتي لديهن خطر كبير. لانريد أن نوصي باتباع استراتيجية قد تؤذي أكثر مما تفيد». وقال هايت إن الأسبيرين أثبت أنه فعال في منع الجلطات في شرايين الساق. ويصيب احتقان العروق العميقة، وهو من أبرز الأخطار المحتملة التي يمكن أن تبرز خلال الرحلات الجوية الطويلة، حوالي مليوني شخص في الولاياتالمتحدة سنوياً، ويموت حوالي 200 ألف أميركي من انسدادات الجهاز التنفسي كل سنة.