مستلفةً جمال الطقس من باريس التي يعكر صفوها تفجيرات الإرهاب، شهدت العاصمة الرياض خلال اليومين الماضيين أجواء خريفية حيث تلبدت سمائها بالسحب وغطى الغمام أجوائها، وتوارت شمسها على السطوع، وتبع ذلك أمطار رعدية بدأت في بعض من محافظات العاصمة مساء الاثنين. وهطلت الأمطار على محافظات "رماح وحريملاء وثادق ومرات والدرعية وضرما والمزاحمية، حيث ترواحت مساء الاثنين بين المتوسطة والغزيرة، وتبع ذلك أجواء معتدلة في صباح الثلاثاء. وفي مساء الثلاثاء، شهدت العاصمة ومحافظاتها أمطاراً غزيرةً حيث غطت المياه على الطرق الرئيسة وصحبها صعوبة في الرؤية وشهدت الحالة المرورية مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء ارتباكاً وشللاً شبه كامل في عدد من الطرق والمحاور الرئيسية وإغلاق العديد من الطرق بسبب تجمعات مياه الأمطار في مواقع متفرقة من مدينة الرياض . وتسببت الحالة المطرية التي شهدتها العاصمة منذ نحو يومين في إغلاق عدد من الطرق والأنفاق وتعطل عشرات الإشارات المرورية، وقد تعامل مرور الرياض مع الحالة المرورية وفقاً لما تتطلبه الظروف المناخية وحالة المطر في الشوارع والطرقات. ومن خلال المتابعة فإن، طريق الدائري الغربي كان الأكثر تأثراً بهطول الأمطار، حيث تم إغلاق جزئي لمخارج 34،35،36 وفتح مسار أمام الحركة المرورية تدريجي . وشهدت مدينة الرياض اليوم إغلاق عدد من الطرق من أهمها طريق الخرج الجديد حيث تم إغلاقه من الساعة 4 صباحا وحتى الساعة 10 صباحاً وتم تحويل حركة السير إلى طرق بديلة وإغلاق مخرج 13 طريق الخرج باتجاه الصناعية الأولى من الساعة 7 وحتى 10، وكان مخرج 33 في الدائري الأكثر تأثراً على الإطلاق، وأظهرت الصور والفيديوهات التي تداولها ناشطون في الشبكات الاجتماعية «النفق 33» مغموراً بالمياه وسط غرق واحتجاز عدد من السيارات مما تسبب في عرقلة الحركة المرورية. وفي ظل هذه الظروف فقد بذلت فرق الإدارة العامة للدفاع المدني، جهودٍ كبيرةٍ للتخفيف من أضرار الأمطار، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني بمنطقة الرياض من إنقاذ 85 شخصاً من المتضررين الذين احتجزتهم مياه الأمطار في جميع مدن ومحافظات المنطقة، بالإضافة إلى إخراج 72 سيارة بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على جميع مدن ومحافظات المنطقة خلال اليومين الماضيين. الرائد محمد الحمادي الناطق الرسمي للدفاع المدني بالرياض أوضح في تصريح ل «الرياض» أن لجان الدفاع المدني والتي تضم ممثلين لكافة الجهات الحكومية، عقدت اجتماعات فورية لمواجهة كافة الأخطار قد تحدث نتيجة الأمطار والسيول واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الأضرار الناجمة عنها بما في ذلك نشر الوحدات والفرق الميدانية في المواقع المنخفضة وبالقرب من مجاري السيول وشبكة الأنفاق لسرعة مباشرة البلاغات عن الحوادث والتدخل السريع وتعزيز الإجراءات الوقائية. وشهدت الأمطار تسجيل خسائر بشرية ومادية فقد كشف متحدث مدني الرياض أنه تم تسجيل حالة وفاة واحدة لشخص في محافظة رماح جراء الأمطار، بجانب غرق بعض السيارات في مخرج 33، والملاحظ أنه بمقارنةً بكميات الأمطار التي هطلت فإن الخسائر الناجمة عنها تعتبر قليلةً، بشكل أن العاصمة من أكثر مناطق المملكة استعداداً للتقلبات. وكانت أمانة الرياض قد كثفت أكدت أنها سارعت بتكثيف جهودها وانتشار فرقها الميدانية في مدينة الرياض لمتابعة الحالة المطرية على العاصمة وسرعة معالجة تجمعات مياه الأمطار في بعض المواقع. ومن المتوقع أن يعاود طلاب العاصمة في المدارس والكليات والجامعات الذهاب إلى مدارسهم بعد أن قضوا يومين في منازلهم بسبب تعليق الدراسة الذي أعلنته وزارة التعليم حفاظاً على سلامة أبنائها الطلاب. وفي صورة جمالية تغطي على المصاعب التي عايشتها طرق العاصمة، فقد سالت على أثرها الأودية والشعاب ولا تزال السماء ملبدة بالغيوم، والتوقعات تشير إلى استمرار هطول الأمطار على المنطقة حتى العاشرة من صباح يوم الخميس، وكان وادي حنيفة مكان تنزه للمواطنين اليوم.