من المعروف بدهياً لدى الجميع أن الأساسيات مهمة لكل مبتدئ في أي مكان أو مجال يهم بالدخول فيه ولا سيما المجال الاستثماري والاقتصادي أو (البحث عن الثراء السريع)، نحن في مجتمع يندر فيه وجود جهات تهتم بإمداد المبتدئ في السوق المالي بالمعلومات والقواعد التي تُحتم عليه الانطلاق منها والبناء عليها ليكون على قدر من القوة والثبات.. الإشاعات - قلة الخبرة - والتسرع .. وغيرها سلبيات مؤثرة في طريق المبتدئين تجد حيزاً في حياتهم الجديدة في السوق فربما يحالفهم الحظ يوماً بالكسب والفائدة ولكنه قد يكون عكس ذلك أياماً عديدة إن لم تكن أشهراً. الاكتتاب في الشركات الجديدة والازدحام لدى فروع البنوك والاصطفاف الكثيف يشعرك بأن هناك اكتتاباً (ولو بالدين) واكتتاباً ولو (باقتحام البنك) للحصول على قسيمة اكتتاب كل ذلك للانضمام لقائمة المكتتبين مهما كلف الأمر. وبعد تداول الأسهم تلك - وقد يكون بنفس يوم تداولها - يتم البيع باصطفاف آخر ولكن هذه المرة يحمل ذلك (المضارب) أمر بيع وليس طلب اكتتاب وهذا الأمر يجعلك تتساءل هل أصبحت تلك الأسهم واكتتاباتها لدى البعض سلعاً وأصبحوا (شريطية أسهم) فقد تجد البعض يجلس في صالات التداول بقرب مستثمر أو مضارب ويتابع ما يقول ويسجله أكثر من متابعته لشاشة التداول بالبنوك..! يوماً ما كنت في أحد صوالين الحلاقة وكان على الكرسي بجانبي يجلس شاب أخذ يشرح لحلاق من جنسية عربية أسهم الشركة الفلانية وأنها سوف تصرف أرباحها قريباً وتوزع أسهماً إضافية للمكتتبين فيها؟! فإلى هذا الحد أصبحت الأسهم تهم ذلك المقيم.. فلا أحد يعلم قد يكون هذا الحلاق يوماً (شريطي أسهم)!!! مجتمعنا يوجد به العديد من الناس يتأثرون بالإشاعات والتجارب المشبوهة للثراء.. لا شيء مستحيلاً ولكن التأني والدراية الكافية أهم من التسرع والإبحار في عالم الأسهم بلا مجاديف. هيئة السوق المالية مشكورة بدأت مؤخراً بتوعية صغار المستثمرين بنشر عبارات توعوية في عدة وسائل إعلامية.. نتمنى لها بداية موفقة والنجاح في مشوارها.. كما اقترح أن تدعم البنوك والجهات المتخصصة مثل تلك التوجهات لدى هيئة السوق المالية لما لها من فائدة تُفيد الصالح العام.