التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الذي يزور باكستان حالياً، رئيس وأعضاء المجلس التنسيقي لجميع الأحزاب الكشميرية، بحضور رئيس حكومة إقليم كشمير الحرة سردار محمد يعقوب خان وأمير الجماعة الإسلامية في الإقليم الشيخ عبدالرشيد ترابي، وذلك بدار ضيافة حكومة إقليم كشمير الحرة بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ ترابي باسمه واسم جميع زعماء وقادة الأحزاب الكشميرية والشعب الكشميري بمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، منوهاً بزيارة معاليه، وما تمثله من دعمٍ معنويٍ للشعب الكشميري. ورفع الشيخ ترابي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ولشعب المملكة ورابطة العالم الإسلامي، على دعم القضية الكشميرية في المحافل الدولية، والوقفات الإنسانية التي تقفها المملكة مع الشعب الكشميري في المحن والأوقات الصعبة التي مرت أو تمر بها، لاسيما الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات. وأشار إلى أن جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة مظفر آباد عاصمة إقليم كشمير الحرة، ستظل رمزاً شاهداً على الأخوة والمودة بين المملكة والشعب الكشميري، مؤكداً دعم جميع القيادات والأحزاب الكشميرية لقرارات خادم الحرمين الشريفين، المعنية بالوقوف مع الشعوب الإسلامية والدفاع عن قضايا الأمة، لاسيما القضيتين الفلسطينية والكشميرية، والتصدي للإرهاب الإقليمي، المهدد لأمن واستقرار الدول الإسلامية. وعبّر الدكتور التركي في كلمته التي ألقاها خلال اللقاء عن سعادته بالزيارة، ولقائه بالأخوة من كشمير، مشدداً على حرص رابطة العام الإسلامي على تقديم دعمها الكامل لكل ما من شأنه تحقيق الاستقرار للأمة الإسلامية، وبما يسهم في حل مشكلاتها في المجالات الدينية والإنسانية والاجتماعية وفي مختلف القضايا، لافتاً الانتباه إلى الاهتمام الكبير والمتابعة من خادم الحرمين الشريفين لقضايا الأمة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن رابطة العالم الإسلامي تركز في تكامل الجهود الإسلامية وتنسيقها وإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام والتعاون مع المؤسسات والدول المعنية بهذا الأمر، سواء في العالم الإسلامي أو في الأقليات المسلمة. وأوضح الدكتور التركي أن الأمة الإسلامية تمر بظروف صعبة ومشكلات متعددة، عادّاً الابتعاد عن الاحتكام لكتاب الله الكريم والفرقة بين أبناء المسلمين، أهم المشكلات التي أدت إلى ضعف كلمة المسلمين وتأثيرهم. وأضاف أن الرابطة تتابع مشكلات المسلمين منذ نشأتها في كشمير، والفيلبين، وفي بورما، والقضية الفلسطينية، وتحاول الإسهام في حلها، سواء بتواصلها مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية أو عبر المنظمات الدولية مثل منظمة الأممالمتحدة وما تفرع منها، مشدداً على ضرورة التنبه لخطر النزاعات والخلافات الطائفية، التي أدت إلى ضعف الأمة الإسلامية، مثل ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وفي مناطق عديدة من العالم. وقال معاليه "إن هذه الحروب والفتن تؤدي إلى ضعف الأمة الإسلامية وتراجعها عن رسالتها ولا تستطيع أن تواجه أعداء الإسلام أو أن تحل مشكلاتها"، مشيراً إلى البيانات التي تصدرها الرابطة وتدين فيها الإرهاب والتطرف، على غرار التفجيرات التي حدثت في بيروت وباريس ومالي، مبينًا أن هذه الأحداث كان وراءها أعداء الأمة الإسلامية من أجل تشويه صورة الإسلام، لأنه دين السماحة والعدل والرحمة. وأشار معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى الوعي الكبير والإدراك لدى الكشميريين لأهمية التعاون مع الدول الإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي، بما يضمن الوضوح لقضيتهم ولشؤونهم ولمشكلاتهم لدى إخوانهم المسلمين، ليتعاونوا معهم بإيجاد حل ومواجهة لهذه المشكلات، وأن ينطلق الجميع من مبدأ واحد يرتكز على الارتباط بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والأحكام الشرعية ليكون الله عوناً لهم.