يلتقي الحليفان الكبيران للنظام السوري إيرانوروسيا اليوم في طهران لمناسبة انعقاد قمة للدول المصدرة للغاز يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي زيارة بوتين الى ايران بعد اعتماد مجلس الامن الدولي الجمعة بالاجماع قرارا يدعو الدول الاعضاء الى «اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم داعش على الاراضي التي يسيطر عليها في سورية والعراق». والقرار قدمته فرنسا بعد اعتداءات باريس. والسبت قصفت روسيا التي تقوم منذ اواخر سبتمبر بحملة قصف جوي في سورية ضد مواقع فصائل مسلحة معارضة، بكثافة معاقل تنظيم داعش في وسط البلاد وشرقها. وتسعى موسكو الى تشكيل تحالف دولي يضم ايران والاردن ودول اخرى في المنطقة اضافة الى الغربيين بغية محاربة تنظيم داعش. وقبل المشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز الى جانب ثمانية اخرين من رؤساء الدول والحكومات سيلتقي الرئيس الروسي علي خامنئي، اعلى سلطة سياسية ودينية في ايران، الذي يعد ايضا القائد الاعلى للقوات المسلحة. وسيكون اللقاء الثاني بين الرجلين خلال ثماني سنوات، الاول جرى في العام 2007. وسيجتمع بوتين ايضا مع الرئيس حسن روحاني على هامش القمة. وصرح مستشار الكرملين يوري اوشاكوف ان اثناء هذه المحادثات «سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية اخذا بالاعتبار النزاع السوري». وتعد ايران مع روسيا ابرز حليفين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتقدم له مساعدة عسكرية خاصة عبر ارسال «مستشارين» و»متطوعين» الى الارض قتل منهم نحو خمسين منذ اكثر من شهر. وتقيم طهرانوموسكو علاقات متقلبة منذ 1979، وكانت روسيا في اطار اتحاد الجمهوريات السوفياتية الشيوعية -احدى اولى الدول التي اعترفت بها. لكن موسكو قدمت بعد ذلك دعمها للعراق في ظل نظام صدام حسين في حربه ضد ايران بين 1980 و1988. ومنذ ذلك الحين شد البلدان اواصر العلاقات بينهما مع اقامة تعاون اقتصادي وعسكري كبير كما يتبين مع العقد الاخير لتسليم روسيا انظمة صواريخ للدفاعات الجوية من طراز اس-300 الى ايران قبل نهاية العام. ويجمع بينهما عامل مشترك كونهما من اكبر منتجي الغاز في العالم ويعتزمان معاودة اطلاق استهلاكه وتوفير اسعار عادلة وشفافية السوق. وهذه المواضيع ستكون في صلب جدول اعمال قمة منتدى البلدان المصدرة للغاز (اثنا عشر عضوا) في طهران التي سيشارك فيها اضافة الى بوتين وروحاني رؤساء كل من فنزويلا نيكولاس مادورو وبوليفيا ايفو مورالس ونيجيريا محمد بخاري. وتملك ايران احدى اكبر احتياطيات الغاز في العالم تقدر ب33 مليون متر مكعب تتكدس بشكل اساسي في حقل فارس الجنوبي الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر قبالة السواحل الايرانية في الخليج، والذي تتقاسمه مع قطر. ورفع العقوبات الدولية في العام 2016 بموجب الاتفاق النووي المبرم في يوليو بين القوى العظمى وايران مقابل التزامها بالحد من برنامجدها النووي المدني من شأنه ان يسمح لايران بزيادة انتاجها. وتنتج ايران حاليا 173 مليار متر مكعب من الغاز سنويا مخصصة بشكل اساسي لسوقها الداخلي، بحسب ارقام وزارة النفط. ويقتصر التصدير على البلدان المجاورة مثل تركيا والعراق وارمينيا. وهدفها هو ان تتمكن بمساعدة المجموعات النفطية والغازية الدولية الكبرى من زيادة الكميات المعدة للتصدير اكثر فاكثر والتوصل بحلول العام 2020 الى انتاج 1,3 مليار متر مكعب يوميا. وتنتج الدول الاثنتا عشرة الاعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز 42% من الغاز في العالم، وتملك 70% من الاحتياطات العالمية و40% من خطوط انابيب الغاز كما تؤمن تجارة 65 % من الغاز الطبيعي المسال.