يخطئ الكثيرون حين يتحدثون عن قيام الدولة السعودية الأولى وانتهائها، ومن ثم قيام الدولة السعودية الثانية وانتهائها، وبعد ذلك قيام الدولة السعودية الثالثة. مصدر هذا الخطأ يتمثل بأن النهاية والبداية لابد وأن يكون لها حدود فاصلة وواضحة، تتغير كل الأشياء والمؤثرات تختلف الأدوار وتختلف القيادات، أي أنه بالمفهوم الفلسفي أن البدايات تقوم على أنقاض النهايات. والسؤال المطروح ليكشف الجانب الأوسع لهذا الخطأ هل تحولت الدولة السعودية إلى أنقاض يوماً؟؟ لا بل هي رموز قادت هذا الوطن في مراحل مختلفة، تخبو أحياناً لكنها لا تلبث أن تعود وتظهر من جديد، فتلك الشجرة المباركة التي أنجبت القادة في الدولة السعودية بمراحلها الثلاث مازالت تعطي وتمنح الكثير من بركاتها. إذاً.. فنحن دولة سعودية واحدة بمراحل ثلاث كنا ومازلنا نلتف حول قادتنا من تلك الشجرة المباركة. واليوم تزدان الرياض أكثر وأكثر وتبدو عروساً في كامل حلتها تبدو الرياض كوجه وضاء في صبيحة يوم ماطر، تبدو الرياض وردية الخدين فرحة بحلتها وزينتها وجمالها الأخاذ، كيف لا وهي تحتفل بزفاف أو تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، إن هذه المناسبة الأجمل في مدينة الرياض والتي لا يضاهي جمالها سوى دخول الوالد القائد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مدينة الرياض في يوم النصر العظيم. إن هذه المناسبة العزيزة الغالية على قلوب أهالي مدينة الرياض لهي مناسبة نثرت الحب والفرح في كل منزل وزاوية، لدى الصغير والكبير، لدى كافة أفراد المجتمع بأبعادهم المختلفة، إن ابتسامة الرضا التي ترتسم على شفاه الجميع لهي مهر الحب العظيم المتبادل والمشترك بين القائد والشعب. إن الكلمات التي بدأ بها خادم الحرمين الشريفين معانقة هذا الشعب بأنه يعاهدها على كتاب الله وسنَّة رسوله وأن يتخذ من القرآن الكريم دستوراً وشريعة حياة، لهو الدليل الواضح على نقاء فطرة هذا القائد ونقاء سريرته وصفاء قلبه وحبه لشعبه. أيتها الرياض .. لك أن تفرحي وتتمايلي طرباً، لك أن تعانقي المساء، لك أن تتعطري برائحة المطر والبخور، لك أن تتدثري بلباس النور، بضياء الشمس، الرياض .. تلك المدينة الحالمة الجميلة القابعة في عمق الصحراء، تلك الأنشودة التي لا يشعر بلذة ترنيمها إلا من مارس القفز على نوتة جمالها، تلك الرياض الساحرة الفاتنة تبدو اليوم أجمل، تبدو أكثر إشراقة أكثر نوراً وهي تحتضن الوالد القائد. اليوم وكل يوم .. نرفع أيادينا تضرعاً للخالق البارئ الله مالك الملك، أن يديم هذا الحب الجميل، أن يحفظ هذا البلد عن كل مكروه، أن يلهم قادتنا كما هم دوماً الحكمة والسداد، أن يرزقنا الإخلاص وصفاء النية، أن يحفظ بلدنا هذا عن كل من يريد به شراً، أن يجعلنا كما نحن دوماً قادة العالم إن لم يكن بالسلاح فهو بشيء أعظم (الدين والحكمة)، .. وأخيراً فلا شيء جديداً بالأمس أهالي مكةالمكرمة واليوم أهالي الرياض وغداً مناطق أخرى يتعاطون قصيدة حب أزلية نظم بيتها الأول جلالة الملك عبدالعزيز أكملها من بعده أبناؤه، وستظل بإذن الله قصيدة خالدة ما دام الحب باقياً. * وزارة التربية والتعليم - تعليم الرياض