القيم الإعلامية الرياضية السائدة في أوساطنا التي حمل شعارها روادنا ورموزنا الأقدمون أصبحت الآن في خطر، في خضم ما تعيشه الساحة الرياضية من حرية تعدت حدود مفهوم النقد البناء الذي يأتي من باب التعريف بالأخطاء، وبكل صراحة فإن التسلل إلى هذه الساحة والقفز من فوق الأسوار من دون مضمون رياضي، يشكل خطراً على المسيرة الرياضية بكل مكوناتها التشريعية والفنية والتنفيذية، ويعطل عجلة العمل بذلك الرأي الفج والفكر الرياضي الضعيف الذي يحدث إرباكاً لهيئات العمل الشبابية المكونة من القدرات الوطنية التي تعمل بأخطاء تتم مراجعتها في محطات التوقف، ويتم تداركها وتصحيحها، سيما وتلك اللجان حديثة التكوين بلوائحها التي تتماشى وقدراتنا على التعامل معها بفكرنا الرياضي الحاضر، وبتطلعاتنا إلى تصحيح أي مسار يحتاج إلى معالجة، وهذه هي ضريبة التعامل مع كل جديد في أي بلد، وهو وضع طبيعي ونحن نعيش نقلة جديدة في تكوين اللوائح وتأليف الأنظمة التي تتطلبها رياضتنا التي كانت في السابق من دون أي ضوابط تنظمها لوائح ثابتة يسار على مضمونها ومفهومها. اليوم تتعرض لوائح الرئاسة العامة لرعاية الشباب لبعض الأقلام الجديدة مع تلك المقابلات في بعض القنوات الرياضية والإعلام المتعددة التي تستضيف شخصيات يطلق عليها المقدم ألقاباً وأسماء لا تتوافق الواقع ومقومات الضيف الذي لا يمكن أن يضيف ثقافة رياضية للمشاهد، وربما تأتي هذه الفئة عن طريق العلاقة الخاصة وهي حالات تتكرر طالت آثارها مكانة الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمعته، بل ومسارنا الرياضي الشامل من دون أن تجد هذه التوجهات رادعاً قوياً يصحح الوضع المزري والمخيف الذي تفشت آثاره وأصبح حاله يحتاج إلى وقفة تأمل من قبل الجهات المعنية لتكون الصحافة الرياضية صاحبة كلمة كما كانت رسالة الإعلام الرياضي في السابق يحملها أصحاب مسؤولية ورسالة وطنية تؤدي واجباتها بكل صدق وتوجه وتنقل الأحداث بكل توازن ومعقولية. الله يعيد أيام زمان.. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم