اعلن دبلوماسيون الثلاثاء في فيينا ان روسيا والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) اقترحت السادس من كانون الاول - ديسمبر موعدا لاجراء مفاوضات جديدة مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل. وصرح دبلوماسي اوروبي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان موعد اللقاء «حدد في السادس من كانون الاول - ديسمبر» لكن «لم يتم بعد الاتفاق حول المكان» نظرا لحساسية القضية. واوضح الدبلوماسي انه سيتم خلال هذا اللقاء «البحث في استئناف المحادثات» حول البرنامج النووي الايراني. واضاف ان هذه المفاوضات على مستوى المسؤولين السياسيين في وزارات خارجية الدول الخمس قد تجرى في موسكو او فيينا او جنيف. وكانت المحادثات بين ايران والترويكا الاوروبية توقفت في آب - اغسطس حين اعلنت طهران استئناف تحويل اليورانيوم الخطوة الاولى نحو التخصيب. والاثنين ابلغ دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي سيمتنعان هذا الاسبوع من الطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفع الملف الايراني إلى مجلس الامن الدولي للسماح لروسيا بالقيام بوساطة جديدة مع طهران. وقال الدبلوماسي الاوروبي انه لم يتقرر بعد ما اذا ستجتمع الترويكا الاوروبية وايران مع روسيا في السادس من كانون الاول - ديسمبر او ما اذا ستعقد الاطراف اجتماعات ثنائية او متعددة. واضاف انه اذا تأكد الاجتماع فسيعقد «دون فرض التزامات» وان كان ينتظر من ايران ان تكون «مستعدة لاجراء مفاوضات جدية» حول تسوية اقترحتها روسيا. وتؤكد ايران حقها في ان تقوم على اراضيها بانتاج الوقود النووي لاغراض مدنية وهي تكنولوجيا تخشى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ان تستخدم لأغراض عسكرية. من جانبها تقترح موسكو التي تتعاون لبناء محطة بوشهر النووية (جنوبايران) ان تنجز نيابة عن طهران المرحلة النهائية من عملية تخصيب اليورانيوم تفاديا لاي تجاوزات. وهذا الاقتراح حظى بتأييد الغربيين لكن ايران رفضته لانها تعتبر ان من حقها الاشراف على مثل هذه الانشطة على اراضيها طبقا لمعاهدة عدم الانتشار النووي. وصرح السفير الاميركي لدى الوكالة الدولية في فيينا جورج شولت للصحافيين الثلاثاء «نأمل في ان يحث تعهد دول مثل روسيا او الصين المسؤولين الايرانيين إلى الاصغاء للاسرة الدولية والابتعاد عن المنحدر الخطير الذي وصلوا اليه». واضاف «من الاهمية بمكان ان تعرب دول مثل الصين او الهند عن قلقها (...) وتفهم القادة الايرانيين بانهم يتجهون نحو العزلة». من جانبها اعلنت فرنسا ان تطور الملف النووي الايراني يتضمن «عناصر مقلقة» وان المقترحات الروسية قد تقدم «حلا دائما» للازمة القائمة. وتدافع روسيا والصين عن حق ايران في امتلاك برنامج نووي مدني وتعارضان حاليا رفع الملف الايراني إلى مجلس الامن. واصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنهاية ايلول - سبتمبر قرارا يدين ايران لعدم احترام تعهداتها فيما يتعلق بمنع الانتشار النووي واستئناف تحويل اليورانيوم، المرحلة الاولى قبل التخصيب. كما طالبت طهران باستئناف المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي والسماح لمفتشيها بالوصول إلى المنشآت الايرانية الحساسة. وهذا القرار يمهد الطريق امام احالة الملف إلى مجلس الامن الدولي لاتخاذ اجراءات اضافية. وقال شولت ان «التقدم لم يكن مرضيا» موضحا ان الولاياتالمتحدة ما زالت حتى الآن تفضل «حلاً دبلوماسياً» للازمة. ويجتمع اعضاء مجلس الحكام ال 35 مجددا في فيينا اعتبارا من الخميس.