في خطوة تختزل مساحة من الحزن التي انتابت السعوديين تجاه ما تعرض له أصدقاؤهم الفرنسيون من أعمال إرهابية غوغائية استهدفت عاصمة النور باريس، اكتسى برج المملكة في العاصمة الرياض بألوان العلم الفرنسي تضامناً مع الفاجعة الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل 129 شخصاً وإصابة 180 آخرين في حادثة تعد الأعنف في نوعها في القارة العجوز بعد أحداث قطارات مدريد في عام 2004م بالعاصمة الأسبانية التي أوقعت نحو 200 قتيل. السفارة الفرنسية بالرياض تشكر المواسين.. وتفتح سجلاً إلكترونياً للتعازي وتستمر الإضاءة على برج المملكة لمدة ثلاثة أيام تضامناً مع الشعب الفرنسي، وتواكباً مع الموقف الرسمي للمملكة التي أعلنت فيه استنكارها الشديد لتلك الأعمال والتفجيرات الإرهابية، وتأكيدها ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته جهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة. بدورهم، يثبت أبناء المملكة في كثير من المواقف أنهم محبون للسلام، ومتطبعون بحب الآخرين، ويبادلونهم المشاعر في شتى الظروف، سواء حزناً أو فرحاً، حيث شهد اليومان الماضيان تعاطفاً ومواساة من السعوديين لأصدقائهم الفرنسيين، بعد الاعتداءات الهمجية والغاشمة وغير العقلانية التي نفذت في باريس، وراح ضحيتها كثير من الأبرياء. عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة د. لمى السليمان قالت إن ما حدث في باريس فاجعة بكل المقاييس، ونحن نقدم مواساتنا لكل الفرنسيين سواء الموجودين هنا في المملكة، أو في فرنسا، فلنا كثير من الاصدقاء الفرنسيين، والشعب الفرنسي صديق لشعب المملكة، وهناك علاقات تاريخية واقتصادية وسياسية تربط بين البلدين، إضافة إلى أن باريس هي الوجهة المفضلة لكثير من أبناء الشعب السعودي ومقصدهم في كل إجازة، لهذا تجد هذا التعاطف والصدمة الكبيرة بعد مشاهدة ما حدث، وهذا شعور عالمي، فالإرهاب لا دين له ولا جنسية، وهو يضرب في كل أنحاء العالم من دون تفرقة، ولا يعرف حرمة لدم البشرية. من جانبه، تقدم رجل الاعمال د. خالد الحارثي بأحر التعازي لجميع أبناء الشعب الفرنسي الصديق، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مضيفاً أن ما حصل في باريس هو ضد الإنسانية جمعاء، ويوماً بعد يوم يثبت هؤلاء الإرهابيون أنهم حاقدون على العالم أجمع، ولا يجمعهم إلا الكره والبغضاء ضد كل ما هو جميل في هذا العالم، فهؤلاء أشخاص غير أسوياء. وأضاف الحارثي: أنا بصفتي فرداً من أبناء المملكة لدي صداقات كثيرة مع الفرنسيين، لأنهم شعب محب ومضياف لكل شعوب الأرض، ففرنسا مقصد لكل الجنسيات، وبلد حرية تتسع لكل الثقافات ولكل الأديان، فرنسا والشعب الفرنسي اعتاد أن يكون هو المأوى لكل باحث عن الجمال وعن الثقافة وعن الفن والتاريخ، في فرنسا تجد كل ما تبحث عنه النفس البشرية. وهي دائماً في مقدمة الدول التي تقف مع حاجة الشعوب. وعلى السياق نفسه، قال المواطن عبدالرحمن العتيبي إن ما حدث ليلة السبت كان فاجعة، وتألمت كثيراً لأن باريس هي وجهتي الأولى في إجازاتي، فأنا حزين لأنها مدينة سلام وحب. وتقدم العتيبي إلى كل أصدقائه الفرنسيين وللشعب الفرنسي كافة بالعزاء والمواساة في هذا الحادث الذي ضرب عدداً من الدول، ومنها مملكتنا الحبيبة، ونحن أبناء الشعب السعودي نشاطر الفرنسيين مصابهم، لأننا اكتوينا بنار الإرهاب كثيراً، ونعي جيداً كيف تكون آثاره، وأن ضحايا الإرهاب هم الأبرياء. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل المغردون السعوديين مع أحداث باريس الإرهابية، حيث عبروا عن نبذهم التطرف والإرهاب والقتل باسم الدين، وهو ما تروج له الجماعات الإرهابية الضالة وتلحقه زوراً بالدين الإسلامي السمح، مستشهدين بإدانة كبار العلماء في المملكة الهجوم الدموي، وإدانات مؤسسات العالم الإسلامي أجمع بالحادثة، مذكرين بأنهم ضد الإرهاب والقتل بكل صورة وأشكاله وفي أي مكان، في فرنسا أو سورية أو فلسطين. "قتل الآمنين ليس وسيلة لنشر الدين الإسلامي، والتفجير ليس وسيلة حكيمة للدعوة"، هكذا كتب أحد المغردين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعلى نهجه كثير من التغريدات المستنكرة والمُدينة أعمال التفجير والقتل، مشيرين إلى أن ذلك يلصق بالإسلام، وكل من ينتمي لهذا الدين صفة القاتل والإرهابي، وذلك خلافاً لتعاليم الدين الإسلامي، مؤكدين أن من يخطط لتلك الأعمال جماعات تريد تشويه صورة الإسلام، تحركها أجندات دولية لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ومن ينفذ تلك الأعمال ويا للأسف بعض الشباب المغرر بهم. وفي سياق متصل، عبرت السفارة الفرنسية في الرياض عن شكرها وتقديرها لرسائل الصداقة المتعددة التي تلقتها السفارة، وذلك عقب الأحداث المؤلمة التي عصفت بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر، وأعلنت على لسان سفيرها براتران بزانسنو أنه تمّ افتتاح سجل إلكتروني للتعازي، ويمكن المشاركة بكتابة رسائل التعزية باللغات العربية أو الإنكليزية أو الفرنسية على العنوان: [email protected] ليتمّ نشرها على موقع سفارة فرنسا الإلكتروني: http://www.ambafrance-sa.org. السعوديون تفاعلوا مع أحداث باريس الدامية د. لمى السليمان د. خالد الحارثي