اتفق المشاركون في محادثات فيينا حول الحرب في سورية والتي خيمت عليها هجمات باريس، امس على جدول زمني لاجراء انتخابات في سورية الا انهم ما زالوا مختلفين بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد. وهيمنت موجة الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية وخلفت 129 قتيلا على الاقل، على الجولة الثانية من المحادثات الهادفة الى انهاء الحرب في سورية، ودفعت ممثلي 20 دولة ومنظمة الى ايجاد ارضية مشتركة رغم الخلافات العميقة بينها. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان المشاركين في المحادثات اتفقوا على جدول زمني محدد بشأن سورية يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا. وزراء الخارجية خلال الاجتماع مع رئيس الائتلاف السوري وقال شتاينماير "لا أحد يكذب على نفسه بشأن الصعوبات التي نواجهها، ولكن التصميم على ايجاد حل احرز تقدما خلال 14 يوما"، أي منذ الجولة الاولى من المحادثات التي جرت في فيينا. وجاء في بيان ختامي اعقب المحادثات ان الهدف هو عقد لقاء بين ممثلي النظام السوري وممثلين من المعارضة بحلول الاول من يناير. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري "يجب ان يرافق هذه العملية السياسية وقف لاطلاق النار. وسيساعد ذلك على انهاء سفك الدماء بالسرعة الممكنة، وسيساعد بسرعة على تحديد من يريد ان يتم اعتباره ارهابيا ومن لا يريد ذلك". وأكد "لا شك في ان عزمنا أصبح اقوى بعد هذه الوحشية المطلقة"، في اشارة الى الهجمات التي هزت باريس وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. واضاف "ان احترام الحياة وما تحمله من امكانات هي التي دفعت جهودنا اليوم في فيينا". وأدت الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات في سورية الى مقتل 250 الف شخص واسفرت عن ازمة لاجئين في اوروبا، وقادت الى ولادة تنظيم داعش الذي استهدف العديد من الدول المشاركة في مفاوضات فيينا. وقال كيري "ان تأثير هذه الحرب يمتد الى جميع الدول سواء على شكل تدفق المهاجرين اليائسين الباحثين عن ملجأ، أو المقاتلين الاجانب الذي يتوجهون الى سورية، أو المقاتلين المتطرفين الذين يعيشون بيننا، وقد سممت عقولهم دعاية وأكاذيب داعش". وذكر شهود عيان ان المسلحين الذين شنوا هجمات باريس انتقدوا فرنسا لتدخلها العسكري ضد متطرفي تنظيم داعش في سورية. وتعهد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في فيينا بأن فرنسا لن توقف "تحركها الدولي"، وقال ان الاعتداءات أكدت على ضرورة "زيادة التنسيق الدولي في القتال ضد داعش". ووافقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقال ان الهجمات "لا تبرر تخفيف استهداف المتطرفين مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة". وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن الدول المشاركة في محادثات فيينا "عانت جميعها تقريبا من نفس الالام ونفس الارهاب" مشيرة الى كارثة الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر مؤخرا، والتفجيرات الانتحارية التي شهدتها بيروت وتركيا. واتفقت تلك الدول على أن تقود الاممالمتحدة المشاورات لتحديد حيثيات وقف اطلاق النار الذي لن يشمل العمليات ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي لم تحدد بعد. كما اتفقت تلك الدول على اجراء الانتخابات طبقا لدستور جديد بادارة الاممالمتحدة. ونص البيان الختامي على السماح للسوريين في الشتات بالتصويت في الانتخابات، وهي النقطة التي كانت محل خلاف في المفاوضات. ولم يتفق المجتمعون على مصير الرئيس السوري بشار الاسد. وتطالب دول غربية وعربية بتنحيه للسماح لحكومة انتقالية بتوحيد البلاد خلف عملية تصالحية وهزيمة تنظيم داعش. إلا أن روسيا التي تشن غارات جوية ضد جماعات معارضة سورية مسلحة منذ اواخر سبتمبر، تقف مع الاسد وايران التي لا ترغب في هيمنة السنة على سورية. وقال كيري "من الواضح اننا لم نتفق في فيينا اليوم على جميع القضايا المتعلقة بسورية. فما زلنا نختلف حول قضية مصير الاسد". وأضاف "لا يمكن لهذه الحرب ان تنتهي طالما بقي الاسد". وقال كيري ان تصريحات الاسد اثر اعتداءات باريس التي انتقد فيها سياسة فرنسا تظهر انه "غير مناسب ليكون قائدا لبلاده". ويتوقع ان ينظم الاجتماع المقبل حول سورية بعد نحو شهر. الى ذلك، عقد وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الخارجية القطري خالد العطية، ووزير الخارجية التركي فريدون أوغلو في العاصمة النمساوية فيينا أمس السبت اجتماعاً موسعاً مع رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة والوفد المرافق له، وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر بشأن مستقبل سورية، وشددوا على وجوب رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتأكيد على وحدة سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.