منذ أن توحدت هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله) وهي تحمل على عاتقها لواء الإسلام ولمّ شمل المسلمين والعرب والعمل على وحدة كلمتهم.. وقد بذلت في هذه المسؤولية الكثير من الجهود وسخرت كل إمكاناتها وقدراتها ومكانتها العالمية والسياسية والاقتصادية لهذا الهدف السامي وتوارث ملوك هذه البلاد هذه المسؤولية العظيمة وهذا الشرف كأهم وأعظم أمانة لحكام هذه البلاد ملكا بعد ملك. لذلك تبنت المملكة العربية السعودية وقادت وشاركت بنجاح في الكثير من المؤتمرات الإسلامية على كافة المستويات وساهمت في إنشاء العديد من المنظمات الإسلامية ومن أهمها رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي.. وشاركت المملكة في الكثير من الفعاليات الإسلامية في كل دول العالم وقدمت الدعم المادي والمعنوي لإنجاح مثل هذه المناسبات الإسلامية. لقد تحملت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها الكثير والكثير من الأعباء والمسؤوليات وقدمت الكثير من التنازلات في سبيل وحدة الصف الإسلامي والعربي في وجه تلك التحديات الخارجية ومازالت تفخر بهذه المسؤولية وستبقى بإذن الله حريصة على حمل هذه الأمانة الإسلامية قيادة وشعباً ونهجاً، وستستمر ان شاء الله في أداء هذه المهمة حاضرة بمواقفها المشرفة والخالدة الكثيرة في كل المناسبات العالمية من خلال المؤتمرات والفعاليات على كل المستويات، وستستمر هذه الدولة في تقديم الدعم المالي والمعنوي بكافة أشكاله وصوره ودرجاته لكل ما فيه خدمة للإسلام ووحدة كلمة المسلمين ومن اجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الكثير من التحديات الصعبة التي تواجه المسلمين خلال هذه السنوات. اليوم تواجه الأمة الإسلامية والعربية ظروفا وتحديات صعبة للغاية غير مسبوقة في طبيعتها وفي أهدافها وفي صورتها.. لكن المؤلم والمحزن أن تداعيات هذه الظروف لم تصدر من أعداء الأمة الإسلامية والعربية بل هي للأسف الشديد من صنع أيد عربية وإسلامية من داخل جسد الأمة العربية والإسلامية، ومن المحسوبين على الإسلام والعروبة بعد ان نجح الغرب وأعداء العرب والمسلمين في إشعال نار الخلافات الطائفية والحزبية بين الدولة والشعوب والجماعات الإسلامية والعربية فتحول مصدر العداء إلى داخل جسد الأمة الإسلامية!! فبرزت الفتن وانصرف المسلمون وانشغل العرب عن عدوهم الوحيد والأهم إلى خلافاتهم الداخلية التي أرهقتهم وأشغلتهم عن ألأعداء الحقيقيين للأمة العربية والإسلامية.. فانتشرت الفوضى في "بعض" المناطق العربية وظهرت معالم هذه الفوضى من خلال بروز المنظمات والأحزاب والميلشيات "المسلحة" التي هي اقرب في صورها إلى العصابات التي تحاول جر الأمة العربية والإسلامية إلى حالة الفوضى الجاهلية وهذا ما يريده الغرب لكل دول المنطقة، وهذا ما يخطط له أعداء الأمة الإسلامية ونجحوا في تحقيقه في "بعض" المناطق العربية للأسف الشديد. في ظل هذه الظروف الصعبة والغامضة والخطيرة يظل الأمل الإسلامي والعربي "الوحيد" في الله سبحانه وتعالى ثم في هذه البلاد وفي حكمة وفي قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله" في إنقاذ الأمة الإسلامية والعربية من الوهن ومن الاختلافات ومن التفكك ومن الحروب والقتال وإعادة الوحدة الإسلامية والعربية إلى ما كانت عليه وأفضل مما سبق ان شاء الله.. فهذه البلاد وهبها الله سبحانه وتعالى محبة المسلمين والعرب ومنح قادتها مكانة عالمية وإسلامية وعربية وستبقى دوما ان شاء الله أملاً لكل المسلمين والعرب في إعادة وحدتهم ولمّ شملهم.