مع كل مناسبة كبرى تثبت المملكة قدرتها الكبيرة على النجاح بكل ما تعنيه الكلمة وعلى مختلف المجالات التنظيمية والأمنية والإعلامية معتمدة بذلك على أبنائها في مختلف القطاعات والتخصصات زارعة فيهم الثقة والروح والإصرار، مقدمة للعالم مجموعة من القيادات الشابة القادرة على مضاهاة نظيراتها في مختلف دول العالم. هذا النجاح ترجم واقعا ملموسا ومشاهدا للقاصي والداني من خلال ما بثته شاشات التلفاز والمواقع حول العالم فالمتتبع بعين المحايد يلاحظ تناغما وانسجاما كبيرا بين مختلف القطاعات العاملة في صورة تجسد "الهدف الواحد" و"الروح الواحدة". النجاحات المتكررة لم تكن وليدة صدفة أو بمساعدة الحظ، فما حدث خلال الفترة الماضية وفي كل حدث يسند لشباب الوطن هو استنفار على جميع الأصعدة، هذا الاستنفار يمكن أن نطلق عليه بكل وضوح "العمل الجماعي"، هذا العمل الذي يراه علماء الإدارة بأنه القدرة على العمل معاً نحو رؤية مشتركة، وأنه القدرة على توجيه الإنجازات الفردية باتجاه الأهداف التنظيمية، ويصفونه بأنه الوقود الذي يسمح للناس المشتركة تحقيق نتائج غير مألوفة. فعلى الجانب التنظيمي ، استطاعت فرق العمل إظهار القمة بالشكل المطلوب و تطبيق أعلى وأرقى معايير العلاقات العامة في نجاح يحسب أيضا للجامعات السعودية التي خرّجت هذه الكوادر وساهمت في صقل مواهبها. الحضور المشرف لشباب الوطن كان واضحا في ابتسامات العاملين الذين تفرغوا في الأشهر القليلة الماضية للتخطيط ورسم ملامح النجاح، وحتى العاملين خلف الكاميرات من فنيين وتقنيين ومصورين ومترجمين سنحت لهم الفرصة في تطبيق ما تعلموه على أرض الواقع. هذا النجاح التنظيمي لم يقتصر فقط على موظفي الوزارات المعنية والمراسم والديوان الملكي فقط بل تعداه إلى رجال الإستقبالات العسكرية والشعبية والذين اتقنوا دورهم ورحبوا بالضيوف في عاصمة المملكة بصورة تعكس بصدق مدى عفوية وتقبل الشعب السعودي للآخر. وفي موضوع متصل، يلحظ المتابع نجاحا للخطة المرورية أثناء انعقاد القمة في جعل حركة السير سالكةً رغم الإغلاق الموقت لعدد من الطرق والشوارع في مدينة الرياض، حيث انتشرت سيارات المرور في المحاور الرئيسة في العاصمة لتنظيم حركة السير وإزالة ما يعيق تدفقها وبالتوازي مع ذلك كانت معرفات توتير تحدث الطرق للسكان وتقترح عليهم طرقا بديلة في تعاون مع القطاعات والأجهزة الأمنية لإنجاح الحدث الكبير. وعلى الجانب الإعلامي، كان إعلاميو المملكة عند المتوقع من حيث الاحترافية والالتزام والدقة في متابعة الحدث ورصد كل ما يدور حوله حيث هُيئ مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات والمركز الإعلامي بكافة التجهيزات التي تحتاجها الوفود الإعلامية بالإضافة إلى توفير عربات النقل وتجهيز قاعة المؤتمر الصحفي، وفي خطوة تدل على مدى استشعار أهمية المناسبة أطلقت وكالة الأنباء السعودية "واس" على موقعها الرسمي أيقونة خاصة بالقمة تحتوي على العديد من المواد الإخبارية والتقارير المتنوعة عن القمة باللغة الإسبانية. جهود الدولة بمختلف قطاعاتها ما كان ستنجح إلا بتفاعل العنصر الأهم في المنظومة وهو "المواطن السعودي"، والمقصود بالمواطن هنا الفرد على مختلف مستوياته العلمية والاجتماعية بدءاً من المواطن البسيط ونهاية بالمسؤول أو الوزير، فالجميع كان على مستوى الحدث وكان فرس رهان رابحاً في سباق التقدم والنجاح متطلعين إلى هدف واحد فقط وهو رفعة البلاد وإرساله رسالة مفادها أن المملكة تراهن دائما على المستقبل وتراهن على شباب متسلح بالثقافة والعلم والأدب. هذا النجاح الكبير للقمة هو نجاح لكل مواطن سعودي ساهم ولو بجزء بسيط في هذا الإنجاز، وهو نجاح يحق لنا أن نفخر به كونه بأيدٍ سعودية . أمانة الرياض زينت الشوارع والطرقات بأعلام الدول المشاركة (رويترز) ترحيب يليق بالوفود المشاركة ( الفرنسية) انضباط في أدق التفاصيل ساهم في نجاح التنظيم ( أ ف ب)