أكد متخصص في التخطيط أهمية التخطيط الاستراتيجي في تحقيق نجاح واستقرار المنشآت الكبرى والمتوسطة والصغيرة على السواء، وأرجع معظم المشكلات الاقتصادية من تعثر وإفلاس وخروج من السوق التي تتعرض لها الكثير من هذه الكيانات إلى غياب التخطيط الاستراتيجي، لكنه أكد مع ذلك أن التخطيط الاستراتيجي ضرورة وليس ترفاً. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها د. محمد بن ناصر السويد الأكاديمي وخبير التخطيط ووضع سياسات المنشآت وعضو الجمعية السعودية للإدارة، ونظمها فرع السيدات بغرفة الرياض بالتعاون مع الجمعية السعودية للإدارة، وحضرها جمع من سيدات الأعمال والمستثمرات وصاحبات المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ثم أدار المحاضر حواراً مع الحضور أجاب فيه عن تساؤلاتهن وأظهر وجود وعي كبير لديهن بأهمية التخطيط الاستراتيجي. وشرح المحاضر أهمية التخطيط الاستراتيجي للشركات الكبرى والصغيرة، ووصفه بأنه يعني صناعة المستقبل، وأوضح أنه يحدد ماذا تريد أن تحقق من طموحات، ويحدد أين تقف الآن وإلى أين أنت ذاهب، مؤكداً أن ضعف القرار الاستراتيجي يضع المنشأة في مأزق صعب، كما يبرز نقاط القوة والضعف لديها، ويساعدها في تشخيص ومواجهة التحديات والتهديدات، ويضمن استمرار النجاح الذي حققته، ويعزز فرص تنميته وتطويره، وشدد على ضرورة مراعاة سيدات الأعمال للتخطيط الاستراتيجي في منشآتهن. وتابع السويد أن التخطيط يوفر قاعدة واضحة لتحديد الأولويات واختيار البدائل المتاحة، ويساهم في تحديد مكامن الخلل، وقال إن المنشأة التي لا تتبع التخطيط الاستراتيجي لا يمكن أن تحقق النجاح والاستقرار والنمو، حتى وإن كانت تحقق أرباحاً، فالأرباح ليست المعيار، وقد يكون النجاح مرجعه غياب المنافسة، وليس غياب التخطيط، والتجارب تؤكد أن أغلب الشركات التي تتجاهل التخطيط الاستراتيجي تتعثر وتنهار. وأوضح المحاضر أن التخطيط الاستراتيجي السليم يمكّن المنشأة من قراءة التحديات والتنبؤ بالمخاطر التي يتوقع أن يخبئها المستقبل قبل أن تداهمها، كما أن التخطيط ييسر للشركة اتخاذ قرارات وخيارات بديلة من أجل البقاء، مثل مواجهة تحديات المنافسة، وتغير حالة السوق، وزيادة حدة التحديات، والبحث عن الفرص الاستثمارية المتاحة، وتحديد الشرائح المستهدفة للمنشأة، وشرح أن رسالة الشركة تعني الغاية من وجودها، بينما الرؤية تعني تحديد الموقع الذي تود أن تحققه في المستقبل، وتحدد الخطوات الرئيسية التي تمكنها من تحقيقه.