تعجز الكلمات عن وصف التطور الذي حققه الحرس الوطني في عهد مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وسدد خطاه - ولو أخذنا الجانب العسكري كنموذج وما تم خلاله من نقلة نوعية، أخذته من تنظيمات بدائية إلى قوة منظمة ومحترفة يفخر بها ويعتمد عليها بعد الله في دعم الدفاع عن هذا البلد الشاسع والمحافظة على استقراره. ولقد كان بناء وتأهيل فرد الحرس الوطني موضع اهتمامه - حفظه الله - منطلقاً من ايمانه بأن الإنسان هو الأساس في أية عملية تنموية، فالآلة والسلاح يمكن شراؤها ولكنها تظل عديمة الفائدة في يدي من لا يجيد استخدامها، عندها كان اهتمامه بايجاد المدارس العسكرية والكليات التي تعنى بتأهيل الفرد والضابط خير تأهيل، ومن ثم كانت الخطط تلو الخطط لتطوير وحدات الحرس الوطني من وحدات مشاة محدودة التسليح إلى وحدات آلية متطورة مزودة بأحدث أنظمة الأسلحة والمعدات، مدعومة بمنظومة من أسلحة الإسناد من مدفعية الميدان والدفاع الجوي وهندسة القتال ومعدات متطورة من أنظمة الاتصالات فضلاً عن وحدات الإسناد الاداري من إمداد وتموين وخدمات طبية متطورة. فكان ينمو من كتائب إلى ألوية مكتفية ذاتياً بما تحتاج إليه من إسناد منتشرة في معظم قطاعات المملكة المختلفة. ان من الجدير ذكره في هذا المجال هو النظرة الثاقبة التي نظر بها - حفظه الله - للاستفادة من الآخرين عملا بالمأثور القائل «الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها» فقد اعتمد حفظه الله عام 1394ه خطة تطويرية لجميع وحدات الحرس الوطني مبنية وفق أحدث ما توصل إليه العلم والفكر العسكري، فكان ان فتح الفرصة للاستفادة من الآخرين الذين أتوا إلى المملكة وتعاملوا مع أبنائها وجهاً لوجه فكان ذلك عاملا مساعدا في تبادل الثقافات مع الآخر ومنحهم الفرصة للتعرف على بلادنا فأسست لنا قاعدة من الأصدقاء هناك ساعدوا في نشر الصورة الصحيحة التي رأوها. كما ساهمت في سفر العديد من منسوبي الحرس الوطني وعوائلهم إلى تلك البلاد مما ساهم أيضاً في التعريف بمبادئنا وأخلاقنا إلى الآخرين. ان ما حققه الحرس الوطني تحت قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لهو بحق نموذج بهي للنقلة الحضارية التي قفزتها بلادنا في فترة وجيزة بتحد خاص خلقته طبيعة تكوين المؤسسة ومسؤولياتها. ٭ مدير ادارة التدريب بالحرس الوطني