إن المتابع لتطور القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية لابد أن يقف احتراماً لكل الرجال الذين أسهموا في هذا التطور والذي جعل بلادنا تقف اليوم من بين أرقى دول العالم في المجال الصحي، وذلك بشهادة جميع المنصفين في العالم. حيث لا يخفى على ذي عقل حكيم ما تقوم به المملكة من مساع حثيثة من الارتقاء بالمجال الصحي والرعاية الطبية التي توفرها المملكة لمواطنيها وللمقيمين على أرضها من المسلمين وغير المسلمين. ولعل من أبرز رجالات بلادنا الذين أسهموا بشكل مباشر ومؤثر في هذا التطور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والذي بمتابعته وبعد نظره في أهمية الجانب الطبي جعل من الشؤون الصحية بالحرس الوطني وخلال سنوات توليه - حفظه الله - رئاسة الحرس الوطني مثالاً يحتذى. فقد أحدث - حفظه الله - نقلة نوعية كبرى في هذا المجال فمن عيادات صغيرة متنقلة وذات إمكانات محدودة جداً إلى مدن طبية ومستشفيات متكاملة ومنتشرة في جميع مناطق مملكتنا الغالية. حتى أصبح الحرس الوطني اليوم احد أهم القطاعات بعد وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين، بل وأصبحت مستشفيات الحرس الوطني مزاراً لطالبي العلاج القادمين من خارج المملكة أو داخلها. وكان لدعم خادم الحرمين الشريفين ومتابعته المباشرة - حفظه الله - لكل صغيرة وكبيرة الدور الأكبر في هذا التطور. وكان - حفظه الله - ذا نظرة مستقبلية ثاقبة وذلك عندما وجّه منذ البدايات الأولى بتدريب الأطباء السعوديين وتأهيلهم بشكل مناسب وذلك بابتعاثهم لاكمال دراستهم في أرقى الجامعات في العالم حتى يعودوا إلى أرض الوطن وهم يحملون مختلف التخصصات ومتسلحين بالعلم والتجربة الميدانية المهمة وذلك باحتكاكهم بمن سبقهم من الأطباء حتى يعودوا لخدمة وطنهم على اكمل وجه. كما ان المشاريع التي تقدمها صحة الحرس الوطني للبلاد وقاطنيها ما هي إلا نتيجة الدراسات المتتابعة والنظرة البعيدة للقيادة الحكيمة بمدى أهمية الرعاية الصحية والطبية للمواطنين ومن هنا بدأت المشاريع الطبية التي تخدم هذا المجال مباشرة حيث وضع خادم الحرمين الشريفين الحجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الطبية وفيها يتم قبول طلبة كلية الطب ليتم إعدادهم بالشكل الملائم وتخريجهم بعد عدد من السنوات أطباء متميزين ليخدموا هذا البلد وابناءه. وما تسطره لنا حكايات التوائم السيامية واليد التي أخذت بهذه المعاناة إلى طريق الشفاء وكان المركب الذي عبر من خلاله هؤلاء هو انسانية خادم الحرمين الشريفين التي جعلت من المعاناة طريقاً للفرح والسعادة وما هذا إلا دليل على اهتمام القائد وتلمسه لحاجات الناس للرعاية الصحية التي تخفف من معاناتهم وتمسح عنهم همومهم بصرف النظر عن اللون والعرق والعقيدة لكون اللمسات الإنسانية تعنى بالإنسان بصرف النظر عن أي شيء آخر. ولم يوجه - حفظه الله - بذلك إلا لثقته بالله أولاً ومن ثم بأبنائه الأطباء السعوديين والذين كانوا من غرسه - حفظه الله - حتى أصبح اطباؤنا مؤهلين ومسلحين بآخر ما تم التوصل إليه في المجال الطبي. وقد خطت المملكة خطوات واسعة وكبيرة في مجال فصل التوائم مسطرة أروع أنواع التلاحم بين انسانية الانسان على اختلاف الأديان والأجناس والأشكال والألوان وبين الاحساس بالحاجات لهذا الانسان. كما ان سلسلة المؤتمرات الطبية التي تواكب الأحداث العالمية المتعلقة بصحة البشر تقام بشكل دوري ومنتظم بناء على أوامر من القيادة الحكيمة رغبة منها في مواكبة جميع التطورات الصحية ووصولاً إلى الوقاية الكاملة وحرصا على صحة هذا الوطن ومواطنيه ولتمكين الطبيب السعودي من مواكبة الجديد في هذا المجال المتطور. إن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من تطور في المجال الطبي في مملكتنا الغالية لا يمكن أن يتم حصره بمقالة واحدة ولكن أردنا من خلال هذه المقالة أن نلقي بعض الضوء على دوره - حفظه الله - في المجال الصحي وإيمانه بأهمية الصحة وانها من أولوياته التي يوليها جل اهتمامه. ٭ معالي المدير التنفيذي العام للشؤون الصحية بالحرس الوطني