وقعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( KAUST) مع شركة داو للكيماويات (DOW) اتفاقية تاريخية لتشييد مركزها العالمي الجديد للأبحاث والتطوير في مدينة الأبحاث والتقنية في الجامعة، وسيتم بناء المركز -الذي تبلغ مساحته نحو 15000 متر مربع- بنفس طراز مراكز الجامعة البحثية المتطورة والحاصلة على اعتراف ليد (LEED) وهو نظام معترف به دولياً لتصميم وإنشاء وتشغيل مبانٍ صديقة للبيئة وعالية الأداء، وستستخدم شركة داو المركز في دعم أبحاثها في مجال تقنية معالجة المياه وأبحاث البحث والتنقيب وإنتاج النفط والغاز والمواد الرئيسة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال البناء -الذي تقوم به شركة نسما- في الربع الأول من عام 2018م، وسيقع مركز "داو" الجديد في مدينة الأبحاث والتقنية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تمثل بيئة محفزة للأعمال التي تستند إلى التقنية، حيث تمكن قاطنيها الاستفادة من مختبرات الجامعة المتميزة والتعاون مع أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين والطلبة الموهوبين. وأفاد جان-لو شامو -رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية- أنّ توقيع هذه الاتفاقية يأتي كخطوة مهمة ضمن جهود الجامعة لتحقيق رسالتها في دعم الاقتصاد المعرفي في المملكة وتطوير العلاقات البحثية الاستراتيجية مع الشركات والقطاعات الصناعية والتقنية المتقدمة. وقال زهير علاوي -رئيس شركة داو في المملكة- "إن انشاء هذا المركز هو مواصلة لالتزامنا الاستراتيجي في تعزيز الأبحاث والتطوير في المنطقة. إذ تدعم شراكتنا مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أهدافنا المتبادلة الرامية لتقديم حلول علمية لمجموعة من التحديات الكبيرة التي تواجه العالم، لا سيما تلك المتعلقة بالمياه والطاقة". كما صرح علاوي بأنه قد تم اختيار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لبناء واحتضان هذا المركز المتقدم لتوفر البنية التحتية البحثية والكفاءات البشرية المتميزة. وأضاف إنّه يوجد لدى شركة داو للكيماويات 5 مراكز أبحاث على مستوى العالم، ويعدّ المركز الذي أنشأته في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو المركز الوحيد للأبحاث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتستهدف شركة داو العقول السعودية الواعدة حيث سيتم في المرحلة الأولى من تشغيل المركز استقطاب أكثر من (50) باحثاً سعودياً في المجالات التي تنشط فيها الشركة. وأشار إلى أنّ شركة داو ترتبط بعلاقات متينة وطويلة مع منطقة الشرق الأوسط ، وتتمتع بحضور قوي في مجال صناعة البتروكيماويات، وأنشأت شراكات وعلاقات مع الشركات الإقليمية الرائدة لإنشاء مرافق ومنشآت بتروكيماوية متطورة في جميع أنحاء المنطقة. من جهته بيّن المهندس نظمي النصر -النائب التنفيذي لرئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية- أنّ شركة داو للكيماويات هي من الشركاء المؤسسين في برنامج التعاون الصناعي بالجامعة، والذي يهدف إلى تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية، وبدأ اتفاق التعاون بين شركة داو والجامعة في عام 2009م، ومنذ ذلك الوقت ساهمت شركة داو في عدة برامج ومبادرات تهدف إلى الاستفادة من الموارد الفكرية في الجامعة ودعمها، كما شيدت الشركة في عام 2014م محطة تحلية مياه تجريبية في الحرم الجامعي، لإجراء الدراسات التي تعنى بتقليص الطاقة المستخدمة في عمليات التحلية وتحسين الإنتاجية. وأضاف: "إننا نتطلع إلى المرحلة المقبلة من شراكتنا مع داو والتي ستبنى على الاستثمارات المشتركة لتطوير المواهب ودعم الأفكار والابتكارات المؤثرة، وهو ما يتماشى مع رؤية الجامعة في أن تكون واجهة للتعليم والبحث العلمي والتقني وعضواً فاعلاً ضمن منظومة القطاعات المساهمة في وضع الحلول الاستراتيجية للتحديات العلمية التي تواجه المملكة والبشرية جمعاء"، مؤكّداً على أنّ هذا المشروع يمثل قفزة نوعية في الاستثمار في البحث العلمي في المملكة، من حيث قيام شركة عالمية مثل داو بالاستثمار في تشييد مركز عالمي متقدم للأبحاث والابتكار في أرض المملكة العربية السعودية، في داخل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.