سعادة رئيس تحرير «الرياض» الموقر، السلام عليكم رحمة الله وبركاته.. الموضوع: مقال الصحة تتحسن عند تناول الدهون المشبعة المنشور في العدد (17279). إشارة لما نشر في «الرياض» العدد 17279 بتاريخ الخميس 2/1/1437ه الموافق 15 أكتوبر 2015م تحت عنوان (الصحة تتحسن عند تناول الدهون المشبعة) للكاتبة دكتورة شريفة محمد العبودي وكان مصدرها كتاب صدر عام 2014م بعنوان (الدهون - المفاجأة الكبيرة: لماذا يجب أن تعد اللحوم والأجبان والزبدة أجزاء من النظام الصحي) وحيث حوى مقالها أن الشحوم وهي طعام مفضل لكل سكان الأسكيمو وحسب ما جاء بالمقال أن 70 - 80٪ من السعرات الحرارية التي يستهلكونها مصدرها الدهون. وذكرت تجربة عالم في علم الإنسان من جامعة هارفارد (فلهاديمور ستيفانيسون) الذي عاش مع الاسكيمو السكن الأصليون في القطب الشمالي وأكل ما يأكلون وبعدها كتب كتابه هذا.. نفيد سعادتكم بالتالي: 1) إن البيئة التي يعيش فيها سكان الاسكيمو (ستة أشهر) درجة الحرارة تحت الصفر حتى تصل إلى (-20) لذا لا تتكاثر فيها الميكروبات الممرضة للإنسان التي تتعايش في درجة حرارة (4 إلى 37) درجة مئوية. 2) إن الدهون تزود بالسعرات الحرارية التي يحتاج إليها جسم الإنسان (واحد جرام يزود ب 9 سعرات حرارية) لتحافظ على درجة حرارة الجسم حوالي (37* عند وصول درجة الحرارة الجو تحت الصفر. ولحكمة يعلمها الله تتوافر لديهم في الاسكيمو الأطعمة الغنية بالدهون. 3) إن مصدر فتامين (ج) وبعض العناصر الغذائية الأخرى التي تتوافر في الأطعمة النباتية لسكان الاسكيمو أثناء فترة الصقيع مصدرها مشروبات مصنوعة من الأعشاب والفواكه وكذلك الأطعمة النيئة لاحتوائها على كمية من فيتامين (ج). إذ إن الطبخ يؤدي إلى تكثير فيتامين (ج) وغيره من المركبات الحيوية الأخرى التي توجد في الخضراوات والفواكه، علماء أن الجو بمناطق سكان الاسكيمو (ستة أشهر) مشمسة حيث تتوافر فيها الخضراوات والأعشاب ويتناولون في تلك الفترة كمية من الخضراوات ومشروبات من الأعشاب والفاكهة. 4) إن كل التوصيات العالمية من منظمة الصحة العالمية والجمعيه الأميركية لأخصائيي التغذية والدليل الغذائى السعودي جاء متطابقاً مع عنوان الكتاب الذي كان مصدرا لكتابة مقالها (لماذا يجب أن تعد اللحوم والأجبان والزبد أجزاء من النظام الصحي) حيث اللحوم وبدائلها والأجبان تعد أحد أطعمة مجموعة الحليب ومشتقاته، والزبد الذي مصدره الحليب يعد من المجموعات التي يجب تناولها بكميات بسيطة، إذ إن الغذاء الصحي يجب أن يشتمل على أطعمة من المجموعات الغذائية المختلفة (مجموعة الحبب والخبز - مجموعة الخضروات والفواكه - مجموعة الحليب ومشتقاته - مجموعة اللحوم والأسماك وبدائلها) إضافة إلى كمية بسيطة من الدهون والسكريات. إن عنوان مقالها (الصحة تتحسن عند تناول الدهون المشبعة) لا يتماشى مع الدليل الغذائي الأمريكي والدليل العذائي البريطاني والدليل الغذائى السعودي وغيره من التوصيات الصحية العالمية بخصوص الغذاء الصحي، ووجد في دراسة نشرت في مجلة القلب الكندية عام 2014م أن معدل الإصابة بأمراض القلب وأمراض السكتة الدماغية لسكان الاسكيمو هو نفس نسبة الإصابة لدى الأمريكيين والأوروبيين. كما اثبتت عدة دراسات علمية والتوصيات العالمية المهتمة بالغذاء مثل منظمة الصحة العالمية والهيئة العامة للغذاء والدواء الأمريكية وجمعية أخصائيي التغذية الأمريكية وجمعية أخصائيي أمراض القلب إن الغذاء الصحي هو الذي يشتمل على الأطعمة من المجموعات الغذائية الرئيسية المختلفة مثل أطعمة من مجموهة الحبوب والخبز ومجموعة الخضراوات ومجموعة الفواكه ومجموعة اللحوم وبدائلها ومجموعة الحليب ومشتقاته. وقد إشارت جمعية أخصائيي التغذية الأمريكية American Dietetic Association في عدة دراسات منشورة إن تناول الدهون المشبعة له ارتباط وثيق بزيادة الوزن وبأمراض القلب الوعائية والجلطة الدماعية. وأوصت بأن لا تزيد كمية الدهون المشبعة عن 10٪ من كميات السعرات الحرارية للفرد. وفي حالة إصابة الشخص بأمراض القلب الوعائية أو زيادة الكوليسترول الضار بالجسم تخفض النسبة لتكون (ألا تزيد كمية الدهون المشبعة على 7٪ من كميات السعرات الحرارية اليومية للفرد). كمية الدهون لبعض المجتمعات البشرية إن أكثر المجتمعات التي تتناول أغذية غير صحية هما الاسكيمو (الذين يعتمدون على اللحوم) وبعض النباتيين (الذين يعتمدون على الأطعمة النباتية الخالية من اللحوم)، وفي الغالب وجد أن 50٪ من مصدر الطاقة للاسكيمو هي من الدهون و30 - 35٪ من البروتينات وحوالي 15٪ من الكربوهيدرات وللأمريكان كانت الدهون تمثل حوالي 40٪ من الطاقة، والمجتمعات التي تتبع لنوع من حميات نباتية غالباً ما يتكون من الأزر والفواكه يسمى (Kemper Diet) انخفضت نسبة الدهون لنحو 5٪ من مصدر الطاقة. علماً أن الدهون المتناولة بها دهون إحادية غير متشعبة ودهون متعددة غير متشبعة وكذلك أوميغا -3 والذي له علاقة للوقاية من أمراض القلب الوعائية. مصدر فيتامين (ج) للاسكيمو إن غذاء الاسكيمو غالباً ما يحتوي على تناول اللحوم الطازجة وهي نيئة غير مطبوخة في موسم الشتاء حيث درجة الحرار تحت الصفر التي قد تمتد لستة أشهر ومعها بعض المشروبات التي غالباً ما تصنع من النبات مثل الفواكه والأعشاب. بينما في فصل الصيف يتناولون أطعمة نباتية إضافة إلى الأطعمة الحيوانية، وأن كمية فيتامين (ج) في أحد أنوات الأسماك (artic char) التي يتناولها الاسكيمو في الشتاء غير المطهية هي 8٫5 مليجرام لكل 100 جرام من السمك وتنخفض ل 0٫8 مليجرام لكل 100 جرام بعد الطبخ لمدة 10 دقائق فقط. إن كمية فيتامين (ج) في لحوم الفقمة (ingedR seal) أحد الحيوانات التي يتناولها الاسكيمو في الشتاء غير المطهية هي 3 مليجرام لكل 100 جرام من اللحم و35 مليجرام لكل 100 جرام من الكبد وتقل بعد الطبخ حسب مدة الطبخ ودرجة الحرارة. لذا نجد أن الاسكيمو حتى في فصل الشتاء يتناولون كمية كافية من فيتامين (ج) وغيره من العناصر الغذائىة التي تتوافر في الخضراوات والفواكه واللحوم غير المطبوخة. متوسط العمر المتوقع إن متوسط العمر المتوقع للأمريكان فوق ال 70 سنة بينما للاسكيمو أقل من 60 سنة واثبتت الدراسات أن سكان الاسكيمو نادراً ما تجد الذين أعمارهم فوق ال 60، علماً أن الامريكان يتناولون دهون مشبعة أقل من الاسكيمو إضافة للأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة التي تتوافر في الخضروات والفواكه. وللأمية صحة المجتمع السعودي نرى أن يتم نشر هذا الرد بصحيفة «الرياض» لتعم الفائدة. وتقلبوا سعادتكم أطيب تحياتي. وزارة الصحة المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية أ. مشاري بن حمد الدخيّل