نستمر في تناول أدوية الأمراض المزمنة خلال فصل الشتاء كما كان الوضع عليه سابقاً، ولكن، ماذا عن تغييرنا لبعض العادات اليومية خلال فصل الشتاء وتأثيرها على الأدوية؟ وأيضاً هل تؤثر بعض الأطعمة التي تكثر في فصل الشتاء على أدويتنا؟ وماذا عن تعارض الأدوية التي يكثر استخدامها خلال هذا الموسم مع أدويتنا اليومية؟ في جعبتنا الكثير من التساؤلات عن الأدوية خلال هذا الموسم، لذلك، سنحاول سرد كل ما يهم القارئ عن الاستخدام الآمن للأدوية في هذا الموسم بإذن الله. بدايةً، إن تداخلات الأدوية مع بعضها أو مع الأطعمة قد يؤثر على فعالية الأدوية إما بنقص فعاليتها أو زيادة الفعالية وبالتالي زيادة سميتها وظهور الأعراض الجانبية على الجسم، فمن الضروري تفادي تلك التعارضات للحصول على الفائدة المرجوة من العلاج وتفادي الأعراض الجانبية ومخاطر الأدوية بإذن الله. من العادات اليومية التي قد تؤثر على فعالية الأدوية وقد لا نلقي لها بالاً هي التدفئة! نعم، فإن تدفئة المنزل واستخدام أجهزة التكييف أو الدفايات الكهربائية وخاصة إن كانت بالقرب من أدويتنا قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة عن الدرجة المطلوبة لحفظ الأدوية وبالتالي التأثير على صلاحية بعض الأدوية بسبب عامل الحرارة، لذلك، ننصح بحفظ الأدوية بعيداً عن أماكن التدفئة وفي درجة حرارة مناسبة بحسب تعليمات الصيدلي. يكثر تناول أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات في فصل الشتاء، ويكثر استخدام أدوية للرشح والبرد خلال هذا الموسم، فلا بد من الانتباه من تعارض تلك الأطعمة أو الأدوية مع أدويتنا التي نستخدمها بشكل يومي. نذكر على سبيل المثال تناول عصير الجريب فروت يتعارض مع بعض الأدوية مثل أدوية الحساسية المضادة للهيستامين كالسيتيريزين (Cetirizine) وأدوية ضغط الدم المرتفع التي تعمل عن طريق تثبيط قنوات الكالسيوم مثل علاج الأملوديبين (Amlodipine) والأدوية المثبطة للمناعة مثل التاكروليمس (Tacrolimus) والسيروليمس (Serolimus) والسيكلوسبورين (Cyclosporine) أدوية ارتفاع نسبة الدهون في الجسم مثل السيمفاستاتين (Simvastatin) الأتورفاستاتين (Atorvastatin)، كما أن استخدام مسكنات الألم المحتوية على الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو الأسبرين (Aspirin) أو البروفين (Ibuprofen) وأيضاً الفيتامينات المتعددة (Multivitamins) وبعض الأعشاب والمواد الطبيعية مثل الجينسنج والثوم والزنجبيل والشاي الأخضر والأغذية المحتوية على فيتامين ك (K) مثل الأوراق الخضراء وعصير التوت البري والكبد البقري كلها تتعارض مع استخدام علاج الوارفارين (Warfarin)، تأثير هذه الأدوية أو الأطعمة مع استخدام علاج الوارفارين يختلف باختلاف الدواء أو الغذاء، وقد يكون من الصعب توقعه أو تحديد نتيجته. لذلك بعضها يجب تجنب استعمالها، والبعض الآخر قد تحتاج متابعة أكثر لتحليل الآي إن آر "INR" عند البدء في استخدام العلاج الجديد أو التوقف عن استخدامه أو التغيير في نمط تناول الأطعمة بحسب تعليمات الصيدلي أو الطبيب المعالج. وفي الختام، تطرقنا في هذا المقال لبعض الأمثلة الشائعة للتداخلات الدوائية، ولكن هناك الكثير من التداخلات الدوائية الأخرى، لذلك ننصحك دائماً بالرجوع إلى طبيبك المعالج أو الصيدلي عند حدوث أي تغيير في أدويتك المعتادة وقبل البدء في استخدام أي علاج جديد، تذكر بأنه لا يتوجب عليك الامتناع عن بعض أنواع المأكولات، ويمكنك تناولها بالكميات التي اعتدت عليها من قبل، فكن محافظاً على نفس الكميات واستمر على نفس عادات الأكل الخاصة بك وأخبر طبيك المعالج عن أي تغير في عادات الأكل حتى يتمكن الفريق الطبي المعالج من تقديم النصيحة الطبية وعمل الإجراءات والتغيرات اللازمة سواءً عن طريق تغيير جرعات بعض الأدوية أو الفصل بين الأدوية أو الأدوية والأطعمة بفترة محددة. * قطاع الرعاية الصيدلية