عندما يحل فصل الشتاء يكثر استخدام بعض الأدوية للسيطرة على أعراض البرد والزكام، فما مدى أمان تلك الأدوية على الجسم وخاصة الكلى..؟ عند الحديث عن مرضى الكلى، فلابد من معرفة بأن الجسم لا يتخلص من المواد الضارة بالشكل المطلوب، مما قد يؤدي إلى تراكمها في الجسم وتكون النتيجة هي مضاعفات ومشاكل صحية عديدة، لذلك لا ينبغي لمرضى الكلى استعمال بعض الأدوية التي قد تضر بهم فيلجأ الطبيب والصيدلي إلى البدائل الأكثر أماناً أو تغيير جرعات الأدوية التي لها تأثير على الكلى. وبالنسبة للشخص السليم؛ فقد يحدث ضرر بالكلى أو مضاعفات إذا تم استخدام الأدوية بجرعات زائدة أو لفترة طويلة أو إذا تم استخدام أكثر من علاج له تأثير على الكلى في نفس الوقت. من أكثر الأدوية شيوعاً في فصل الشتاء مضادات الهيستامين أو الحساسية ومضادات الاحتقان وأدوية السعال، تعتبر هذه الأدوية آمنة على الكلى مع الاستخدام الصحيح، ولكن ينبغي ملاحظة أن بعضها يحتاج إلى تقليل الجرعة لمرضى الكلى، كما أن بعض هذه الأدوية يزيد من ارتفاع ضغط الدم مما له الأثر السلبي على الكلى. أما مسكنات الألم وخافضات الحرارة، فينبغي معرفة بأنه يوجد عدة أدوية تحتوي على نفس المادة الفعالة ولكن بأسماء تجارية مختلفة، فينبغي التأكد من الصيدلي قبل إضافة أي علاج جديد حتى لا تضاعف الجرعة وتزيد من احتمالية الإصابة بالأعراض الجانبية ومنها التأثير على الكلى. كما ينبغي ملاحظة أن الاستخدام الزائد عن الحاجة قد يؤدي إلى بعض أمراض الكلى وخاصة استخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب اللااستيرويدية مثل البروفين، فقد تصل نسبة الإصابة بأمراض الكلى بسبب الاستخدام الخاطئ لمثل هذه الأدوية إلى 5%. حتى الفيتامينات قد يكون لها تأثير على الكلى عند استعمالها بجرعات عالية وذلك عن طريق ترسب حصوات على الكلى، ومثال ذلك فيتامين ج. وفيما يخص المضادات الحيوية الجدير بالذكر هنا بأن معظم أعراض البرد والزكام التي نصاب بها في فصل الشتاء تكون بسبب الفيروسات وليست البكتيريا، وبالتالي لا نجد تأثيرا من المضادات الحيوية على تلك الفيروسات، بالإضافة إلى أن الإفراط في تناول تلك المضادات له تأثير سلبي على الكلى كما أنه يزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مماينتج عنه صعوبة علاج الأمراض البكتيرية واللجوء إلى مضادات أقوى وتكون تأثيراتها الجانبية أكثر. ينصح باتباع التعليمات التالية للحد من تأثير الأدوية على الكلى: - لاتلجأ إلى استخدام علاج جديد من غير استشارة طبية عن طريق نصيحة أشخاص غير مختصين، فقد تختلف حالتك عن حالتهم. - تجنب استخدام المسكنات وخافضات الحرارة لفترة طويلة، راجع الطبيب إذا احتجت إلى استخدام المسكنات لأكثر من أسبوع أو خافضات الحرارة لأكثر من 3 أيام. - أخبر طبيبك والصيدلي الذي تتعامل معه عن كل العقاقير التي تتناولها ومشاكلك الصحية. - قد تحدث مشكلات خطيرة للكلى أثناء تناولك لبعض الأدوية أو بعد توقفك عن تناولها، وقد تزداد الخطورة مع كبار السن، فيجب أن تخبر طبيبك فورًا إذا لم تعد قادرًا على التبول أو إذا حصل تغير في كمية البول أو لونه، وتذكر أنبعض الأدوية تغير لون البول أو البراز بشكل طبيعي وسيعود اللون إلى طبيعته بعد التوقف عن استعمال الدواء. - تأكد من قراءة نشرة الدواء والتحذيرات المذكورة قبل البدء في العلاج. - أكثر من شرب السوائل حتى تساعد الكلى على التخلص من المواد الضارة من الجسم. وتذكر بأن جميع الأدوية قد تسبب آثاراً جانبية على الكلى أو الجسم ومع ذلك بعض الناس قد لا يصابون بأي من الآثار الجانبية أو قد يصابون ببعض الآثار الجانبية البسيطة، لذا يجب مراعاة استخدام الأدوية بطريقة آمنة وعدم الإفراط في استخدام الأدوية اللاوصفية وتناول الجرعات الموصوفة بشكل صحيح. * قطاع الرعاية الصيدلية