تعد الابتسامة نافذة مشرعة للدخول إلى أعماق النفوس وبوابة لولوج القلوب، خاصة أثناء الحوار والمناقشات والتعامل مع الناس. يقول الكاتب الأميركي ديل كارينجي: إن الأفعال أبلغ من الكلمات، أما الابتسامة فهي تقول: "أحبك لقد جعلتني سعيداً". فالابتسامة طريق للسعادة، لأنها تنتزع من الناس المحبة وتنشر الراحة والاسترخاء في النفوس. والشعب الياباني من أكثر شعوب العالم تبسماً، لأنهم يعتقدون أن الحظ يأتي لمن يبتسم! ولكن لماذا يحب اليابانيون الابتسام من وجهة نظر فسيولوجية؟ لأن الابتسامة تحرك في الوجه 17 عضلة فقط، بينما يحتاج العبوس إلى تحريك 43 عضلة.. فلماذا نجهد عقولنا وأجسادنا لتكلف العبوس، فالسعادة تكمن في البساطة! إن الابتسامة الصادقة تحمل المحبة والسعادة والتعاطف مع الآخرين. الابتسامة أمل للبائس وسعادة للمكلوم. إنها منحة من الله لا تباع ولا تشترى، لكنها تصنع تياراً من الفرحة في النفوس والمشاركة في المشاعر والأحاسيس. كما أن الابتسامة صدقة كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة". وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق".. فأنت بالابتسامة والثعر الضاحك تجلب السعادة لمن يلقاك وتضفي مزيجا من التعاطف والمحبة في المكان الذي تعيش فيه. لقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أعظم الناس قدراً، وأعلاهم شرفا، ومع ذلك كان أكثر الناس تبسماً.. كان صلى الله عليه وسلم يمتلك عقول ونفوس أصحابه بابتسامته المشرقة، ليفوز بقلوبهم أفراداً وجماعات للدخول في دين الله أفواجاً. لقد كسب الإسلام قلوب الناس بالمحبة والود ونشر الابتسامة الصادقة. والحكمة الصينية القديمة تقول: "الإنسان الذي لا يملك وجهاً باسماً، يجب ألا يفتح متجراً".. لأن الابتسامة تنشر الخير والسعادة وتحرك الناس لمزيد من البذل والعطاء.. وكما يقول المثل الصيني فإن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأضيف لها ابتسامة تجلب السعادة لمن يبدأ رحلة الحياة.. A Journey of a thousand miles begins with a single step..and a smile