سجلت آخر الإحصائيات في نسب البطالة قرابة 651 ألف عاطل بين المواطنين بمعدل 11 %، الأمر الذي حدا بالبعض إلى اقتحام عالم الاعمال الحرة وباب المشاريع الصغيرة بغية تأمين دخل ثابت واستقلال مادي، أو لزيادة مستوى الدخل الشهري لدى البعض، فيما بلغت نسبة الرضا عن نتيجة هذه الأعمال عند البعض إلى حد الاستقالة من وظائفهم التي تعتبر – بالنسبة لهم - مملة وروتينية مقابل العمل الحر المليء بالإبداع والتجديد، على الرغم من اصطدامهم بالعديد من المصاعب والعقبات. وقد سجلت الساحة الاقتصادية والتجارية ظهور العديد من الأسماء الشابة الناجحة التي وظفت وسائل التكنولوجيا الحديثة والأساليب المتجددة في التسويق بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي اختصرت عناء وجهد سنوات طويلة. 20 ألف ريال تؤسس مشروعاً بداية يقول عبد المجيد العازمي: بدأت قصتي من 2013 عندما كنت مسافرا الى تركيا في رحلة سياحية مع بعض الأصدقاء، وكما جرت العادة عند العودة للديار نقوم بشراء بعض الأواني المنزلية كهدايا للأهل والأصحاب، والمفاجأة كانت عندما نالت هذه الأواني إعجابهم بألوانها وأشكالها الفريدة، مع الوقت زاد الاعجاب حتى خرج من دائرة الاهل الى المعارف، حيث سجلنا مجموعة من الطلبات لجلبها المرة القادمة من تركيا مع اخذ عمولة بسيطة. واضاف عندها انطلقت شرارة الفكرة جديا، حيث كنا وقتها ثلاثة اشخاص وبدأنا برأس مال بسيط حوالي 20 ألف ريال فقط، اعتمدنا التسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي كبداية، ومع مرور الوقت استطعنا تكوين قاعدة ضخمة من الزبائن بلغت ما يقارب اربعة آلاف زبون. ويبين العازمي ان عدد الشركاء المنضمين الينا بلغ الان ما يقارب عشرة أشخاص، حيث نعمل على الانتهاء من متجر الكتروني يشمل استيراد الأواني المنزلية من تركيا وبلجيكا وكندا وايطاليا، وسنفتتح قريبا متجرنا الأول في مدينة الرياض. حلم الطفولة أصبح حقيقة افنان عبد الله الجهني - طالبة جامعية - من القصيم تبلغ من العمر 21 سنة، كانت تحلم في طفولتها بالشرائط والألوان والاقمشة، تمزجها معا لتصبح فساتين جميلة للدمى والعرائس، كبرت أفنان وكبر الحلم معها حتى أتت الفرصة بشكل غير مخطط له لتنطلق الشرارة الأولى لمشروعها، وقتها لمن يكن لديها من الإمكانات الا موهبتها التي لم تخذلها أبدا، وبدعم وتشجيع مستمر من والدتها، ووالدها الذي ساعدها بتوفير رأس المال، أصدرت مجموعتها الأولى بعد مدة. تقول افنان: لقلة خبرتي وتسرعي حصلت بعض الإخفاقات والأخطاء فيها، والتي استطعت أن أتلافى الكثير منها بعد إصدار مجموعتي الثانية، حيث عملت بتأن الأمر الذي مكنني من إتقان التفاصيل وبحمد الله لقيت المجموعة إقبالا جيد. وتزيد افنان الجهني: على الرغم من أنني لم أدرس التصميم والأزياء فأنا طالبة في كلية العلوم والآداب، الا أنني وبإذن الله سأكمل مشروعي بعد التخرج وسابدأ من حيث انتهى الآخرون، وقد انتهيت الان من اخر مجموعة، استغرق العمل فيها قرابة الشهرين. وتختتم أفنان حديثها بقولها: أوجه كلامي لبنات جيلي وأقول بأن النجاح ما هو الا مجموعة إخفاقات تصعد بك نحو القمة، فلولا فضولي واستغلال أوقات فراغي بالتجربة والممارسة وإصراري على أن أصنع بصمتي لربما اندثرت الموهبة. استغلال المهارات للتطوير قصة أخرى مختلفة تماما من حيث الهدف ونوعية النشاط حيث يقول الشاب عيسى العيسى: كان اقتحام سوق العمل الحر بالنسبة لي بغرض زيادة ورفع مستوى الدخل واستغلال مهاراتي الإدارية التي اكتسبتها في وظيفتي الحالية لبناء مشروع شخصي لي، حيث انطلقنا قبل سنتين لبدء أولى أفكار المشروع مع شركائي عبد الله وفيصل المعشوق، حيث كانت الفكرة تغيير الفكر التقليدي والسائد في تجهيز الحفلات، وتنظيم عيسى العيسى الحفلات والمناسبات بديكور عصري وفريد، حيث تشكل المناسبات السعيدة جزءا من ذاكرة الإنسان ولا يمكن ان تنمحي، عندها بدأنا جمع المعلومات ودراسة السوق المحلي ومعرفة خباياه وانطلقنا بثقة ورؤية مختلفة. واردف العيسى: لا أنكر وجود العديد من العقبات ولكن مع الإصرار تغلبنا عليها وبدأ العمل يتوسع ويكبر، وبحمد الله أشرفنا على تنظيم العديد من المناسبات والزواجات ولكن هدفنا الان لا يقف عند حد بل نطمح بإذن الله إلى تكوين طاقم سعودي متكامل يشرف على التنظيم والتصميم والتنسيق والضيافة. الإصرار حليف النجاح وتوضح الشابة الجامعية خلود الكثيري – 25 سنة - من المدينةالمنورة، بقولها: بدأت حكايتي قبل عدة سنوات عندما كنت اخبز الكعك والحلويات في المنزل الذي أجد بعده كل عبارات المدح والثناء، ومع مرور الأيام قدمت الي بعض الصديقات اقتراحا ان اعرض بعض ما اطهوه في المنتديات لعلها تلقى ترحيبا، وبالفعل اتى الزبون الأول، وتم بيع اول طبق حيث نال اعجابه واستحسانه، بعدها زاد الحماس لدي لإكمال المسيرة مع التطور والتجديد. وتضيف خلود رأيت صديقاتي من حولي كل واحدة تبرع في مجال مختلف، فاقترحت ان ينضموا الى مشروعي لنصبح فريق عمل متكامل، وعلى رغم قلة الإمكانات المتوفرة لدينا فمعظم تجهيز الطلبيات مما يتوفر بالمنزل ألا أننا حققنا نجاحا باهرا. وتشير إلى أن المشروع في بدايته لم يكن مخططا له أن يصبح مصدرا ثابتا للدخل فالصنعة كانت بالنسبة لنا هواية وشغفا لا أكثر فنحن نستمتع بما ننتجه وتسعدنا آراء الزبائن، مضيفة واجهتنا بعض الصعوبات التي لم نستسلم لها، ومن أبرزها عدم توفر العديد من المستلزمات التي نحتاجها خاصة لدينا في المدينةالمنورة، وصعوبة الحصول على مندوب توصيل طلبات بأسعار رمزية، لكن لولا دعم الأهل والأصدقاء وتحفيزهم لما استطعت الاستمرار بالتميز، تشير خلود الى ان الصعوبات لا تنجلي فهي مستمرة طالما الشخص المثابر ماضٍ في طريق النجاح. الرؤية المختلفة وتوضح كوثر حسين بدأت قصتي قبل سنة ونصف عندما لاحظت اهمية وجود وحضور القهوة في المناسبات والحفلات كعنصر اساسي في الضيافة السعودية، والتي تمتاز بعراقتها وثبات مكوناتها عبر الزمن، وقتها اخذت الفكرة بشكل جدي وسرعان ما تحولت الى واقع، فبدأت انا وابنتي في تنفيذها. تقول: اخذت اجوب البلاد بحثا عن اجود انواع البن والهيل، حتى انتجت خلطتي الخاصة بإعداد القهوة والتي راعيت فيها اختلاف الاذواق في إضافة بعض المكونات التي تختلف من منطقة لأخرى بالمملكة. وبعد مضي مدة من الزمن توجهت الى الضمان الاجتماعي حيث تم دعمي هناك بمبلغ من المال استطعت بعدها التوسع في عملي، وعرضت منتجاتي في مجموعة من المعارض، وأصبح لدي زبائني الذي يثقون في منتجاتي. فكرة إبداعية في نماذج تنظيم الحفلات لاقت النجاح شابة أخرى طرحت منتجها الخاص بالقهوة العربية ولاقى إقبالا كبيرا شابة طموحة بدأت مشروعها بمجهود ذاتي وانطلقت في عالم النجاح العازمي بدأ مشروعه باستيراد الأواني والهدايا