انطلقت المرأة السعودية في كافة المجالات العملية مثبتة جدارتها في كل ما تخوضه كمديرة، وموظفة، وعالمة، وغيرها من المهن، أما هذه المرة فقد نجحت سعودية وأثارت الإعجاب في عمل قلما تخوضه مواطنة، وهو مجال الضيافة. في إحدى المناسبات تفاجأت الحاضرات بمضيفات يقدمن فناجين من القهوة التركية تصحبها لهجة سعودية تقول "تفضلي"، وتبين عندها أن المضيفة سعودية تصنع القهوة بنفسها، وتقدمها بيدها لضيوف الحفلات والزواجات والمناسبات المختلفة. صاحبة مشروع "قهوتي" للضيافة هبة حسين التي بدأت منذ خمس سنوات قالت إلى "الوطن" إنها سيدة منزل، ولاتحتاج للعمل، إلا أنها سمعت ورأت أن مهمة الضيافة دوماً ما تمتهنها عاملات آسيويات، وهن عادة لا يراعين النظافة أو الترتيب، ومن هنا بدأت الفكرة. وأضافت "هدفت فكرتي إلى تجميع معارفي من خريجات الجامعة أو الثانوية العامة من العاطلات للعمل في مشروع واحد، ومن هنا استقطبت عدداً جيداً وصل حالياً إلى ثلاثين فتاة يعملن معي، أعطيهن الحرية في أوقات العمل دون إجبار بليالٍ محددة، فمنهن من قررت إكمال تعليمها، أما أصغرهن فهي في الثامنة عشر من العمر، وفي النهاية فلإن المسؤولية هي الحد الفاصل في العمل، فأنا أقبل كل من يتقدمن للعمل". وتشير هبة إلى أنها تجري في البداية مقابلة مع كل فتاة، يكون محورها الأساسي التعرف على شخصيتها من ناحية دورها داخل المجموعة، والتعرف على حالتها النفسية، وظروفها المنزلية، مبينة أن المشكلة الوحيدة التي تصادف الكثيرات تتمثل في التأخر في العودة للمنزل خصوصاً للجديدات. وتؤكد أن رأس مال مشروعها لم يكلف كثيراً، إذ إنه لم يتجاوز 5000 ريال سعودي فقط لشراء المواد الأساسية من غاز وموقد وفناجين، وغلاية ماء كهربية، مع بعض أدوات المطبخ وطاولتين، وتجهيز زي موحد للفتيات"، لافتة إلى أن فكرة المشروع بدأت بالتعامل مع محلات تجهيز طاولات الأفراح. وعن نظرة المجتمع للفتيات اللاتي يعملن في مجال الضيافة، أجابت بكل ثقة :"الجميع ينظر إليهن بكل احترام، وأنا في وجه المدفع دوماً، وأكون واجهة الحفل، وعملي أساساً جاء ليريح السيدة من عناء تجهيز الضيافة للحضور، وكما نعاملها تعاملنا، لذلك يكون لزاماً على المضيفة أن تفكر قبل أن تنطق بأي كلمة". وتتراوح الأسعار لدى هبة حسب حجم الحفل ونوعه، ووفق اشتراطات صاحبة الحفل؛ فإذا كان عدد الحاضرات يقارب الخمسين تطلب هبة 2500 ريال فقط، لكنها تؤكد أن لديها عروضاً مختلفة طوال العام، كما تضيف على ضيافتها بعض اللمسات دوماً لتجذب زبوناتها كنافورة القهوة، ونافورة الشوكولاتة. تقول هبة أنها تقدم أنواعا متعددة من القهوة منها الفرنسية بكل أنواعها، والميلانيا والكابوتشينو المعروف، والموكا، والقهوة التركية، وتبتكر بين الحين والآخر أنواعا جديدة مثل قهوة الجالكسي، والمارس، ولا تعلم هي شخصيا ماذا سيكون ابتكارها التالي. وتشير إلى أن حب القهوة وحب تجربتها هو ما دفعها لتعلم صنعها بنفسها، وتقول "كانت البداية بنوعين هما الفرنسية والتركية، وحالياً بدأت الاعتماد على الفتيات بعد أن كنت أقوم بعملي بنفسي، لأن الإقبال أصبح جيداً، وبدأت بتقسيم الفتيات إلى مجموعات أوزعهن على المناسبات، ليكون هناك أكثر من مناسبة في كل ليلة، وفي كل منها يجب أن تكون هناك من تجيد صنع القهوة". ولا تكتفي هبة وفتياتها بالمنطقة الشرقية، فمناسباتهن تشمل الدمام والخبر والقطيف ورأس تنورة والأحساء، وتشير إلى أن هناك دعوات تأتيها من قطر والبحرين، أما الدعوة المقبلة التي ستلبيها ستكون إلى عمان خلال الشهرين المقبلين.