صرح الدكتور جاسر الحربش المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع"، عن أهمية الحرف والصناعات اليدوية، حيث تمثل إرثاً وهوية وطنية للشعوب، وعاملا مهما يساعد في نمو الحركة التجارية والسياحية، وحيث تساهم في تنشيط الأسواق وجذب السياح. وعندما نتحدث عن الحرفيين بالمملكة فلابد من الإشادة بهم وبدورهم البارز في المهرجانات التراثية والثقافية. وأوضح د. جاسر الحربش المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع" أن البرنامج وطني للحرف والصناعات اليدوية بدأ تنفيذه عام 1433. حيث كانت فكرة البرنامج قد بدأت قبل 6 سنوات. حيث بلغ عدد المسجلين حتى الآن 1500 حرفي وحرفية، وسنعمل حتى يصل عدد الحرفيين السعوديين المسجلين إلى 10 آلاف بإذن الله. واستطرد حديثه قائلا: ان برنامج بارع يدعم ويشجع الحرفيين والحرفيات من خلال تيسير التمويل وتوفير نقاط بيع ليعرضوا فيها منتجاتهم وتنظيم مشاركتهم في المهرجانات الوطنية والمعارض، لتوفير فرص لبيع منتجاتهم. وضمان فرص عمل ودخل ثابت لهم. توقيع اتفاقية مع بنوك للتدريب على الحياكة والنسيج.. وإنشاء أماكن دائمة في الأسواق وأوضح أن برنامج بارع يوفر الدعم عبر تدريب الحرفي، ودعوته بالفعاليات والمناسبات وتوفير أماكن له. هذا بالإضافة إلى توفير تكلفة السكن والطيران إذا كان خارج منطقته. وعلى صعيد متصل، تمت تغطية تكاليف حرفي سعودي ذهب للمشاركة في إسطنبول. وأضاف أن العقبة التي كانت توجهنا هي توفير أماكن ثابتة للحرفيين، حيث عملنا على تقليص تلك العقبة عبر اتفاقيات مع بعض الأسواق لإنشاء أماكن دائمة للحرفيين. هذا بالإضافة إلى اتفاقية بارع مع الضيافة التراثية حيث سيعمل البرنامج بموجب الاتفاقية على توظيف الحرفيين في إنتاج منتجات وتجهيزات التصميم الداخلي لفنادق التراث بحيث تعكس التراث الثري للمملكة والعالم الإسلامي، والتعاون في مخططات التصميم الداخلي المستوحاة من الحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي. وهناك أيضا جمعيات تتعاقد مع الحرفيين في مختلف مناطق المملكة لعرض منتجاتهم مثل شركة فنون التراث بالرياض، وجمعية الأيدي بجدة، وجمعية حرفة بالقصيم، وجمعية طيبه بالمدينة، وفتاة الأحساء بالأحساء. وهناك أيضا مركز الحرف والصناعات اليدوية بالبيوت الطينية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي حيث انتهت من الفترة الأولى التي كانت متركزة على تدريب الحرفيات، وفي الشهر المقبل ستبدأ المرحلة الثانية وتفتتح أبواب المركز للعامة. وأشار إلى انه مؤخرا تم توقيع اتفاقية بين بارع وبعض البنوك لتدريب حرفيات، على حرفه الحياكة والنسيج، لمدة 4 أشهر، حيث يتم تدريبهن على أربع مراحل تدريبية. ويهدف البرنامج إلى توفير مصدر دخل لهن يساعدهن على توفير متطلبات الحياة. وأعلن عن إصدار "بطاقة الحرفي" في مطلع الشهر المقبل وستسلم لجميع الحرفيين المسجلين عبر فروع الهيئة ال 16 في مختلف مناطق المملكة. وأضاف انه في شهر أكتوبر الجاري سيشارك الحرفيون السعوديون في معرض لدول مجلس التعاون الخليجي في قطر. "بارع" دافع للاستمرار والعطاء قليلة الحارثي حرفية سعودية تجاوز عمرها الثمانين وإحدى المستفيدات من برنامج بارع والتي كانت لها تجربة مميزة مع هذا البرنامج الذي ساعدها في إبراز موهبتها في حياكة السدو، حيث كانت من أوائل الحرفيات بالمملكة وفي منطقة الطائف بالتحديد، كانت الحرفة مصدر رزقها. حيث قالت: كانت حياكة السدو في المنطقة آنذاك قلائل من يتقنها قبل دخول المصانع حيث كان اسمي يبرز في المنطقة، فكنت أحيك بيوت الشعر وأؤثث الغرف وأزخرف الوسائد، ومع كثر الطلب كان لدي مجموعة من الخياطين الذين يساعدونني في انجاز العمل. لكن مع مرور الوقت وتقدم العمر وقلة الطلب على الصناعة الوطنية قل الإقبال على عملي، إلى أن سجلت قبل ثلاث سنوات برنامج "بارع"، وبحمد الله يتم دعوتنا في المناسبات الوطنية وتوفير أماكن مخصصة لنا وإعطائنا التراخيص اللازمة. وفي مشاركتي الأخيرة بسوق عكاظ شاركت بمسابقة بارع وفزت ب 5000 ريال هذا بالإضافة إلى مكافأة الحضور. وبحمد الله تم تكريمي بشهادتَي شكر وتقدير مقدمة من الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، لقاء قطعة "السدو "التي قدمتها له والتي كنت اعمل بها لما يقارب السنتين. وأضافت قائلة: أن لدي قطع سدو تجاوز عمرها الأربعين عاماً والتي لا أزال احتفظ بها، وللأسف بناتي لم يرثن إتقان الحرفة عني لذلك أنا اعتمد اعتمادا كليا على نفسي. وبالنهاية أعربت عن شكرها للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على دعمه لها ولكل الحرفيين والحرفيات وهذا ما يجعله دافعا لهم للاستمرار والعطاء.