رجال يبقون في ذاكرة الوطن فلا تشيب بهم الاوقات ولا تهرم بحضورهم الندوات ولا يُمل الحديث عنهم ولا استعادة انجازاتهم بل انك تشعر معهم انك في مجتمع يقترب من المثالية اذا رأيت بعض هذه النماذج، فهم من وصل في ثقافة العطاء الى حد الاستمتاع به، ووصلوا في الزامية الاحسان الى درجة الواجب في تقديمه، ووصلوا في حب الوطن والارض والانسان والشجر والحجر الى درجة انهم جعلوها اقرب من النفس الى النفس، ووصلوا في نكران الذات الى درجة انهم يستمتعون بالحديث الى الفقراء اكثر من سماع الاشادة بما يبذلونه لطرد شبح الفقر عنهم وسعيهم لخلق مجتمع تنموي يعتمد على نفسه ويأكل من كد يده لان الدنيا لا تأتي للكسلان ولا لقليل الهمة ولا لمن لا يملك الرؤية او القدرة على تحديد الهدف الذي يرغب في تحقيقه لحياته وحياة الاخرين، هؤلاء الرجال هم بركة الزمان والمكان وعُمار الارض وهم من خلق البيئة المحفزة لمن يرغب الانتاج، هم من يأخذوا بأيدي الناس إلى تسلق القمم ليكونوا علامات بارزة في سماء الناتج الوطني والايجابية البشرية، هم من يقدمون تجاربهم وعصارة جهدهم وخبرات كفاحهم ويقولوا للناس لا تبدوا من حيث بدأنا بل انطلقوا من حيث انتهينا حتى يطيب عطاؤكم ويستفيد الوطن من نشاطكم ولكي نراكم ونرى مجتمعنا فيكم وقد انتقل الى العالم الاول الذي سيصنع للبشرية حاجتها قبل ان تطلبها ويحافظ على الوطن وينتمي له لأنه خير المكتسبات ويقدم الانسان نفسه مثلما اراد الله لهذه الامة وكفل لها الخيرية على الشعوب وضرورة تحقيقها بهممهم. هذا التمهيد قد تحقق اكثر منه في شخصية المواطن الصادق على الجميعة رحمه الله وهو احب الاسماء اليه فكيف نحقق من خلال سيرته استنساخ ريادته، فهو الرجل الشمولي في العطاء ومنافذ العمل الخيري قد رسمت بصماته، بل اننا نرى تحقيق المسؤولية الاجتماعية المثالية في تفاصيل حياته لأنه قدم المجتمع على نفسه وايقن انه جزء منه، هو الرجل الذي دفع بثقافة الناس وتعلقهم بالأدب والتاريخ والزراعة والصناعة والتجارة حتى اصبحت هاجساً يصحى عليه وينام به حتى تحقق له بعض ما اراد وزرع في ثقافات المواطنين الباقي من طموحاته، هو من سعى لرفعة التربية والتعليم الاكاديمي والمهني ودعم انشطته ولم يعرض عليه مشروع او برامج الا سابق بتحقيقه، هو من نبذ التعصب في كل نواحيه حتى لا يزرع ثقافة الاختلاف والفرقة بين شباب وطنه الكبير الحزين لفراقه، هو الرجل الذي يحمل فكراً استراتيجياً لا يحمله اغلب الاكاديميين لأنه ابن التجربة ورجل الميدان وتشهد بذلك الجمعيات والغرف التجارية وملتقيات الاعمال وورش العمل والندوات، هو الرجل الشمولي الذي له القدح المعلى في كل ما ينفع الوطن ويعين المواطن وصنع بذلك ثقافة للعمل الخيري اختص بها، بل هو الرجل الذي قدم لنا العبرة في حياته حتى جعله الناس القدوة لحياتهم الخيرية والتطوعية وقدم لنا العبرة في مماته حتى سألنا انفسنا ونطرح نفس السؤال على رجال الاعمال والقادرين كيف يصبح القادرين مثل المواطن على الجميعة فاعلين ومؤثرين ايجابيين حتى يبكيهم الموطن والمواطن عندما يودعوا هذه الحياة بمثل ما ودعها به، وكيف نأخذ عبرة بما شاهده العامة بعد موته ان الله اذا احب العبد انزل محبته في قلوب العباد ومن منا لا يتمنى الوصول الى محبة الله حتى تتحقق من بعدها محبة خلق الله والتي دون شك لن تكون دون عمل صادق مخلص منكر للذات ومؤثر على النفس ومقدم للأخرة وغير مفرط في الدنيا، وكيف نستنسخ تجربته حتى لا تضيع بصماته وانجازاته وتندثر افكاره وطموحاته مثلما اندثرت افكار وطموحات الكثير من الايجابيين في وطننا الغالي واصبحنا نقلب دفاتر الذكريات ونستمطر اريجها ونستنشق عبقها ونترحم على روادها ولا نقتفي اثرهم ونقدم مثلما قدموا، وكيف نستجمع من اذهان الناس والجمعيات والجامعات والمدارس عطاءات ذلك المواطن الرمز وندونها عضة وعبرة ومنهج لمستقبل الراغبين في ان يكونوا دعاة للإيجابية، كيف نؤرخ للمبدعين ونتباهى بهم مثلما يتباهى الغرب برواد العطاء الانساني والذين نقدمهم في مجتمعنا كنماذج ونحن نعلم ان لدينا مثل المواطن على الجميعة رحمه الله الكثير. ختاماً.. ان علماً ورمزاً خيرياً كالمواطن علي الجميعة رحمه الله الذي ولد في رحم هذا الوطن ومثلما كان رجل عطاء استثنائي ان ترصد سيرته بشكل استثنائي كي لا يموت عطاءه معه ثم تندثر بصماته من اذهان من يعرفها له، بل يجب ان يبقى الوفاء له مثلما كان الوفاء منه واتطلع ان يكون الشخصية الوطنية المكرمة في الحفل السنوي القادم لمهرجان الجنادرية الوطني، ولن نعود الى بيت شاعر المجمعة الشيخ عثمان بن سيار رحمه الله عندما قال (ماذا يفيدك بعد موتك شارع،، سموه باسمك او يفيد ثناء) لان في تكريم المواطن على الجميعة بعد وفاته تكريم لشمولية الرجال وايجابيتهم وتكريم للأوفياء من المواطنين على وفائهم واستزراع للعطاء الذي تقدره الدولة ويقدره المواطن، وفيه كذلك خلق للقدوة الحسنة واستنبات رسمي للرجال الاوفياء واهل البذل والانفاق في خدمة الوطن والمواطن، كما اتطلع الى ان لا يكون تخليد اسمه في مدينة حائل فقط لان بذله شمل ارجاء الوطن وعلى كل من نالة من عنايته شيء اثناء حياته ان يرد له الوفاء بالوفاء بعد وفاته وإطلاق اسمه على مدارس او قاعات او شوارع او ميادين او برامج خيرية او مشروعات تنموية او جوائز تقديرية للانشطة التجارية والصناعية والزراعية فقد كان يدعو لها ويساندها ويرعاها ويدعمها رحمه الله .