في موقف يجسد قيمة الريادة والرواد اقام فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالرياض حفلاً رعته اعلامياً بتميز صحيفة الرياض، ويمثل في نظر المجتمع رسالة وفاء كريمة تقدمها الجمعية لمن اتفق عليهم المواطنون انهم رواد في مجالاتهم، وهنا تأتي مهنية التكريم ودلالاته الجميلة التي تتمثل في ان كل قيادي ايجابي في عمله وخدمته لمجتمعه ووطنه بصدق وحرصه ان لا يكون صورة مكررة لعطاءات مرت ولم تترك بصمة يذكر بها ولذا فان التكريم حق له وان كان ما قام به اثناء خدمته هو الواجب، ويعطي التكريم صورة رائعة في تقدير المجتمع لأهل العطاء وقادته ويثبت في الموقف نفسه ان للريادة (قامة رجال وقيمة عطاء) ولا يمكن ان تمر فترات الزمان وايجابيات المكان الا ان تقول ان هذه وقفة وفاء نقرأ معها كيف ان المستقبل سيكون بمثل هذه الوقفات له موقف مع كل قيمة وقامة ترى ان مثالية الاداء هي الواجب والصدق في العمل هو الاصل وخدمة الناس شرف وفضل يقدمه المنتفعون بالخدمات للمقدمين لها وليس العكس كما يقال. ان هذه الوقفة في تكريم الرواد حسب المجالات تعطي انطباعاً صادقاً ان الاختيار يتم بعناية لأنه يركز على الابرز في المجال حتى وان كان المبرزون كثرا ربما في مجال واحد وتكريمهم جميعاً يتعذر في كل الحالات ولكن مادامت هذه استراتيجية سيتم العمل عليها في السنوات القادمة فان التكريم سيصل لبقية الرواد مع استحداث مجالات اخرى تضاف الى هذه الاستراتيجية التي تستحق الاشادة والتأكيد على الاستمرار عليها فهي تمثل ضوءا جميلا نستلهم به الامل الذي تعيشه الانفس السوية ومن خلاله نتعرف على رواد المجالات، وهذا ايضاً يعطي حافزاً لبقية قيادات المصالح العامة والخاصة الرسمية والتطوعية والمدنية والعسكرية وغيرها من المجالات الاخرى الادبية والثقافية والصحفية والرياضية والفنية ان يعملوا ليجدوا انفسهم مقدرين كرواد وهم يقدمون صادقين ومخلصين اثناء خدمتهم وقتهم وصحتهم وعلمهم وعملهم لخدمة مواطني هذا البلد الكريم وخير الناس كما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام انفعهم للناس. ولان الايجابيين من اهل العطاء الوطني الصادق يبقى ذكرهم وتتناقل اخبارهم واسهاماتهم المجالس والمدارس فإنني اتطلع من فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالرياض ان يتحفنا كل عام بعدد لا يقل عن ثلاثة رواد ممن انتقلوا للدار الاخرة رحمهم الله رحمة واسعة وهم والحمد لله كثر في جميع المجالات لأننا نرغب ان تكون حياتهم السابقة وعطاءاتهم الصادقة رسالة للأجيال كلها حتى نقول في يوم من الايام ان قيادات الحاضر الايجابية والرائدة هي نتاج خبرات سابقة تم استزراعها في اذهانهم حتى اصبحت ثقافة عامة ولكي نعيش العطاء بكل صوره وبصورة دائمة في جميع معطيات حياتنا وسنشعر بذلك ان الروح المعنوية بجميع اطياف المجتمع واجناسه في سموها والقها المستحق في كل نفس بشرية، ثم اجدها فرصة مناسبة ان ادعو بقية فروع الجمعية الوطنية للمتقاعدين لتطبيق نفس الاستراتيجية وتكريم الرواد في المناطق والمحافظات كي نعمم بذلك القدوة الحسنة في ارجاء الوطن الغالي وستكون مناسبة سعيدة للوفاء ننتظرها كل عام. ختاماً.. ان الجمعية الوطنية للمتقاعدين بكل فروعها وهي تقدم هذه الوفائية المستحقة للرواد فإنها تبث رسالة الى المجتمع بكل مصالحه وتقول فيها ان المكرمين من الرواد يحملون شهادة خبرة تفوق جميع الشهادات العلمية وهم من بنوا هذا الوطن بكل تفاصيله وانجازاته وان روحهم وامكانياتهم وعقليتهم لا زالت متقدة وقادرة على العطاء والانتاج خاصة في العمل الذي لا يحتاج للجهد البدني وانما يتطلع الى الفكر والمشورة من اهل الخبرة، ولا يخفى على القارئ الكريم ان جميع دول العالم تضمن للمتقاعدين بقوة النظام او مبكراً فرص الاستعانة بهم في العمل الاستشاري وتمنحهم مجالاً واسعاً للعطاء بل انها تتشرف بإعادة تدوير خبرته وارساله ليمثل فكرها ونظرياتها في جميع دول العالم التي تحتاج الى الاستشارة في أي مجال، وعندما يحس المتقاعد انه اصبح غير قادر فان دولته تنتقل به الى عالم اخر من الترفيه والاستجمام والرياضة وقضاء الوقت فيما ينفعه بل وتوفر له كل السبل المعيشية التي تجعله سعيداً بحياته وبعمره حتى يصل لدرجة العجز الذي تنتقل معه تلك الدول الى خدمات تمريضية اخرى تعينه على معيشته حتى يصل للعجز الكامل ومفارقة الحياة، وهذا كله امرنا به ديننا الحنيف وطبقته شعوب اخرى نحن اولى بالأخذ به منهم ولعلنا نقتفي اثرهم لشعوبنا.