علَم من اعلام هذه البلاد المباركة تألق في سمائها وبين نجومها تواصل مع قادتها واسهم في بنيتها مشهور لا تخطئه العين المجردة، برز وسما بأفعاله الساطعة المتميزة في دنيا البر وفعل الخير وإنقاذ الملهوف، ذلكم هو الفقيد الشيخ علي بن محمد الجميعة رحمه الله الذي توفاه الله مؤخراً بعد مشوار طويل في ميادين التنمية التي لم تقتصر على منطقة او مدينة دون أخرى. قالت عنه احدى التقارير المعددة لمآثره قبل وفاته انه "رجل اتاه الله المال الوفير فأنفق منه الكثير في وجوه البر والخير في حائل وغيرها من ربوع المملكة". الشيخ علي بن محمد الجميعة عرف بقوة ايمانه بالله سبحانه وتعالى وثقته بنفسه بلا حدود. ثقافته الاقتصادية والاجتماعية وغيرها مصبوغة دائما بالثقافة الدينية الاسلامية الواسعة. وغالبا ما يختار ادلته ويعزز حجته بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. قوي الحجة يرحمه الله وصلب بالدفاع عن قناعاته. يعتز كثيراً بوطنيته وانتمائه الى المملكة العربية السعودية. ومن سعادته التي يذكرها في كثير من المناسبات انه قد ولد بعد توحيد المملكة العربية السعودية بسنتين ذلك أن التوحيد كما هو معروف قد تم في عام 1353ه على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. الشيخ علي الجميعة -رحمة الله- تم ترشيح الشيخ علي بن محمد الجميعة لعضوية الهيئة الاستشارية للجمعية الوطنية للمتقاعدين في اول العام 1428ه فكان واحد من ابرز المؤسسين للهيئة البالغ عددهم (30) عضواً برئاسة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود حفظه الله . وبرز الشيخ الجميعة من بين أعضاء الهيئة الاستشارية في اول اجتماع عقدته الهيئة الاستشارية في الجبيل بضيافة سابك ورئاسة سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وذلك بتاريخ 24/5/1428ه الموافق 10/6/2007م، حيث قدم ضمن جدول اعمال الهيئة في اول اجتماع لها دراسة لإنشاء بنك للمتقاعدين يقوم على المساهمة منهم وتصب فيه معاشاتهم الشهرية البالغة عشرات المليارات من الريالات وقد بلغ مجموعها في الوقت الحاضر قرابة خمسين مليار (50) ريال سنويا كلها تنفق على المتقاعدين والمستفيدين من ورثتهم. هذا البنك حسب الدراسة التي اجراها الشيخ علي ذكر فيها ان البنك يدار من قبل المتقاعدين ويوظف الاكفاء من أبنائهم وبناتهم ووفقا للدراسة ستبلغ أرباح هذا البنك مئات الملايين من الريالات في العام وانه إذا خصص للجمعية نسبة 5% من الأرباح العائدة على المعاملات فإن ذلك سيمكن الجمعية من تشغيل برامجها وبناء مشروعاتها الاستثمارية. لكنه بالرغم من قوة المشروع ومن قوة دفاع الشيخ عن قناعاته بأهمية دراسته إلا انه لاقى معارضة للفكرة مردها ليس ناتج عن عدم قناعة المعارضين بأهميتها وفائدتها للجمعية بخاصة وللمتقاعدين بعامة بل لأن هذا المشروع سيواجه العديد من العقبات الصعبة. لكن هذا الاقتراح يصف لنا عزمه رحمه الله الوثاب ورؤيته التنموية الوهاجة وحرصه على الرفع من مستوى المتقاعدين حيث لم يستسلم بل قدم للهيئة الاستشارية وهو عضو فيها مشروعاً تنمويا آخر، يقوم على تأسيس عدد من الشركات التنموية المتنوعة ويقوم رأسمالها على مساهمة المتقاعدين وتوظف الاكفاء من المتقاعدين وابنائهم. وقد تكفل الشيخ علي بدفع تكاليف دراسة الجدوى التي بلغت ثلاثمائة ألف (300,000) ريال. وفي الاجتماع الثاني للهيئة الذي تم برئاسة سمو الامير سعود بن ثنيان ايضاً واستضافة الشيخ علي له بالرياض وتم عقده بتاريخ 11 /06 /1429ه الموافق 15/ 06 /2008م وحضره (27) عضوا من الهيئة الاستشارية الى جانب اعضاء مجلس إدارة الجمعية ومديري فروعها، عرضت في ذلك الاجتماع نتائج ما توصلت اليه دراسة الجدوى لعشر شركات استثمارية متنوعة وقد مول الدراسة كما ذكرنا الشيخ علي الجميعه – يرحمه الله - نذكر منها شركة للتدريب، وشركة للتسويق الزراعي واخرى للتأمين الصحي، وشركة للدراسات و الاستشارات، وبعد مناقشة نتائج جدوى الدراسة والموافقة عليها، اقرت الهيئة ان يتم البدأ بتفعيل اربع شركات من العشر والبقية تتبع لاحقاً، تم تشكيل اربع لجان من اعضاء المجلس ومن مديري الفروع الحاضرين في الاجتماع وحددت مهام اللجان. وبدعوة من الشيخ علي الجميعة عقدت اللجان اول اجتماع لها في مدينة حائل بضيافته وذلك على هامش المنتدى الزراعي المستضاف ايضاً من قبله في مزرعته "المسرة" في حائل. ولا زال هذا المشروع الاستثماري الضخم الذي تبناه ودعا اليه الشيخ علي الجميعة متوقف بسبب تغير مجلس إدارة الجمعية في تاريخ 17 ذي القعدة 1430 ه. ومن المؤكد أن الجمعية الوطنية للمتقاعدين لن تنسى دعم الشيخ علي المالي والمعنوي لها في حفل اشهار الجمعية وقبله الذي رعاه وحضره صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الرئيس الفخري الاول لها في منتصف العام 1429ه. فالشيخ علي رحمه الله رحمة واسعة كان سباقاً إلى فعل الخيرات والجمعية الوطنية للمتقاعدين لن تنسى له أفضاله.