حضر والد ووالدة السهلي وأشقاؤه امس الاثنين في المحكمة الجزا ئية بالدمام المكلفة بالنظر في تنازل أسرة القتيل وعتق رقبة الشاب عبد الله احمد السهلي المحكوم عليه بالقصاص منذ تسع سنوات وكانت مفاجأة من رفض أهل القتيل الحضور لإتمام الصلح والتنازل عن الدم واستلام مبلغ الثمانية ملايين ريال التي طلبت مقابل ذلك. وكان وجهاء المنطقة الشرقية وأهل الخير قد توسطوا لدى أسرة القتيل لعتق رقبة الشاب عبد الله السهلي المحكوم عليه بالقصاص في سجن الدمام المركزي بالمنطقة الشرقية منذ تسع سنوات ونجحت الوساطة في تأجيل أولياء الدم تنفيذ القصاص في الشاب لمدة شهرين كان من المقرر تنفيذه في شهر شعبان الماضي وكذلك نجح الوسطاء أيضا في الحصول على موافقة أسرة القتيل عن التنازل عن الدم وقبول الدية والتي قدرت بعشرة ملايين ريال ثم خفضت من اصحاب الدم الى ثمانية ملايين ريال سعودي. وبعد انتظار من قبل اهل واشقاء السهلي في المحكمة الجزائية بالدمام الفرج والذي كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ سنوات فتفاجأ والد عبدالله السهلي بتأخر قدوم أهل القتيل ولكن مر الوقت دون جدوى وكانت المفاجأة عدم حضورهم للمحكمة مما أصاب الأب بأزمة صحية حادة داخل المحكمة الامر الذي استدعى نقله الى مستشفى الدمام المركزي لتلقي العلاج اللازم بسبب هذه الازمة. وعلمت «الرياض» ان أولياء الدم حدث بينهم انقسام فقد رفض بعضهم قبول الدية في حين رأى البعض الآخر العفو على القتيل ونيل الأجر من الله ولكن فشلت الأسرة في الاتفاق على رأي واحد مما جعلهم لايذهبون للمحكمة لإتمام الصلح وهنا تدخل القضية في وضع حرج إما أن ينفذ الحكم أو تبدأ الوساطة من جديد. واشار عبدالله السهلي (32 سنة) انه يعيش فترة عصيبة من حياته يمر بها بأزمات نفسية حادة. وناشد السهلي أهل الدم فيها بأن ينظروا اليه بعين العطف والرحمة وطالب ذوي القلوب الرحيمة بالتدخل لوقف تنفيذ حكم القصاص وحالته النفسية أصبحت سيئة للغاية لدرجة أنه يتقيأ كل يوم من شدة الاكتئاب وقرب الموعد المحدد لتنفيذ القصاص. وعن اوقاته كيف يقضيها هذه الايام يقول عبدالله فمعظم الوقت اقضيه في الصلاة وتلاوة القران الكريم حيث لايوجد فراغ في يومي حتى في اخر الليل اواظب على صلاة التهجد والاكثار من تلاوة القرآن الكريم كما ان المسؤولين في السجن والاختصاصيين يفعلون ما بوسعهم كي يزيلوا عني اي توتر وقلق كما وجهت عند دخولي السجن من قبل المشرفين ان التحق بحلقة تحفيظ القرآن الموجودة داخل السجن فاستطعت من خلال هذه المدة التي قضيتها في السجن ان احفظ القرآن واضافة الى الفقه وحفظ الاحاديث النبوية الشريفة اصبحت ذات تأثير على بعض المساجين واهديهم الى التوبة الصحيحة كما اصبحت ادرس المساجين واقوم بدور المرشد لهم بعد الله سبحانه وتعالى وقد تعلمت في السجن الكثير من القصص العديدة والتي سمعتها وتعرفت على اصحابها من قرب وقد زادتني هذه القصص تقربا الى الله سبحانه وتعالى واملي كبير بعد الله سبحانه وتعالى في ان يصفح اهل القتيل عني وانني اقدر حزنهم على ابنهم يرحمه الله ويتقبله الله بواسع رحمته وان يعفو عني ويعتبرونني ابنهم و لاحول ولا قوة الا بالله العزيز الرحيم. الجدير بالذكر ان والد الشاب ويدعى أحمد السهلي54 عاماً يعمل في ورش مديرية تعليم البنات بالمنطقة الشرقية على بند الأجورولا يملك أي جزء من المبلغ إلا انه باع كل ما يملك ولجأ إلى أهل الخير والإحسان واستطاع تدبير المبلغ المطلوب وهرع إلى المحكمة لتحديد موعد لإنهاء الأمر وإصدار صك بالتنازل من أولياء الدم.