تُعد مناسبة اليوم الوطني لتوحيد المملكة تتويجاً لمسيرة كفاح الأجداد الذين سطروا أروع ملاحم التضحية والوحدة في سبيل ترسيخ قواعد الوطن الذي يرفل اليوم -بفضل الله- ثم بفضلهم في رغد العيش والأمن والأمان، ومثل تلك المناسبة حتماً ما هي إلاّ وقفة عظيمة لتدرك وتعي فيها الأجيال قيمة منجزاتهم وتضحياتهم، فالأمل فيهم -بعد الله- أن يحافظوا على استقرار ورخاء بلادهم، وأن يساهموا بسواعدهم الفتية وعقولهم المستنيرة في إكمال مسيرة العطاء والبناء، في ظل القيادة الرشيدة التي من المهم أن يلتفوا حولها ويقفوا معها كنهج أصيل وثروه من أبائهم وأجدادهم. سحابة خير وقال د.مسعد العطوي -أكاديمي في جامعة تبوك، عضو مجلس المنطقة-: إن انطلاقة المؤسس الباني الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهو رافع راية التوحيد والتوحد، معلناً حرباً على الفرقة والجهل والفقر، كسحابة خير أمطرت على الجزيرة، ولم يأت الأمر بسهولة ويسر، وإنما جاهد أولئك الأوائل، وأرسلوا دعاة الخير وقضاة العدل، فالتف أبناء الوطن وسطه وشرقه وغربه وشماله وجنوبه ملبين دعوة القائد، مضيفاً أن كل قرية أو مدينة تحمل رايات الجهاد وتنافح عن التوحيد وجمع الكلمة وتسرع دآبة إلى نشر الأمن وبناء الوطن، فليس هناك بطالة ولا عمالة وافدة، إنما أبناء الوطن يعملون مزارعين وتجاراً وعمال خدمة، ووظائف حكومية ورجال أمن ودفاع، مبيناً أن الوطن خلية حركية متآزرة يشد بعضها بعضاً، بل إنهم واصلوا العمل وطلب العلم معاً، وقد اصطحب القادة والأمراء رجال العلم والدعاة، وبنوا المدارس في الأودية والجبال والصحراء الممتدة، ودرست الأجيال الأولى ليلاً، فهم يعملون نهاراً ويدرسون ليلاً، بل إن مؤسسات الأمن فتحت المدارس والمعاهد فتعلم أبناء القبائل الأميين، مشيراً إلى أن تاريخ التكوين زمناً ومكاناً يحفل بالحكايات والقصص والإثارة والعدل والمؤاساة، والبناء، والتآزر مع الفقر. تلاحم ووحدة وأوضح د.العطوي أن قصص الأمن كثيرة وجليلة، مضيفاً أن هاجس أمن الحاج والأمن عامة هو هدف الدولة، فكان الأمن خير إعلام، حيث أن كل حاج يشعر بالراحة هنا ويعود إلى وطنه ثم ينقل أسطورة الأمن، مبيناً أن الآباء وقادتهم وأمراءهم وملوكهم، بذلوا فكرهم وزمنهم وآثروا الجد والعمل على التهاون والتكاسل وخير أمر هو الالتزام بالعهود والمواثيق، والتلاحم والوحدة الوطنية، مؤكداً على أن كل حدث من الخارج أو الداخل يصطدم بالتلاحم الجبار لهذا الوطن، لافتاً إلى أن أجيال اليوم مطلوب منهم العمل والابتعاد عن الاتكالية والأخذ بالعوامل المساعدة على الوحدة، ومعرفة حكايات القبائل قبل التوحيد وبعده، وكيف أنهم تمازجوا في مدن المملكة وتجاوروا وتصاهروا، متمنياً المزيد من اليقظة والانجاز والإبداع والفداء وحمل الأمانة. كفاح الأجداد في سبيل الوطن يحمل الأجيال المسؤولية في إكمال المسيرة إنجازات ومكاسب وأكد محمد عوض البلوي على أنه مهما طال الزمن لا يمكن نسيان بطولة وتضحية رجالات الوطن المخلصين وكفاحهم من أجل البناء والبقاء، فقد حققوا العديد من الإنجازات والمكاسب والتي لم تكن لتتحقق لولا التفاتهم حول قيادتهم وإخلاصهم وتفانيهم بكل طاقتهم لخدمة الدين والوطن، وكذلك تحقيق ما ننعم به اليوم من نعم لا تقدر بثمن، مطالباً ألا تنقطع سير وقصص كفاح الأولون عن أبنائهم، بل يجب أن تسترجعها في كل مناسبة لأخذ العبر والدروس من كفاحهم ونضالهم في سبيل الوصول بنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، مُشدداً على أن علينا السير على خطاهم في التمسك بالقيم الأصيلة والنبيلة، وكذلك العمل بكل عزم وإخلاص، وأن نقدم للوطن كل ما يعزز صموده ويدعم استقراره تحت غمامة تلك الاضطرابات، وحتى نكون مصدر فخر الأجيال القادمة حينما ينعموا بمثل تلك الحياة الكريمة التي نسعد بها ولله الحمد والشكر. اليوم الوطني مناسبة لاستذكار تضحيات الأبطال نموذج فريد وقال نايف العطوي: إن بناء الدولة السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه الملوك ما هو إلاّ نموذج فريد يحكي قصة نجاح تجاوز بها هؤلاء الملوك كافة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فبهم ومن ورائهم الشعب الوفي انطلقت مملكتنا نحو نهضة تنموية شاملة لامست كافة مناحي الحياة، ذاكراً أن مناسبة اليوم الوطني مناسبة غالية على قلب كل فرد من أبناء الشعب، نستذكر بكل فخر واعتزاز تلك الجهود المضنية التي بذلها الآباء والأجداد، ومساهمتهم في رسم ملامح تلك التنمية التي نقطف ثمارها الآن، فلهم -بعد الله- الفضل الكبير فيما وصلنا إليه من تقدم وحضارة وحياة كريمة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، مضيفاً أنه لطالما سمعنا من أجدادنا عن الحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها في الماضي حيث لم يحظوا بما نعيشه اليوم من إمكانات تفوق الخيال في زمنهم، حيث كانوا يتنقلون ويتغربون عن ديارهم في مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن ما يسد حاجتهم، فضلاً عمّا كان من مخاطر كبيرة تعرضوا لها في تنقلاتهم. دولة قوية وأوضح العطوي أنه مع توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بدأت الحياة تتغير إلى الأفضل، فقد سعى رحمه الله إلى بناء دولة قوية تكفل الحياة الكريمة لمواطنيها، ثم توالت إنجازات التنمية والتطور عبر أبنائه الملوك حتى أصبح اسم المملكة ضمن أقوى عشرين دولة على مستوى العالم، فرضت احترامها على دول العالم في زمن قياسي، مشيراً إلى أن كل هذه الإنجازات التي تمت في تلك الظروف الصعبة وبهذا المستوى المتميز يجعلنا أولاً نقف وقفة اعتزاز وفخر لكل من ساهم في ذلك، وثانياً يجعل على عاتقنا هم المحافظة على هذه الإنجازات، ولا يكون ذلك إلاّ بمواصلة منظومة هذا الإنجاز على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصناعية والتعليمية. نايف العطوي محمد البلوي كفاح الأجداد وقال د.عطالله العبار -رئيس المجلس البلدي بمحافظة القريات-: ونحن نحتفي بمناسبة اليوم الوطني لا يغيب عنا كفاح الأجداد والتفافهم حول ذلك القائد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث أرووا تراب هذا الوطن الطهور من عرقهم ودمائهم الزكية في سبيل الارتقاء به، والتحول من حالة الفوضى والتناحر والاقتتال على موارد الطبيعة كالماء والمرعى، مضيفاً أن الأجداد عملوا بتوجيهات قائدهم الفذ على نبذ الفرقة والعنصرية والقبلية والمناطقية والانخراط في مجتمع مدني أسس وأرسى دعائمه هؤلاء الرجال، حيث برز في عهد المؤسس تأسيس أغلب الأنظمة التي تسير عليها الدولة الآن، وكذلك إنشاء أغلب وزارات وهيئات الدولة وسن التشريعات المنظمة لحياة الناس، مبيناً أنه من هذا المنطلق لا يسعنا بعد حمد الله إلاّ الدعاء للأجداد بالرحمة والغفران وقبول دعواتنا لهم بقبول العمل على ما ننعم به الآن من أصناف النعم التي تستعصي على العد، ووفاء لأرواحهم الطاهرة فإننا على نهجهم الطيب القويم سائرون واضعين نصب أعيننا خدمة هذا الوطن والارتقاء به وصولاً للمكانة التي يستحقها، كما نقدّم التهنئة لملك الحزم والعزم خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمين وولي ولي العهد -حفظهم الله-، والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة السنوية الغالية، سائلاً الله أن يديم نعمة الأمن والأمان والعيش الرغيد، وأن يحمي بلادنا ومقدساتنا من شر الأشرار وكيد الفجار وكلنا فخر بجنودنا البواسل من كافة القطاعات العسكرية الذين يقدمون أرواحهم الطاهرة فداء لأمن الوطن وحماية لترابه وذوداً عن مقدساته وساكنيه. د.مسعد العطوي د.عطاالله العبار وطن شامخ وتحدثت عهود الوادعي -مسؤولة برامج التواصل الاجتماعي، بجمعية التنمية الأسرية بمحافظة القريات- قائلةً: إن تلك المناسبة تأتي لتوثق عرى التواصل بين أبناء هذا الوطن الشامخ بدينه ووحدته، ولنثبت للعالم أنه مهما اختلفت الأجيال يبقى حب الوطن عادة، وطاعة ولي الأمر واجبة، فقد قام هذا الوطن على أكتاف رجال لم يعرفوا يوماً الأنانية ولم يتخلوا يوماً عن النزاهة، ورّثوا أبناءهم حب العمل وحب الإخلاص وحُسن الثناء على الآخر، مضيفةً أنه ذهبت تلك الأجيال وتبعتها أجيال حذت حذوها وأتمت مسيرتها بعون الله ثم قيادة ملوك أخذوا بأيدي أبناء شعبهم للمجد في كافة مجالات الحياة، مبينةً أنه ها هو الجيل الواعد يخوض غمار التقنية الحديثة ممزوجة بعطر الأصالة الموروثة عن آبائهم وأجدادهم، ليواكب العصر الحديث متكئاً على أصالة الماضي العريق، وارثاً أطيب مال خلف الأجداد، مُجداً في تطبيق القيم بمباركة ولاة الأمر ورجال العلم والمعرفة وأهل المروءة. وقفة وفاء وأوضحت د.مريم العيسى-أكاديمية بجامعة تبوك– أنه اليوم نقف وقفة وفاء لمن كانوا أساساً للبناء وصناعة التنمية، مضيفةً أنه لا يكفي فقط أن نتأمل عظيم تلك المنجزات والتضحيات بل علينا أن نعلم أجيالنا أن الطريق لتحقيق هذا الكيان الموحد لم يكن ممهداً أو مفروشاً بالورود، بل كان طريقاً شاقاً بذلوا فيه الأجداد الغالي والنفيس لينعموا فيه أبناؤهم بكل ما يعيشونه اليوم من رخاء واستقرار وأمن وأمان، مبينةً أن الطريق مهّدت أمام أبناء الوطن ليساهموا في المحافظة على ما وصلوا إليه، ولأداء ما عليهم من مسؤوليات تحقق طموح قيادتهم وتأخذ بوطنهم إلى مصاف الأمم المتقدمة، مُشددةً على الجميع أن تجسد تلك المناسبة مواقفهم وسلوكياتهم العامة قوة الترابط فيما بينهم كمواطنين، وأن يكون ذلك منهجاً ونبراساً يتمسكون به في ظل الظروف والأحداث الراهنة. بهجه الأطفال بيوم الوطن قيمه كبيرة فرحة اليوم الوطني فرحة بما تحقق من منجزات فعاليات المدارس بمناسبة اليوم الوطني تعزز قيم المواطنة لدى النشء المملكة تشهد مشروعات تنموية شاملة