درج الملك مسواتي الثالث عاهل مملكة سوازيلاند الافريقية منذ عام 1999م على تنظيم وإقامة حفل راقص يطلق عليه مسمى رقصة المزمار )زممل فَكم(. وتشارك في هذا الحفل أكثر من 50ألف فتاة يرقصن وصدورهن عارية على أمل أن تحظى إحداهن بشرف أن تصبح الزوجة الثالثة عشرة لهذا الملك البالغ من العمر 37عاماً. وتأتي معظم الفتيات المشاركات في هذا الحفل من القرى التي يضرب الفقر المدقع بأطنابه في أرجائها بينما تراودهن الأحلام الوردية بأن يلتحقن بحاشية الملك ويعشن في قصره المنيف ويقتنين السيارات الفارهة ويفارقن إلى الأبد حياة البؤس والذل والفاقة. ففي هذا الشأن، تحدثت إحداهن، وهي زودوا مامبا التي تبلغ من العمر 16عاماً، فقالت: "أريد أن أعيش في رغد وبحبوحة ويكون لديّ مال وسيارة بي ام دبليو وهاتف جوال". أما منتقدو الملك مسواتي الثالث، فقد صبوا عليه جام غضبهم قائلين انه يستمتع باسلوب حياة البذخ والترف بينما يعاني ثلثا شعبه من غائلة الجوع وجائحة المسغبة والفساد. ويرى آخرون انه يمثل قدوة سيئة في التغاضي عن معاشرة المراهقات والتماهي مع تعدد الزوجات في بلد يقع 40% من سكانه ضحايا لمرض نقص المناعة المكتسب "الايدز" بينما يعتقد البعض الآخر انه يستغل رقصة وطنية تقليدية لأغراضه الشخصية. ولعل هذا هو عين ما عبر عنه ماريو ماسوكي زعيم حزب المعارضة المحظور والذي تحدث في هذا السياق قائلاً: "لقد أسيء استغلال رقصة المزمار الوطنية وتم تحويرها لاشباع الشهوات والأهواء الذاتية لشخص واحد. إن الملك مولع بالفتيات الصغيرات وجمع المال واكتناز الثروات". بيد ان الراقصة تساندزايل ندلوفا البالغة من 21عاماً كان لها رأي آخر عبّرت عنه بقولها: "إن الملك بمقدوره أن يتخذ زوجة متى رغب في ذلك وهذه هي طريقته لذلك. وإن هذه هي ثقافتنا وسوف لن نتخلى عنها إطلاقاً".