في كل مرة يدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم المتابع الرياضي في متاهات التساؤلات وسراديب الغموض وكهوف البعد عن الشفافية وتطبيق ما يمكن تطبيقه من لوائح يدعي سنها ولكنه لا يستطيع، الأمر الذي وضعه في موقف الوهن وعدم الاضطلاع بالمسؤولية على الوجه المطلوب، وحتى لا نذهب بعيدا، نبدأ ادانة هذا الاتحاد الضعيف من قضية ثلاثي المنتخب فهد المولد وشايع شراحيلي وعبدالفتاح عسيري بسبب خروجهم من المعسكر بماليزيا من دون إذن مسبق في وقت متأخر بعد نهاية لقاء ماليزيا الثلاثاء الماضي ومطالبة إدارة "الأخضر" بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في لائحة الانضباط والعقوبات للاعبي المنتخب السعودي المعتمدة من قبل اتحاد الكرة،. هذه الادارة تتحدث عبر بيان ركيك، وجمل لا يكتبها الطالب في الصفوف الدنيا، فكيف بادارة واتحاد يقودون لاعبين محترفين ويفترض أن يكونوا محترفين في كل شيء، يتحدثون عن اللوائح وضرورة تطبيق الانضباط والتصدي للتجاوزات. والمضحك أن ادارة المنتخب تتحدث عن لائحة لا يعرفها سواها (هذا ان كانت موجودة وليس حبر على ورق او لا يريدون لأحد أن يطلع عليها)، فالاتحاد حتى يكون صريحا وشفافا مع الجميع يفترض نشر هذه اللائحة وتوزيعها على الاعلام والاندية وعبر موقعه الرسمي حتى تكون كالشمس في عز النهار امام الناس وتكون العقوبات المقرر وفق البنود مرضية للجميع ولا تجر الى التأؤيلات والظنون، اما أن يقول (وفق اللائحة) فهو اشبه بمن لا يريد لأحد ان يعرف اللائحة فيقرر وينقض حسب مزاجه وحجم التأثيرات والضغوطات التي يتعرض لها. نظن أن الاتحاد السعودي وإدارة المنتخب وضعوا انفسهم في موقف صعب للغاية، لماذا؟.. لأن الضغوطات ستمارس عليهم من كل حدب وصوب والكل يعرف ضعف هذا الاتحاد وهشاشة بنائه من الداخل، حتى أصبح الأعضاء يسوقون الاتهامات ضد بعضهم البعض فتمر مرور الكرام، اتحاد لا يحاسب نفسه ولا ينظم عمله ويصدر قراراته ولوائحه بكل وضوح وشجاعة من دون خشية ردة فعل الاعلام والجماهير والاندية غير جدير أن يصدر العقوبات على الآخرين ويفرض الانضباط داخل اروقته والملاعب وفي مختلف المناسبات، اقل ما يقال أنه اتحاد فوضوي وجهة عاجزة عن ادارة نفسها قبل أن تدير الآخرين وتقنعهم بالقرارات العادلة والعمل المنظم. هناك من يتحدث عن عقوبات ستطبق بحق الثلاثي من ستة اشهر إلى 12 شهرا، وآخرون يتحدثون عن الايقاف عن المنتخب والسماح لهم باللعب مع النصر والاتحاد، وفئة ثالثة تقول أن الايقاف لا يتجاوز مباراتين، وفئة رابعة تتحدث عن ثلاثة اشهر، وبين اللغط والتساؤلات وكثرة التخمينات، يقف الاتحاد السعودي ومتحدثه المتناقض في كل شيء وادارة المنتخب عاجزين عن توضيح الصورة وماهي اللوائح؟، وهذا يعطي مؤشر جديد على (ضياع الطاسة) وأن هناك جهات رياضية بدلا من أن تضطلع بإدارة العمل على الوجه المطلوب، فهي بحاجة ماسة الى اطراف تديرها وترسم لها طريق النجاح، وهذا لن يتحقق الا بخلع ثوب الضعف الذي يعاني منه الاتحاد، او تغيير الرئيس والأعضاء وعودة القوة والهيبة للاتحاد واللعبة. تصوروا لو أن العقوبة تنص على الحرمان من اللعب للمنتخب ويحق للاعب تمثيل ناديه في المسابقات المحلية والخارجية، أو أن القرار يتضمن الايقاف لمباريات معدودة هل هذا قرار منصف ورادع؟ ثم ماذا لو أن هناك لاعبا من أي ناد كان، لا يريد تمثيل المنتخب، بدفع من ادارة ناديه حتى يبقى في فريقه لتمثيله في المسابقات المحلية (الا تشجعه العقوبات الضعيفة والمتفاوتة بايقافه عن المنتخب فقط) على التجاوز حتى يبعد ويوقف عن تمثيل "الاخضر" ويعود الى ناديه بكل ارتياح ولا تمثل له العقوبة أي مشكلة.