تحظى زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – للولايات المتحدةالأمريكية بأهمية بالغة ومتابعة مستمرة من قبل صناع السياسة والاقتصاد العالمي؛ نظراً لما تمثله المملكة من ثقل ومكانة على الخارطة العالمية، وتأكيداً على العلاقات الاستثنائية بين البلدين. وتعود احدى اهم محطات هذه العلاقات إلى عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – حينما التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945، عقب محاولات التنقيب على النفط في المملكة، لتتحول علاقة البلدين بعد ذلك إلى تحالف استراتيجي في مختلف المجالات. وشهد العام 1943 أول زيارة لوفد سعودي رفيع المستوى إلى أمريكا عندما أرسل الملك المؤسس ابنيه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالعزيز – رحمهم الله جميعا - لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي يونيو عام 1945 زار الأمير فيصل بن عبدالعزيز الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلاً للملك عبدالعزيز لحضور تأسيس الأممالمتحدة في مدينة سان فرنسيسكو، وفي العام 1951م تم تحويل اسم الشركة الأمريكية المنقبة عن النفط بالمملكة من (شركة كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل) إلى (الشركة العربية الأمريكية للنفط) التي عرفت فيما بعد بشركة (أرامكو السعودية)، لتأتي بعد ذلك اتفاقية الدفاع المشترك والتي تم التوقيع عليها بين البلدين في العام 1951. وقد كان الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير من عام 1947 اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة عام 1974 واجتمع مع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -. وخلال شهر فبراير عام 1962، زار الملك سعود الولاياتالمتحدة للمرة الثانية، واجتمع خلالها مع الرئيس الأمريكي جون كيندي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلبية حاجة المملكة الأمنية، وفي عام 1966 التقى الملك فيصل بالرئيس الأمريكي لندون جونسون، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية أمريكية لعمل مشروعات التنمية في المملكة. تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأميركية المشتركة وفي العام 1971 التقى الملك فيصل - رحمه الله - الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطن، وتم عام 1974 تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة. عقب ذلك زار الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – أمريكا في شهر أكتوبر 1978، وفي العام ذاته زار فخامة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الرياض، واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وبحثا إلى جانب العلاقات الثنائية ما عرف بمشروع الرئيس كارتر لتحريك عملية السلام بين العرب واسرائيل. وشهدت الولاياتالمتحدة زيارات رسمية لعدد من أصحاب السمو الأمراء، منهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي زارها عدّة مرات. وفي 1994 زار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون المملكة، والتقى الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين. البترول عزز العلاقات تعاقبت الزيارات المتبادلة بين البلدين لتؤكد أهمية العلاقة فيما بينهما وتعززها منذ بدايات التنقيب عن النفط بالمملكة في عهد الملك المؤسس، عقب اكتشافه في البحرين عام 1932، حيث تم حفر عدة آبار في حقل الدمام وتحديداً مكمني رمال البحرين الأول والثاني اللذين اكتشف البترول فيهما في البحرين، إلا أنه لم يتم اكتشاف البترول بكميات تجارية. وبدأت قصة اكتشاف البترول في المملكة حين وقع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في 29 مايو من عام 1933 اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، وفي 8 نوفمبر من نفس العام تم إنشاء شركة تابعة هي شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني (كاسوك) لإدارة الامتياز، وتمت عملية المسح بإعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة، في العام 1935 تم حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، ولكن لأن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز، فقد استمرت الشركة في الحفر، وبعد خمس سنوات من الحفر غير المثمر، بدا أن بئر الدمام رقم 7 ليست سوى طريق مسدود آخر، وفي 4 مارس من عام 1938 بدأت بئر الدمام رقم 7 إنتاج 1.585 برميل في اليوم على عمق 1.5 كيلومتر تقريبا. وفي 31 يناير من عام 1944 وفي خطوة تهدف إلى إبراز دور المملكة بين الدول المنتجة للنفط، تم تغيير اسم كاسوك إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، والتي أصبحت تعرف اختصارا باسم شركة أرامكو السعودية، وفي العام 1950 اكتمل خط الأنابيب عبر البلاد العربية التابلاين الممتد بطول 1.212 كيلومتر، ليكون بذلك أطول خط أنابيب في العالم، وقد ربط خط التابلاين شرق المملكة العربية السعودية بالبحر الأبيض المتوسط، وأسهم بشكل كبير في اختصار وقت وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا، وقد ظل خط التابلاين يعمل حتى عام 1983 ، في العام 1952 نقل مقر الشركة من نيويورك إلى الظهران. القمة السعودية الأميركية تؤكد على التحالف الاستراتيجي بين البلدين