قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن على الغرب ألا يلوم إلا نفسه في أزمة المهاجرين التي شهدت فرار مئات الآلاف من الشرق الأوسط عن طريق البحر المتوسط وطرق برية بمنطقة البلقان، حيث لقي كثيرون حتفهم خلال محاولة الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وقال بوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا "بطبيعة الحال أولاً وقبل كل شيء هذه هي سياسة شركائنا الأميركيين.. أوروبا تنفذ هذه السياسة دون تفكير بموجب ما يسمى التزامات الحلفاء ثم اكتوت بنارها". من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الجمعة أن بريطانيا مستعدة "لبذل المزيد" من أجل حل أزمة المهاجرين إلى أوروبا ولاستقبال "آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين"، وصرح كاميرون في لشبونة "إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن أننا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين بموجب المعايير الحالية والتي سنقوم بمراجعتها"، وتابع كاميرون "سنتحرك بما يمليه علينا عقلنا وقلبنا لتأمين ملاذ لمن هم بحاجة إليه مع العمل على حل على المدى الطويل للازمة في سوريا". ويواجه كاميرون ضغوطاً متزايدة من أجل استقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين خصوصاً بعد نشر صورة جثة الطفل السوري على أحد شواطئ تركيا. وجمعت عريضة رفعت إلى مجلس النواب من اجل استقبال مزيد من اللاجئين قرابة 250 ألف توقيع، بينما أشارت منظمة "افاز" إلى أن قرابة ألفي بريطاني تطوعوا لاستقبال أسر من اللاجئين في منازلهم. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثاً في المنتدى الاقتصادي الشرقي (أ ف ب) وقال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيراس إن رد فعل الاتحاد الأوروبي على أزمة اللاجئين سيكون بمثابة "لحظة فارقة" للاتحاد محذرا من أن انقسام الاتحاد لن يفيد سوى مهربي البشر. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي بحاجة لمساعدة المزيد من المهاجرين على دخول أراضيه بشكل قانوني وتوفير نحو 200 ألف مكان وفق تقديرات مبدئية لنقلهم ودعم الدول التي تواجه ضغوطاً بسبب تدفق اللاجئين مثل اليونان والمجر وإيطاليا. فيما أعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك الكندية فيليب كويار أن المقاطعة على استعداد لاستقبال "مئات وحتى آلاف" اللاجئين السوريين، داعيا الأحزاب السياسية الكندية إلى التعبير بوضوح عن موقفها من هذه المسالة. وأضاف "من المأساوي أن نحتاج صورة طفل ميت لإيقاظ ضمائرنا" في إشارة إلى صورة الطفل السوري الصغير الذي مات غرقا وجابت صورة جثته العالم، وتابع كويار "بالنسبة للطفل فقد فات الأوان، لكن لا يزال أمامنا الوقت للتحرك إزاء الآخرين ولمد اليد لهم كما فعلنا في كيبيك مرارا وكما يجب أن نفعل هذه المرة أيضا" مذكرا باستقبال آلاف الفيتناميين نهاية سبعينات القرن الماضي. من ناحيتها، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن نحو 5600 مهاجر ولاجئ دخلوا الخميس إلى مقدونيا من اليونان ما يمثل ضعف عدد الوافدين عادة في يوم واحد والذي يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف شخص. وقالت ميليسا فليمينغ الناطقة باسم المفوضية خلال مؤتمر صحافي أن "5600 شخص دخلوا الخميس إلى مقدونيا"، وأكدت انه عدد قياسي ليوم واحد مشيرة إلى صعوبة التكهن بما سيحصل خلال الأسابيع القادمة. ويتراجع عدد المهاجرين واللاجئين عادة اعتبارا من أكتوبر بسبب تراجع الأحوال الجوية في البحر المتوسط لكن فليمينغ أشارت إلى أن الأعداد بقيت مرتفعة العام الماضي رغم تردي الطقس.