أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض البارحة، ان الاقتصاد السعودي سيشهد بانضمام المملكة رسمياً إلى منظمة التجارة العالمية نقلة كبيرة في مجال التصدير والاستثمار والتفاعل الايجابي مع اقتصادات العالم. وقال سموه في كلمة ألقاها عقب رعايته حفل افتتاح اللقاء السنوي الخامس عشر لجمعية الاقتصاد السعودية بالتعاون مع هيئة السوق المالية بعنوان «السوق المالية السعودية.. الواقع والمأمول»، وذلك بقاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية، أن الجميع يعلم مدى التغيرات التي حدثت على الساحة الاقتصادية العالمية، وانه من المؤكد أن التحديات التي فرضتها هذه التغيرات تتطلب منا الكثير من الاستعدادات. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية الرئيس الشرفي لجمعية الاقتصاد السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن خالد بن عبدالله الفيصل رئيس مجموعة الفيصلية ومحافظ هيئة السوق المالية جماز السحيمي ورئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور محمد القنيبط. كلمة القنيبط والقى الدكتور محمد القنيبط رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية كلمة أكد فيها أهمية عقد مثل هذا اللقاء الذي يقام بالتعاون مع هيئة السوق المالية، مبيناً ان جهوداً كبيرة بذلت على مدار عام كامل لحشد الخبراء والمختصين في هذا الحدث الاقتصادي الذي يعتبر أهم حدث تقيمه الجمعية منذ تاريخ تأسيسها. وبين القنيبط أن ما يدلل على أهمية اللقاء هو تجاوز عدد المحافظ الاستثمارية في سوق الأسهم السعودية حاجز ال 2,5 مليون محفظة باعت نحو 9 مليارات سهم ووصلت قيمتها إلى 3 تريليونات ريال، موضحاً أن المشاركين في اللقاء سيعملون على مدى يومين متتالين بتشخيص واقع السوق والآمال المرجوة منها خلال السنوات المقبلة. وأوضح أن الجمعية أنشئت بهدف تنمية الفكر العلمي في مجال الاقتصاد وإتاحة الفرصة للعاملين في هذا المجال في القطاعين العام والخاص للاسهام في حركة التقدم العلمي بالمملكة، وتسهيل تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية في تخصص الاقتصاد بين الهيئات والشركات والمؤسسات ذات العلاقة وتقديم المشورة والقيام بالدراسات الاقتصادية بشكل عام وما يتعلق منها بالاقتصاد السعودي على وجه الخصوص. كلمة التويجري بعد ذلك، ألقى الدكتور عبدالرحمن التويجري أمين عام المجلس الاقتصادي الأعلى كلمة تحدث فيها عن تأسيس الجمعية، مبيناً انه قبل تسعة عشر عاماً كان مجموعة من الاقتصاديين الشباب في ذلك الوقت يتبادلون وجهات النظر حول الاقتصاد الوطني يملؤهم الحماسة والرغبة في نشر الوعي الاقتصادي في المجتمع وتنمية الفكر العلمي الاقتصادي وفتح حوار حوله وأهم من هذا وذاك ايجاد اطار منظم يتم ذلك من خلاله، وأنه لا يمكن أن ننسى التقاء مجموعة منهم في الظهران بدعوة كريمة من سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حيث دار حوار استمر يومين في ضيافة سموه. وأضاف: بعدها بدأ البحث الجاد عن كيفية إنشاء الجمعية وكان الإطار المناسب والوحيد هو أن تكون وفق نظام الجمعيات العلمية في جامعة الملك سعود، وقامت في قسم الاقتصاد لجنة تأسيسية، وبدأت إجراءات تكوين الجمعية وعقد اجتماع لهذا الغرض في جامعة الملك سعود توافد له الاقتصاديون في مختلف أنحاء المملكة. وتم يومها ولادة الجمعية وانتخب أول مجلس إدارة وبدأ العمل هادئاً منظماً، وكانت فترة تجلت فيها صعوبات البدايات، وتضمنت سنوات التأسيس تفاصيل جديرة بالرواية ولكن نتركها للتاريخ، مكتفين بالقول إن إرادة الإنسان وهمته والعمل الدؤوب المنظم لخدمة الوطن وأبنائه كفيل بتفتيت جميع المصاعب. وقال: نرى اليوم نتائج هذا العمل في اللقاء السنوي الخامس عشر الذي يعكس، بموضوعه عن السوق المالية، الهم الحالي والموضوع الأكثر سخونة وحيوية في وقت يمر فيه اقتصادنا الوطني بمرحلة مفصلية من تاريخنا الاقتصادي تعدنا بمزيد من التنمية والرفاهية. كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الرئيس الفخري لجمعية الاقتصاد السعودية قال فيها: إنه كان لجامعة الملك سعود أكبر الأثر في تطور جمعية الاقتصاد السعودية واستقطاب أكبر عدد من الاقتصاديين إلى عضويتها، وللجامعة كل الشكر على دعم الجمعية، فقد استطاعت جمعية الاقتصاد السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن من أن تراكم تجربة ثرية في مجال اهتمامها، والدور الذي حدد لها وفقاً للائحتها الأساسية. وذكر سموه أنه من أجل تعميق هذه التجربة، وتطويرها قامت الجمعية بوضع خطة جديدة لإعادة هيكلتها بناء على ما تمخضت عنه ورشة عمل كبرى أقامتها الجمعية في وقت سابق شارك فيها عدد كبير من الاقتصاديين، ممن تتنوع اهتماماتهم وخلفياتهم العلمية والعملية، وقد تبلورت الخطة من خلال ثلاثة محاور تضمنت البحث العلمي لإيجاد مرجعية للفكر الاقتصادي المحلي، المنفتح على العالم، وتوفير منتدى علمي لمناقشة القضايا الاقتصادية، وتشجيع البحث العلمي في كل ما يتعلق بالاقتصاد السعودي، وتوفير معلومات وتحليلات دقيقة عن مختلف جوانبه. وخدمة المجتمع، وتأسيس التفاعل بين القطاعين العام والخاص، والتواصل بين المهتمين بالشأن الاقتصادي، ويهدف إلى رصد ومتابعة المتغيرات، والمستجدات الاقتصادية المحلية والدولية، واقتراح المعالجات العلمية والعملية التي تعزز قدرة الاقتصاد الوطني للتعامل الإيجابي مع هذه المتغيرات والمستجدات، وتقديم المشورة الاقتصادية المتخصصة للجهات المعنية في القطاعين العام والخاص، والعمل على تحسين مستويات الاقتصاديين السعوديين المهنية، والاسهام في تعزيز الروح المهنية لديهم، وبث روح التعاون والتنسيق بينهم. إضافة إلى المحور المالي والإداري والذي يهدف إلى القضاء على المعوقات المالية والإدارية التي تواجه الجمعية من خلال تنمية الموارد المالية للجمعية، وتكوين جهاز إداري يعزز من أنشطتها. وتم وضع الآليات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف. وبيَّن سموه أن نجاح هذه الخطة الطموحة يعتمد على الدعم الذي ستلقاه الجمعية من المجتمع الاقتصادي، وهو مجتمع قادر على الدعم، ويمتلك الرغبة في الدعم عندما يقتنع بجدوى ما يقدم له من خطط ومشروعات، ولذا فإن أي دعم ستحظى به الجمعية سيعود بالنفع على المجتمع الاقتصادي نفسه. كما أوضح سموه أن الخطة التي تبنتها الجمعية هي خطة شارك القطاع الخاص في وضع تفاصيلها من خلال ورشة العمل المذكورة، ولا يخفى أن هناك احتياجات ملحة للجمعية حتى تستطيع تنفيذ خططها الطموحة ومنها على سبيل المثال افتقار الجمعية إلى مقر، وحد أدنى من الكوادر الإدارية يحول دون تحقيق أهداف الخطة التي وضعتها الجمعية، فالامكانات الحالية للجمعية محدودة جداً، وهي تتطلع إلى مبادرة من الفعاليات الاقتصادية لدعمها. كلمة الأمير سلمان بعد ذلك ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض كلمة أكد فيها أن القضايا التي سيناقشها اللقاء تعتبر قضايا تستحوذ على اهتمام الجميع، مشيراً إلى أن الفورة الحالية التي يشهدها سوق المال تعبر عن حيوية الاقتصاد السعودي وازدهاره باعتباره الاقتصاد الأكبر في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأضاف سموه ان المرء سواء كان مسئولاً في الدولة أو غير مسؤول ليشعر بالفخر ان تصل المملكة إلى هذا المستوى من التقدم.. وبالنسبة لنا نحن الذين واكبنا أو شاركنا أو كنا شهوداً في ملحمة البناء التي شهدتها بلادنا لانملك في مثل هذه المناسبة إلا ان نسترجع كيف شقت هذه البلاد طريقها وسط الكثير من العقبات والمعوقات حتى استطاعت الوصول إلى الصفوف الأولى.. وغني عن القول ان ذلك لم يتحقق عن طريق الصدفة وإنما تحقق بتوفيق من الله ثم بالعمل الجاد الذي تم وفق استراتيجية اقتصادية وطنية شاملة استلهمت الرؤية التي صاغها ونفذها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فقد وحد أرجاء الوطن ثم أرسى قواعد الأمن والاستقرار وانطلق بعد ذلك في بناء هذا الكيان لبنة لبنة..وقد تبعه في ذلك أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله و ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز و سمو ولي عهده الأمين يتابعون هدا النهج و يجدون فيه ومن المنظور الاقتصادي فقد ثبت بعد كل هذه السنوات الطويلة منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة ان الرؤية التي حملها جلالة الملك عبدالعزيز والتي كانت قائمة على توحيد البلاد وارساء الاستقرار والأمن في ربوعها وتطبيق مبدأ الاقتصاد الحر الذي يحفز الناس لبذل الجهد ومضاعفة العمل.. ثبت ان هذه الرؤية هي الأصوب.. وهانحن نرى الدول في زمننا الحاضر تتسابق إلى إنشاء الاتحادات والتكتلات الاقتصادية كما نرى ان الدول الأكثر ازدهاراً اقتصادياً هي تلك التي تتمتع بالاستقرار الأمني والسياسي.. أما حرية السوق والاقتصاد فقد اصبحت محل اجماع دول العالم بما في ذلك الدول التي كانت تعتنق في السابق المبادىء الاقتصادية الشمولية. وقال سموه: ان اهتمام الدولة بالجانب الاقتصادي ينبع من هذا الفهم الراسخ لأهمية الاقتصاد ومن أجل ذلك قدمت الدولة الحوافز والدعم المالي والقروض الميسرة للقطاع الخاص وللأفراد وبادرت إلى اتخاذ الإجراءات والإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى تطوير الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وتعميق الشفافية ونشر المعلومات.. ولاشك ان الجهود التي تقوم بها جمعية الاقتصاد السعودية هي جهود مكملة لما تقوم به اجهزة الدولة وفعاليات القطاع الخاص في الاقتصاد السعودي.. وهي جميعا تتضافر لخدمة المصلحة العليا للوطن. واستطرد سموه قائلاً: ونحن نلتقي اليوم للمشاركة في فعاليات هذا اللقاء السنوي لابد من الإشارة إلى الدور الذي قامت به جامعة الملك سعود في خدمة الوطن وما احتضان الجامعة لجمعية الاقتصاد السعودية وغيرها من الجمعيات المماثلة إلا دليل على اهمية الدور الذي تقوم به فلها الشكر على جهودها كما ان الشكر موصول إلى هيئة السوق المالية والى معالي الأستاذ جماز السحيمي وزملائه على جهودهم مع الجمعية في تنظيم هذا اللقاء. وأوضح سموه أن الجميع يعلم مدى التغيرات الجذرية التي حدثت على الساحة الاقتصادية العالمية ومن المؤكد ان التحديات التي فرضتها هذه التغيرات تتطلب منا الكثير من الاستعدادات وبانضمام المملكة رسميا إلى منظمة التجارة العالمية فان اقتصادنا سيشهد نقلة كبيرة ان شاء الله في مجال التصدير والاستثمار والتفاعل الإيجابي مع اقتصادات العالم وفي تقديري ان هذه الظروف تحتم على الاقتصاديين وعلى الأجهزة الحكومية والأهلية التفاعل مع هذه الظروف على نحو يحقق مصالح الوطن ولاشك بان هذا اللقاء الذي تنظمه جمعية الاقتصاد السعودية سيساعد على فهم التغيرات الاقتصادية المتسارعة وتوظيفها لصالح اقتصادنا الوطني ان شاء الله. و في نهاية الحفل أعلن سموه عن تبرعه بمليون ريال لجمعية الإقتصاد السعودية.