في مهرجان حكايا لا وجود للجدران الصماء التي اعتدنا عليها، إنها تحضر بهيئة مختلفة، تحضر على شكل مشاهد فنية وقصص مصورة تزين جدراناً يصل طولها إلى نصف كيلو متر، بطريقة تبهر الأعين وتدخل الزائر في جو من الألفة والسعادة. منظمو المهرجان حرصوا على مشاركة المجتمع في هذه الفعالية الإبداعية بالاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة، فأنشأوا على "تويتر" حساباً خاصاً؛ لاستقبال اللوحات الفنية التي يرسمها أي موهوب، تمهيداً لفرزها، وعرض المتميز منها على جدران المهرجان التي تمتد بطول 500 متر، وتعرض مشاهد فنية وقصصاً مصورة. وتهدف "الجداريات" إلى التعبير بطريقة مختلفة بما يمر به أي شخص في حياته من قصص وحكايا. المهرجان يطمح لتقديم وسائل مختلفة يستطيع أي شخص سرد وعرض ما يجول في خاطره من صور أو مشاهد ذاتية غارقة في الذاتية، علماً بأنه سيكون جزء منها مرئياً يعرض عن طريق شاشات تلفزيونية. الجداريات المشاركة لا تقتصر على تلك التي ترسم في السعودية، إذ إن بعضها إقليمية، وصممت بعض الأعمال خصيصاً للمهرجان، وأخرى سبق أن عرضت في محافل سابقة، في حين تشمل العروض المرئية على الجداريات: مسلسل "مصاقيل"، وسلسلة "عالم نمسا"، ومجموعة من مسرحيات "افتح يا سمسم"، و"يوميات بخيته"، كما وزعت الشاشات المعلقة على الجداريات بطريقة فنية لا تسبب إرباكاً في حركة مرور الزوار. يذكر أن المهرجان يستضيف عدداً كبيراً من الكتّاب والمبدعين للحديث مع الزائرين عن تجاربهم وخبراتهم في الكتابة، كما ويعد المهرجان الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويسعى لربط شرائح المجتمع كافة بالقراءة، خصوصاً فئة الأطفال، عبر تحفيزها على التخيل والابتكار في صناعة القصة، وتعلم كتابتها، ورسم لوحاتها، وتصور مشاهدها، والاستمتاع بمتابعتها. كما تهدف الفعاليات إلى اكتشاف المواهب ودعمها للإبداع في الكتابة القصصية التفاعلية، وتنمية روح الحوار والتواصل، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وتدريب الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال كتابة القصص، والاستفادة من التقنية الحديثة في المزج بين الماضي والحاضر وإعداد القصص التفاعلية المفيدة وتطوير آليات عرضها. ويضم مهرجان "حكايا" بين جنباته خمسة أجنحة ثرية بالفعاليات والأنشطة، بدءاً من جناح الطفل، الذي سيجد الأطفال فيه محطة التصور والكتابة، والقصة وتحويل الفكرة إلى رسمة، ومحطة الانتاج والتحريك، ومحطة الإلقاء، وورش العمل الحرة. في حين تقام في الجناح الثاني ورشٌ تدريبية لفئة الشباب على مدى خمسة أيام، وتركز على كتابة القصة ورسمها وتحريكها، مع ورش فنية مساندة ومتغيرة. أما الجناح الثالث، فهو مقهى الحكواتي الذي يعد من الأجنحة الجاذبة، إذ يستهدف الفئات العمرية كافة، ويتمكن زائره من تناول القهوة والاستمتاع بقصص الحكواتي، وسيكون زوار المهرجان على موعد مع مفاجأة في جناح "افتح يا سمسم" الذي يعود بشخصياته بعد انقطاع دام أكثر من 35 عاماً ويخصص الجناح الخامس لإقامة جدارية لقصص مطبوعة وأخرى الكترونية.