لا مراء في أن سرطان القولون مرض قاتل وفتاك، ولكن احتمالات الوقاية منه تظل بالمقابل مرتفعة للغاية؛ فهو مرض يسري ببطء شديد جداً كما يقول الدكتور جيمس لينش رئيس قسم جراحة القولون والمستقيم بمستشفى بيومونت في منطقة تروي بولاية متشيغان، والذي يردف قائلاً انه يمكن في العادة منع استفحاله والحيلولة دون استشرائه بمجرد تناول الأقراص والمقويات المناسبة بالمقادير المناسبة وفي الوقت المناسب. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: ما هي المقويات المناسبة؟ يجيب الخبراء على هذا السؤال وينصحون بتناول ما يلي: ٭ الكالسيوم: إن احتمالات ظهور وتطور المُرَجَّلات أو السلائل المخاطية (polyps)، وهي أورام في الغشاء المخاطي بالقولون يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية، تقل بنسبة 45٪ لدى من يتعاطون مقويات الكالسيوم يومياً بالمقارنة مع غيرهم وفقاً لما أثبته بحث حديث أجري مؤخراً في كلية طب دارتماوث. ويضيف الدكتور دونالد ديفيد رئيس قسم أمراض المعدة والأمعاء بمركز مدينة الأمل للسرطان في لوس انجلس مستطرداً: «يبدو أن الكالسيوم يلتحم بالمرَّة (الصفراء) في الجهاز الهضمي فيخرجها منه حتى لا تؤدي إلى تهييج بطانة القولون». يشار إلى أن دراسة أجرتها الجمعية الامريكية للسرطان توصلت إلى أنه لا يمكن الحصول على الفائدة القصوى من الكالسيوم بمجرد أكل منتجات الألبان أو شرب الحليب. وعليه يوصي بتناول 1200 مليغراماً من أقراص الكالسيوم يومياً. ٭ المغنسيوم: في دراسة سويدية أجريت على 61 ألف امرأة، اتضح أن من تناولن ما لا يقل عن 255 مليغرام من المغنسيوم يومياً تقل لديهن إلى حد بعيد احتمالات الاصابة بسرطان القولون مقارنة بمن تناولن المغنسيوم بمقادير أقل. ولضمان تحقيق أعلى درجة ممكنة من الوقاية، ينصح الخبراء بأخذ ما يتراوح بين 400 و600 مليغرام من المغنسيوم في اليوم - علماً بأن الكالسيوم يساعد على امتصاص المغنسيوم وتمثله في الجسم. ٭ السيلينيوم: وفي دراسة أجريت في جامعة كورنل، تبين أن من كانوا يتناولوا 200 ميكروغرام من السيلينيوم يومياً انخفضت لديهم مخاطر الاصابة بسرطان القولون بنسبة 38٪. ويقول الباحث ويليام دبليو لي، وهو من مؤسسة انجيوجينيسيس وحاصل على ماجستير في الطب: «يبدو أن السيلينيوم يتفاعل مؤثراً في قدرة الخلايا السرطانية على الحصول على الدم الذي تحتاج اليه لكي تنمو وتنتشر». يوجد السيلينيوم في جوز البرازيل؛ ومع هذا فإن الطريقة السهلة للحصول على ما يكفي من السيلينيوم تتمثل في تناول 200 ميكروغرام منه بواقع قرص واحد في اليوم. ٭ حامض الفوليك: تشير دراسة صحة التمريض إلى أن المثابرة على تناول جرعة يومية مقدارها 400 ميكروغرام من حامض الفوليك لمدة 15 عاماً من شأنه أن يقلل الاصابة بسرطان القولون ويخفض تلك المخاطر بنسبة تصل إلى 75٪ (يوجد هذا المقدار من حامض الفوليك في معظم أقراص الفيتامينات المتعددة، ولا سيما في فيتامين ب). وينطبق هذا بصفة خاصة على الاشخاص الذين لديهم تاريخ طبي عائلي يشير إلى انتشار هذا المرض بمعدلات مرتفعة في أسرهم. وفي واقع الأمر، يؤكد الباحثون في جامعة هارفارد أن الحصول على على هذا القدر من حامض الفوليك يمكن أن يفضي إلى التخلص التام من المخاطر المتعلقة بانتشار المرض في الأسرة. وقد توصل باحثون فرنسيون إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في البرتقال من شأنها أن تساعد على الحيلولة دون تتطور وتفاقم سرطان القولون. ويوصى بأكل تفاحتين في اليوم.